المواجهات تتجدد في «الأقصى»
● تجربة صاروخية لحركة حماس في غزة
● «السلطة» ترفض «خطة غانتس» وتدعو بايدن إلى التحرك لمنع إشعال المنطقة
شهدت ساحات المسجد الأقصى أمس مواجهات جديدة بعد تصدي مصلين فلسطينيين لمئات المستوطنين، في وقت طالبت السلطة الفلسطينية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالخروج عن صمتها ومنع إشعال المنطقة بأسرها.
تكررت أمس المواجهات في باحات المسجد الأقصى المبارك، بين الجيش الإسرائيلي ومجموعات من المستوطنين اليهود من جهة والمصلين الفلسطينيين من جهة أخرى.وأفادت صحيفة «هآرتس» العبرية بأن نحو 728 مستوطنا أقدموا على اقتحام باحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، وانسحبوا تحت ضغط ومواجهات عنيفة من الشباب المرابط في الحرم القدسي، ما أسفر عن إصابة نحو 20 فلسطينيا بجروح.ويدخل اليهود إلى باحات المسجد، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية، طوال أيام الأسبوع، عدا يومي الجمعة والسبت، على فترتين، صباحية ومسائية، لكن الاقتحام الأخير اكتسب حساسية خاصة، نظرا لتزامنه مع عيد الفصح اليهودي، والأنباء عن نية مجموعات يهودية تقديم أضاحي العيد داخل باحات الحرم في مخالفة للاتفاقات.
واتهم المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان «مئات» المتظاهرين الفلسطينيين وبعضهم ملثمون بجمع حجارة وتخزينها تمهيدا لاستخدامها في استهداف اليهود عند دخولهم الأسبوعي المعتاد إلى الحرم. وقالت قناة الجزيرة إن عددا من الشبان الفلسطينيين ألقوا الحجارة على حافلة تقل المستوطنين الذين اقتحموا الحرم القدسي، وذكرت مصادر إسرائيلية أن 5 مستوطنين جرحوا جراء إلقاء الحجارة، وأوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 9 فلسطينيين اعتقلوا، 4 منهم للاشتباه في قيامهم بإلقاء الحجارة على حافلات المستوطنين.وكانت الشرطة الإسرائيلية فرضت قيودا على دخول المصلين الى المسجد عند ساعات الفجر، ومنعت دخول كل من هو دون 40 عاما، ونصبت الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش في القدس القديمة، وعلى الطرقات المؤدية إلى بوابات الأقصى.كما أفرجت بشروط عن أكثر من 400 فلسطيني اعتقلتهم فجر الجمعة الماضي، واشترطت إبعاد 80 منهم عن القدس والمسجد الأقصى لمدة 15 يوما، وأبقت 30 أسيرا رهن الاعتقال حتى عرضهم على التحقيق.
«السلطة» تناشد بايدن
وطالب الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة أمس «بشد الرحال للمسجد الأقصى للدفاع عنه، والتصدي للتصعيد الإسرائيلي الخطير»، داعيا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى «الخروج عن صمتها ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها». وردا على رؤية وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للحل السياسي مع الفلسطينيين، والتي تنص على «إقامة كيان فلسطيني مع بقاء الهيمنة الأمنية الإسرائيلية»، قال أبوردينة إن «أية أفكار سواء دولة ذات حدود مؤقتة أو كيان أو دولة منقوصة السيادة لن تنهي الصراع بل ستؤدي إلى مواجهات وحروب». من ناحيته، أكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، أمس، أن «تكرار المشهد الدموي في المسجد الأقصى المبارك جاء لتسهيل اقتحامات المتطرفين اليهود للأقصى وتكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا».واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان منفصل، «التصعيد الإسرائيلي المبيت استخفافا بردود الفعل العربية والإسلامية والدولية التي صدرت بإدانة اقتحام يوم الجمعة، وإمعانا إسرائيليا في تنفيذ مخططاتها التهويدية ضد المسجد الأقصى المبارك وفرض السيادة الإسرائيلية عليه».هنية و«التهدئة»
من ناحيته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أمس، إن حركته التي أطلقت ١٢ صاروخاً نحو البحر المتوسط أمس، أكدت لكل الأطراف التي تواصلت معا أن «الأقصى مسجدنا ولنا وحدنا، ولا حق مطلقا لليهود فيه، ومن حق شعبنا الوصول إليه والصلاة والاعتكاف فيه».ووسط تقارير عن طلب حركة حماس من حركة الجهاد الإسلامي، المقربة من طهران، بعدم التصعيد في غزة، بعد مساعي التهدئة من قبل مصر وقطر، قالت «الجهاد» أمس إن «تجدد الاعتداءات على المسجد الأقصى يكشف نية الاحتلال بالتضليل»، محذرة من أن «الانتهاكات الخطيرة تدفع نحو المواجهة الشاملة».ووجهت الحركة انتقادات إلى الأردن، معتبرة أنه «لا قيمة لأي وصاية على المسجد الأقصى إذا لم توفر حماية حقيقية للأقصى ولا تقوم بالواجبات الاساسية لمنع تهويد الأقصى ووقف الانتهاكات».وفي عمان، حذرت وزارة الخارجية الأردنية من أن «استمرار إسرائيل في خطواتها المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى والحرم القدسي وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، يمثل تصعيدا خطيرا وخرقا مدانا ومرفوضا للقانون الدولي ومسؤولياتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال». وشددت الخارجية الأردنية على أن «إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لهذا التصعيد وتقويض الجهود المبذولة للحفاظ على التهدئة الشاملة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم».من ناحيته، دعا البابا فرنسيس أمس في مناسبة عيد الفصح إلى ضمان الدخول «بحرية» إلى الأماكن المقدسة في القدس.وقال البابا من الفاتيكان: «أتمنى أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون وجميع سكان المدينة المقدسة، جنبا إلى جنب مع الحجاج، تجربة جمال السلام والعيش في أخوة والدخول بحرية إلى الأماكن المقدسة، في احترام متبادل لحقوق كل منهم».وأضاف أمام حوالي 50 ألف شخص تجمعوا في ساحة القديس بطرس «نطلب السلام من أجل القدس والسلام لمن يحبونها من مسيحيين ويهود ومسلمين»، كما صلى البابا من أجل «السلام في الشرق الأوسط الذي مزقته سنوات من الانقسام والصراع».
البابا فرنسيس يدعو لضمان الدخول «بحرية» إلى الأماكن المقدسة في القدس