مجموعة من العراقيين المنحدرين من أصل أفريقي يرتدون ملابس تقليدية ويعزفون ألحاناً شعبية أثناء مرورهم في شوارع حي الزبير بالبصرة بينما يحيط بهم أطفال يصفقون ويغنون بمناسبة مهرجان قرقيعان الذي يحيونه ليلة النصف من شهر رمضان كل عام.

يقول ناضل صبري «37 عاماً»، وهو من أهالي «سكة العبيد» في حي الزبير بالبصرة وعضو فرقة الزبير للفنون الشعبية، «عندنا طقوس وتقاليد خاصة بينا ونحب نحافظ عليها من القدم، كانت بالقدم، كانت تقتصر هذه الفقرات أو هذه الاحتفالية بهاي المناسبة على سكة العبيد حصرياً، بس بمرور الزمن والتطور والسوشيال ميديا والنشر والإعلان والإعلام صار عندنا مثل ما تقول يعني جمهور خارج نطاق الزبير عم محافظة البصرة عامة».

Ad

وأضاف ناضل «الأناشيد اللي ننشدها مثل ‘سلم ولدهم يا الله وخله لأمه يا الله، سلم ولدهم يا الله وخله لأمه يا الله‘ وكل عائلة تنطينا أسماء أولادها وبناتها وعلى هذا الأساس ننطي الأسماء زي الأطفال يحاولون يلبسون زينا، يعني الزي الخليجي غترة، عقال، والأطفال لابسين دشداشه وشماغ أو غترة وعقال، بناتنا لابسات هذا الزري، الثوب الهاشمي».

والعراقيون من أصل أفريقي هم، إلى حد كبير، أحفاد المهاجرين والعبيد من شرق أفريقيا الذين يعود وجودهم في العراق إلى القرن التاسع بحسب موقع منظمة المجموعة الدولية لحقوق الأقليات.

وعلى الرغم من إلغاء العبودية في العراق عام 1924، استمر العديد من الأشخاص في السنوات التالية في استخدام كلمة «عبد» لوصف شخص أسود وكذلك الحي الذي ينحدرون منه.

وفيما يتعلق بسبب تسمية منطقتهم سكة العبيد قال ناضل «بالنسبة ليش سموه سكة العبيد؟، لكثرة البشرة السمراء الموجودة هنانا، وبالنسبة للزي مالنا الزي مالنا هاي الدشداشة والشماغ والوزار فهذا الشي هذا موروث قديم إحنا حافظنا عليه من أجدادنا، من آبائنا».

ويحتفل الشيعة بمهرجان قرقيعان في منتصف رمضان، إذ أنه يمثل ذكرى مولد الإمام الحسن، حفيد النبي محمد، إلى جانب كونه احتفالاً شعبياً للأطفال الذين يتنقلون من باب إلى باب لجمع الحلوى.

وفيما يتعلق بما يفعلونه بالضبط في احتفالية قرقيعان قال عبدالله عباس «20 عاماً»، عضو ذات الفرقة الشعبية، «فعالية القرقيعان، نفطر بالمنطقة، نروح على البيوت نقرقع، ندق البيبان، نقول مثلا المولود الجديد أو طفلهم نسلم ولدهم يا الله وخله لأمه يا الله والعالم تجي تقرقع وينطونا من مال الله».