لوبن وماكرون يستعدان لامتحان شفهي حاسم
تختار فرنسا في غضون أسبوع مَن ستعهد إليه بمفاتيح الإليزيه لولاية من 5 سنوات، وبحلول ذلك يبذل الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون والمرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبن، قصارى جهدهما في الحملة الرئاسية التي ستكون ذروتها المناظرة المتلفزة غدا.وبعد استراحة قصيرة في عيد الفصح أمس الأول، عاد المرشحان إلى مسار الانتخابات، أمس، لكن بخطوات صغيرة من أجل التحضير للمناظرة، التي كانت حاسمة في المواجهة السابقة بينهما عام 2017، عندما ظهرت لوبن غير كفوءة في عدة قضايا، مقارنة بماكرون.وتعتقد لوبن هذه المرة أنها مستعدة بشكل أفضل للمناظرة، وتقول إنها "هادئة للغاية".
وبالنسبة إلى المرشحة اليمينية المتطرفة التي تحاول ترسيخ مصداقيتها وتنقية صورتها، تعد المناظرة "لحظة مهمة، لأن الكثير من الفرنسيين يشاهدونها".وفي مواجهة الدعم الذي حصل عليه خصمها من اليسار واليمين، وكذلك من المجتمع المدني، واصلت المرشحة التركيز على موضوع القوة الشرائية بدلا من موضوع الهجرة المفضّل لديها، وتحاول إقناع الفئات الشعبية من الناخبين. وقالت لوبن السبت: "قرأت الكثير من الأشياء المتناقضة حول مشروعي خلال الأيام الماضية، والعديد من الرسوم الكاريكاتورية، وحتى الأخبار الزائفة، ومن المهم للغاية أن أحظى بوقت مع كل الفرنسيين المهتمين، لأتمكن من طمأنة الجميع".وعمل معاونوها مجددا الأحد، على تلطيف موقفها إزاء موضوع ارتداء الحجاب الشديد الحساسية، مؤكدين أن حظره في الفضاء العام لم يُعد من أولوياتها في محاربة الإسلام المتشدد.بالاستفادة من تجربتها عام 2017 عندما وصلت إلى المناظرة وهي غير مستعدة ومرهقة، بعد عدد كبير من التنقلات، قررت لوبن حصر أنشطتها خلال بداية الأسبوع في زيارة صباح أمس، إلى منطقة النورماندي، قبل أن ترتاح يوما ونصف اليوم في غرب البلاد لتنظّم أفكارها.أما بالنسبة إلى ماكرون، فستكون مناظرة الأربعاء "لحظة للتوضيح". وقال في مقابلة مع تلفزيون "تي إف 1" أمس الأول: "أعتقد أن لديّ مشروعا يستحق أن يُعرف، ولدي شعور بأنه يوجد على جانب أقصى اليمين مشروع يستحق التوضيح".وذكر أشخاص من أوساطه أن "التحدي يكمن في أن يكون جاذبا ومقنعا من دون نبرة أستاذية مفرطة".وتظهر الاستطلاعات ماكرون فائزا في اقتراع الأحد بحصوله على نسبة تراوح بين 53 و55.5 بالمئة مقابل 44.5 إلى 47 للوبن، لكنّ الفارق طفيف، ويقع ضمن هامش الخطأ، وبالتالي فإن نجاح ماكرون ليس محسوما وقد تُحبطه تعبئة قوية للناخبين المعارضين له.