ساهم التعافي من تداعيات جائحة «كوفيد 19» وتخفيف القيود على مستوى العالم في التأثير إلى حد كبير على اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز الأداء القوي لأرباح السنة المالية 2021، إذ قفزت أرباح الشركات المدرجة في دول المجلس إلى مستوى قياسي وصل إلى 196.5 مليار دولار في عام 2021 مقابل 93.1 مليارا في عام 2020. ويعزى النمو المسجل بقيمة 103.5 مليارات دولار بصفة رئيسية للنمو القوي الذي سجلته أرباح أرامكو (56.1 مليار دولار أو ما يعادل 113.8 في المئة على أساس سنوي)، تليها أسهم قطاع البنوك، والمواد الأساسية والمرافق العامة، وشكلت القطاعات الأربعة ما نسبته 85 في المئة من إجمالي صافي ربح عام 2021 كله. وحسب تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست، نجحت معظم القطاعات في تسجيل نمو قوي في صافي الأرباح خلال العام، وبصفة خاصة، شهد كل من قطاعي المرافق العامة والنقل قفزة ملحوظة في صافي الأرباح المسجلة في عام 2021 بعد معاناته من أداء دون المستوى خلال فترة الجائحة. وعلى مستوى 21 قطاعاً، شهدت 4 قطاعات تراجع أرباحها على أساس سنوي، بينما سجلت البقية نمواً في الأرباح، أما على صعيد البورصات الخليجية، فكانت البورصة العمانية هي السوق الوحيد الذي شهد تراجع صافي الأرباح الإجمالية للشركات المدرجة خلال السنة المالية 2021 بانخفاض بلغت نسبته 3.7 في المئة.
قطاعات السوق
أما على صعيد قطاعات السوق، وصلت ربحية قطاع البنوك الخليجية إلى احد أعلى مستوياتها المسجلة على أساس سنوي في عام 2021، إذ ارتفعت بنسبة 52.9 في المئة لتصل إلى 35.4 مليار دولار، إلا أن الأرباح ظلت أقل من مستويات ما قبل الجائحة التي بلغت 37.0 مليار دولار في عام 2019. وكانت الزيادة السنوية في عام 2021 واسعة النطاق وشملت كل دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تضاعفت أرباح البنوك الكويتية تقريباً لتصل إلى 2.9 مليار دولار، وسجلت البنوك السعودية والإماراتية المدرجة نمواً جيداً في الأرباح بنسبة 59.2 في المئة و67.2 في المئة خلال العام. كما دفعت الأرباح المرتفعة العائد على حقوق المساهمين لقطاع البنوك الخليجية إلى أعلى مستوياته في سبع فترات ربع سنوية، بتسجيله لمعدل نمو بنسبة 10.4 في المئة بنهاية عام 2021 مقابل 9.6 في المئة في الربع الثالث من العام نفسه، ونسبة 8.1 في المئة بنهاية 2020.وبالنسبة للأداء على أساس ربع سنوي، ارتفع صافي الربح في الربع الرابع من عام 2021 بنسبة 102.5 في المئة على أساس سنوي إلى 50.6 مليار دولار، مقابل 25 مليارا في الربع الرابع من عام 2020. من حيث الأداء مقارنة بالربع السابق، انخفضت الأرباح بنسبة 9 في المئة مقارنة بالربع الثالث من عام 2021. وكان أداء الأرباح مقارنة بالعام الماضي إيجابياً بصفة عامة بتسجيل نمو بنسبة 102.5 في المئة في الربع الرابع من عام 2021، مع تسجيل بعض القطاعات الرئيسية ذات رؤوس الأموال الكبرى في بورصات دول مجلس التعاون الخليجي لنمو حاد.الكويت
ارتفعت أرباح الشركات المدرجة في بورصة الكويت من 1.9 مليار دولار في السنة المالية 2020 لتصل إلى 9.7 مليارات في السنة المالية 2021. وكان قطاع البنوك هو الدافع الرئيسي لارتفاع إجمالي أرباح البورصة، إذ نمت أرباح القطاع بنسبة 96 في المئة لتصل إلى 2.9 مليار دولار في السنة المالية 2021 مقابل 1.5 مليار في السنة المالية 2020. وضمن أسهم قطاع البنوك، أعلن بنك الكويت الوطني تحقيق صافي ربح قدره 1.2 مليار دولار للسنة المالية 2021 بنمو بلغت نسبته 49.5 في المئة مقارنة بصافي ربح قدره 803.02 ملايين دولار في السنة المالية 2020. في حين أعلن بيت التمويل الكويتي (بيتك) تحقيق صافي ربح قدره 806.7 ملايين دولار للسنة المالية 2021 بنمو بلغت نسبته 66.8 في المئة مقابل 483.8 مليونا عن العام السابق، فيما يعزى بصفة رئيسية إلى انخفاض مخصصات خسائر القروض وخسائر انخفاض القيمة.