وسط ضغوط غربية على الهند بسبب علاقاتها مع روسيا، قررت القوات الجوية الهندية، تأجيل شراء 48 طائرة مروحية من طراز «مي 17 ب 5» من روسيا من أجل دعم البرنامج الوطني «صنع في الهند».

وكشف مصدر لوكالة ANI الهندية للأنباء، أن قرار إلغاء الصفقة جاء في سياق نية القوات الجوية دعم برنامج إنتاج مروحيات محلية، لافتاً إلى أن القرار تم اتخاذه قبل وقت طويل من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بسبب نية حكومة الهند استبدال المنتجات المستوردة بمنتجات محلية في إطار برنامج «صنع في الهند».

Ad

ووقعت الهند منذ نحو 10 سنوات اتفاقية مع روسيا بشأن شراء 80 طائرة مروحية من طراز «مي 17 ب 5».

على صعيد آخر، يتوجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الهند هذا الأسبوع لعقد اجتماع مع نظيره ناريندرا مودي وإجراء مناقشات تجارية واستراتيجية، وفق ما أعلن مقر الحكومة البريطانية «داوننغ ستريت»، وسط خلافات بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال جونسون: «بما أن سلامنا وازدهارنا مهددين من جانب دول استبدادية، من الضروري أن تتآزر الديموقراطيات والأصدقاء». وأضاف: «الهند قوة اقتصادية كبرى وأكبر ديموقراطية في العالم وشريك استراتيجي بمنتهى الأهمية للمملكة المتحدة في هذه الأوقات المضطربة».

وأوضح جونسون أن زيارته، التي ستستغرق يومين، تركز على «ما هو مهم حقاً لشعبي البلدين مثل إيجاد فرص عمل، والنمو الاقتصادي، (وصولاً) إلى أمن الطاقة والدفاع». وصدرت عن المملكة المتحدة والهند ردود أفعال مختلفة تماما حيال الوضع في أوكرانيا. ففي وقت تصعّد لندن العقوبات الاقتصادية على روسيا واضعةً نفسها في خط المواجهة لدعم كييف بالسلاح، حرصت حكومة مودي في المقابل على عدم إدانة الغزو الروسي علانية. وتصف الهند موسكو بأنها «صديقة قديمة وركيزة أساسية» لسياستها الخارجية نظراً إلى «الشراكة الاستراتيجية» لأمنها القومي.

وقوبل موقف الهند بالانتقاد من قبل بعض الحلفاء الغربيين مثل الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اتهمها الشهر الماضي بأنها «مترددة نوعاً ما» في رد فعلها على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وذكرت مجلة «الإيكونوميست» أن «الهند تبقى الدولة الأكثر إزعاجاً للغرب، حيث تمتنع باستمرار عن اتخاذ قرارات بفرض العقوبات على موسكو»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الهند ليست وحدها من ترفض العقوبات بل هناك دول عدة من آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية حتى حلفاء قدامى لواشنطن يرفضون مطالباتها بفرض عقوبات على روسيا أو على الأقل الانضمام إليها».

ويجري جونسون ومودي في 22 أبريل في نيودلهي «مناقشات متعمقة» بشأن «الدفاع الاستراتيجي» و«الشراكة الدبلوماسية والاقتصادية»، حسب «داونينغ ستريت»، من أجل «تعزيز شراكتنا الوثيقة وتكثيف التعاون في المجال الأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ»، وهي منطقة باتت في الصف الأمامي بالنسبة إلى بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وقبل يوم من هذه المناقشات، يتوقع وصول جونسون إلى أحمد أباد، المدينة الكبيرة في ولاية غوجارات التي يتحدر منها نصف السكان البريطانيين من أصل هندي في المملكة المتحدة.

ويأمل جونسون أيضاً في أن يدفع قدماً مفاوضات محاولة إبرام اتفاقية تجارة حرة مع الهند.