أوكرانيا: قتال شوارع شرقاً وقصف نادر غرباً
• لا إجلاء للمدنيين لليوم الثاني
• زيلينسكي يدعو ماكرون لزيارة كييف للتحقق بنفسه من «الإبادة»
اندلع قتال شوارع في بلدة شرق أوكرانيا، الذي يتأهب لهجوم روسي كبير يتوقعه الخبراء، في حين قصفت روسيا مدينة لفيف أقصى غرب أوكرانيا على الحدود مع بولندا في خطوة نادرة.
بينما يمهد الانتشار العسكري الروسي المتوسع في شرق أوكرانيا وحولها الطريق لمرحلة جديدة من الغزو، من المرجح أن تكون مختلفة تماما عن نوع القتال الذي اتسم به الشهران الماضيان، تمكنت القوات الروسية من دخول بلدة كريمينا الصغيرة في إقليم لوغانسك خلال الليل، لكنهم لم يتمكنوا من فرض سيطرتهم الكاملة بعد.وأعلن حاكم لوغانسك سيرغي هايداي أن "القتال المباشر وقتال الشوارع مستمر في البلدة"، مضيفا أن "كريمينا، بجانب بلدة روبيجني، التي تشهد قتالا عنيفا منذ شهر ونصف، تعدان أكبر منطقة مضطربة حاليا" في شرق البلاد.
مرحلة جديدة
من ناحيتها، رجحت صحيفة وول ستريت جورنال أن تكون المعارك المقبلة "أكثر تقليدية"، مبينة أنه "في هذه المرحلة الجديدة من الغزو سيحارب جيشا البلدين على أرض مفتوحة مناسبة تماما لقوات حاشدة وضربات للمدفعية، وستقاتل القوات الروسية أيضا على مقربة من قواعدها في غرب روسيا، ما يسهل عليها خطوط الإمداد، وفي أراض يعرفها قادتها بشكل أفضل".ونقلت "وول ستريت جورنال"، عن القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا، الجنرال المتقاعد بن هودجز، قوله: "إنها حرب جديدة تماما الآن"، متوقعا معركة "كلاسيكية وقوة نيران ثقيلة".ويقول مسؤولون وخبراء عسكريون غربيون إن روسيا تحاول عزل بعض أفضل القوات الأوكرانية المتمركزة مقابل المناطق التي تحتلها في منطقة دونباس بجنوب شرقي أوكرانيا.من أجل ذلك، كانت القوات الروسية تتحرك جنوبا من المنطقة القريبة من خاركيف، ومن المتوقع أيضا أن تتقدم شمالا من مدينة ماريوبول الاستراتيجية، إذا أكملت سيطرتها على تلك المدينة الساحلية المطلة على بحر آزوف.وواصلت موسكو، أمس، تضييق الخناق على ماريوبول، بعدما انتهت المهلة التي كانت منحتها للجنود الأوكرانيين في المدينة للاستسلام صباح أمس الأول، لكن الأوكرانيين لم يستسلموا.وحذر مستشار رئيس بلدية ماريوبول من "تصفية" السكان المتبقين في المدينة، بعدما أعلن أن مدينته أصبحت مغلقة أمام الدخول والخروج بداية من صباح أمس.وبعدما كانت حتى الآن بمنأى عن القتال، تعرضت مدينة لفيف، الواقعة غرب أوكرانيا، لخمس ضربات صاروخية روسية "قوية" صباح أمس، أسفرت عن 6 قتلى بينهم طفل و11 جريحا، وألحقت أضرارا بالغة ببنى تحتية عسكرية.كما تعرضت منطقة دنيبروبتروفسك في الجنوب لقصف أسفر عن إصابة شخصين، بينما سمع دوي سلسلة من الانفجارات على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو في كييف.زيلينسكي وماكرون
من ناحيته، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن بلاده تستعد للمقاومة بقوة ضد الهجوم الواسع النطاق المتوقع في دونباس، متهما موسكو بالرغبة في "تدمير" الاقليم بكامله. وأعلن أنه دعا نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيارة أوكرانيا كي يرى بأم العين أن القوات الروسية ترتكب "إبادة جماعية"، وهو تعبير رفض نظيره الفرنسي استخدامه حتى الآن، مضيفا أنه يرغب أيضا في أن يزور بلاده الرئيس جو بايدن الذي أكد الأسبوع الماضي أن القوات الروسية ترتكب "إبادة جماعية".في المقابل، أعلن عضو مجلس الدوما أدالبي شكاغوشيف أن دعوة الرئيس الأميركي إلى كييف، على خلفية تسليح المدنيين الأوكرانيين، تبدو كأنها محاولة محتملة لاغتياله.تعليق الإجلاء
إلى ذلك، أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك، أمس، وقف عمليات إجلاء المدنيين من المدن والبلدات الواقعة على خط المواجهة في شرق البلاد لليوم الثاني على التوالي، متهمة القوات الروسية بإغلاق وقصف الممرات الإنسانية.وسبق لكييف أن أعلنت مرات عدة وقف عمليات الإجلاء، لكن تعليق الأمس، هو الأطول.استدعاء سفير إسرائيل
على صعيد آخر، استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الإٍسرائيلي في موسكو أليكس بن تسفي، أمس، على خلفية إدانة إسرائيل التدخل الروسي في أوكرانيا.وجاء استدعاء السفير على خلفية توتر في العلاقات بين روسيا وإسرائيل، بعد إدانة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي وصفها بجريمة حرب، إضافة إلى تأييد إسرائيل طرد روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.الى ذلك، بث التلفزيون الروسي تسجيلا مصوّرا امس لشخصين قال إنهما «بريطانيان» قبض عليهما أثناء مشاركتهما في القتال في ماريوبول طالبا رئيس الوزراء بوريس جونسون بالتفاوض على مبادلتهما برجل الأعمال الأوكراني الثري فيكتور ميدفيدتشوك المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي تم توقيفه أخيراً في أوكرانيا.
موسكو تستدعي السفير الإٍسرائيلي على خلفية إدانة غزوها