الكويت ودول إسلامية تدين إحراق المصحف في السويد

نشر في 19-04-2022
آخر تحديث 19-04-2022 | 00:05
سيارة تلتهمها النيران في مدينة نورشوبينغ (رويترز)
سيارة تلتهمها النيران في مدينة نورشوبينغ (رويترز)
لاتزال السويد تشهد، منذ الخميس الماضي، احتجاجات عنيفة ضد جماعات يمينية يقودها المتطرف الدنماركي السويدي راسموس بالودان، الذي يقود حركة يمينية معادية للإسلام، تقوم خلال تجمعاتها بحرق المصاحف، وهو ما جرى الخميس الماضي في مدينة مالمو التي تسكنها جاليات أجنبية كبيرة.

وأعربت وزارة الخارجية الكويتية، أمس، عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لواقعة إحراق نسخة من المصحف الشريف من قبل بعض المتطرفين، محذرة من تداعيات وخطورة الواقعة التي تؤجّج مشاعر العداء والانقسام بالمجتمعات.

وأوضحت «الخارجية» في بيان «أن هذه الإساءات تشكل استفزازا خطيرا لمشاعر المسلمين حول العالم، وتحريضا ضدهم تقوض قيم التعايش والتسامح»، داعية «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة، والعمل على نشر قيم التسامح والتعايش والحوار ومنع الإساءة لكل الأديان السماوية».

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن «إدانة المملكة واستنكارها للإساءة المتعمدة للقرآن الكريم، والاستفزازات والتحريض ضد المسلمين».

ووصفت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية الاعتداء بأنه «عبث وهمجية، لا يدل إلا على شخصية مريضة متطرفة»، مؤكدة أن «هذه التصرفات المقيتة لن تضرَّ القرآن العظيم شيئاً».

من جهته، قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، إن «موجة الكراهية والتعصب التي تشهدها السويد ضد ديننا الإسلامي الحنيف مرفوضة وتشكل خطراً».

وأكدت وزارة الخارجية البحرينية أن «مثل هذه الممارسات البغيضة، التي تتعارض مع حرية الأديان والمعتقدات والتعايش، ينبغي أن تدان بشدة من المجتمع الدولي».

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، هيثم أبوالفول، لإن «هذا الفعل مُدانٌ ومرفوضٌ، ويتنافى مع جميع القيم والمبادئ الدينية، ومبادئ حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ويُؤجج مشاعر الكراهية والعنف ويُهدد التعايش السلمي».

وفي القاهرة، وصف وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، ما قام به بالودان بأنه «عمل عنصري مقيت يجرح مشاعر المسلمين ويؤجج الكراهية». وتابع: «يجب على الجميع تجريم ازدراء الأديان، وعدم الكيل في ذلك بمكيالين».

وأدانت رابطة العالم الإسلامي «العمل العبثي الشائن»، وحذرت من «خطورة أساليب إثارة الكراهية، واستفزاز المشاعر الدينية، التي تؤجج مشاعر العداء والانقسام في المجتمعات وتسيء لقيم الحرية ومعانيها الإنسانية، ولا تخدم سوى أجندات التطرُّف والتطرُّف المضاد». وفي وقت سابق، استدعت إيران المبعوث ​السويد​ي للاحتجاج. كما استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالأعمال السويدي، وحذرت من أن هذه القضية قد تكون لها «تداعيات خطيرة» على العلاقات بين السويد والجاليات المسلمة بشكل عام.

ومنذ الخميس الماضي، بدأت صدامات في مدن سويدية بين الشرطة ومتظاهرين خرجوا للاحتجاج على خطة حركة «سترام كورس» اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة والإسلام التي يقودها بالودان، إحراق نسخة من القرآن الكريم، ما أسفر عن وقوع اشتباكات عنيفة أدّت إلى إصابة عناصر شرطة بجروح وخسائر مادية فادحة.

ومساء الأحد، أكدت الشرطة في بلدة نورشوبينغ بجنوب البلاد، في ضواحي ستوكهولم، أنها أطلقت طلقات تحذيرية على حشد غاضب، أسفرت عن إصابة 3، مشيرة إلى اعتقال 25 شخصاً، بعدما تعرّض عناصرها لهجوم.

وفي مدينة مالمو، شبت النيران في حافلة بعد أن ألقى مجهولون قنبلة مولوتوف عليها، وتمكن ركابها من الفرار قبل أن يصاب أحد بأذى.

كما تم أُضرام النيران في مركبات أخرى وعدة صناديق قمامة في مالمو. وتعرضت الشرطة للرشق بالحجارة وقنابل المولوتوف.

والجمعة، تم إضرام النار في سيارات عدة تابعة للشرطة في مدينة أوريبرو جنوب البلاد، كما اندلعت أعمال شغب أيضا في العاصمة ستوكهولم.

وهاجم محتجون في أماكن أخرى الشرطة قبل التظاهرات المزمعة لليمين المتطرف، ونددت رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون بالعنف.

وينوي بالودان، وهو محام، الترشح للانتخابات التشريعية السويدية في سبتمبر، لكنه لم ينجح بعد في جمع التوقيعات اللازمة، ويقوم حاليا بجولة في السويد، حيث يزور الأحياء التي تقطنها نسبة عالية من المسلمين لإحراق نسخ من المصحف فيها.

وسبق لبالودان الذي أدين بإهانات عنصرية أن ترشح للانتخابات التشريعية في بلد مولده الدنمارك عام 2019، لكنه حصل بالكاد على 10 آلاف صوت.

back to top