هل من «حكومة خفية» تدير الأزمات في العالم؟

نشر في 18-04-2022
آخر تحديث 18-04-2022 | 00:10
 حمزة عليان أزمة تلد أخرى، فما إن انتهينا من جائحة كورونا حتى فاجأتنا الحرب الروسية– الأوكرانية، فنسي العالم أزمة كورونا، ولم نصدق أن هذا الوباء انحسر، وكأنه «فص ملح وذاب»، معقول أن ينتهي هكذا بعصا سحرية، ويعود العالم إلى ممارسة حياته الطبيعية وكأنه بات من الماضي الكريه؟ لا أحد يريد استعادة هذا الشريط الصعب والمؤلم والذي جعل العالم كله يدور حول نفسه، فطالما أن النهاية هكذا فلماذا لم تكن مؤامرة؟ أنصار هذا الرأي يشمتون اليوم بمن لم يصدقهم، ولسان حالهم يقول: «كنتم تعتقدون أننا نهلوس». الظاهرة الأخرى أن الأزمات الكبرى عندما تقع تلغي ما قبلها، هل يسمع أحدكم اليوم بقضية «سد النهضة» على سبيل المثال؟ غريب هذا الذي يحدث، كيف استبدلت الماكينة الإعلامية بهذه الأزمة الحرب الأوكرانية ولم يعد لها وجود إلا فيما ندر؟ إذاً ما تفسير ذلك؟ بحسب خبراء عالم الميديا فإن من يتحكم في العالم ليس موازين القوى في العسكر أو الاقتصاد أو العلوم حتى يتم ترجيح كفة هذه الدولة على تلك! بل «حكومة خفية» تدير العالم بقوى ناعمة، لديها القدرة أن تقلب الصورة 360 درجة وتغير بوصلة الأحداث، وأقرب مثال على ذلك ما يحدث على الجبهة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، فالأنظار كلها اليوم متجهة إلى هذه الساحة، لا صوت يعلو فوق صوت الحرب والمعركة والإغراق في التفاصيل الصغيرة هناك حتى أوصلونا إلى التجول داخل أحياء المدن الأوكرانية.

أحدهم ظهر على الشاشة مؤخراً في مؤتمر إعلامي مفتوح منبهاً، أين توجد كاميرات الفضائيات والصحافة اليوم، مجيباً في الساحة الأوكرانية، ومعتبراً أن الانحياز في الإعلام يبدأ بنصب الكاميرا، فمن تسبب بالحرب هو الغرب والهيمنة التي يمارسها، ومن وجهة نظره لا يراد لرواية واحدة أن تهيمن على الصورة فقط، بل على ما عداها.

يبدو أن «نظرية المجهول» في التفسير لها مريدون وأعدادهم في ازدياد، ربما لغياب المعلومات الصحيحة أو غياب الإعلام المحايد تنمو هذه النظريات وتكبر وتتسع بحيث تتحول إلى «ناموس» وتصبح من «الأساطير» أي أنها تدخل في عداد «الطلاسم» غير القابلة للتفكيك أو التشريح.

لقد تحدثوا عن جائحة «كوفيد19» باعتبارها ثمرة «مؤامرة كونية» لتقليل عدد السكان على ظهر الأرض، وهذه تسمية يقصد بها كل تفسير للأحداث والظواهر بناء على تكهنات لا تقوم على دليل، وبأسلوب هجومي متشكك، لقد بلغ الأمر، على سبيل المثال، أن اعتبر أحد رجال الدين المسيحيين المتشددين أن بيل غيتس هو «المسيح الدجال»، وسيحاول أن يوحد العالم في حكومة واحدة ونظام مالي عالمي واحد ويؤسس لديانة عالمية واحدة.

عندما تسمع أن من يدير العالم «حكومة خفية» أو «حكومة سرية» يدفعك الفضول إلى معرفة هذه الحكومة التي تتحكم في الأحداث تخطيطاً وتنفيذاً، وتسأل نفسك، هل حقاً توجد هذه الحكومة؟ ومن هم أعضاؤها؟ وأين تجتمع؟

قد تعثر على كتابات وأبحاث وتقارير موسعة وشواهد على نظرية «حكومة العالم الخفية» بوجود هيئات تصاحب أعمالها السرية أمثال: محافل الماسونية، منتديات الصهيونية، مؤتمر بلدربيرغ، مجلس الشؤون الخارجية في أميركا، تشاتام هاوس في إنكلترا وتكتلات عائلية مالية كبرى على غرار آل روتشيلد وروكفلر وغيرهم.

في الأزمات الكبرى تبرز الظاهرة، وتتوغل المفاهيم والأسئلة، هل من حكومة خفية تدير شؤون العالم؟ ليس في مقدورنا الجزم، لكننا نستطيع تلمس الحقيقة كلما ساهمت الماكينة الإعلامية في كشف بعض الحقائق لا في تجهيلنا.

حمزة عليان

back to top