"وجدت نفسي مضطرة أن أتخلص من عقب سيجارة في الشارع وأنا متوقفة أمام الإشارة الضوئية... وليس من عادتي ذلك، وليس من عادتي أن أدخن في السيارة أصلاً، ولكني كنت عائدة من العمل، وكنت أتسوق في السوبر ماركت لقضاء حاجاتنا، وكنت متعبة جداً...

ولأنني استعرت سيارة والدتي، وجدت نفسي في ورطة معها ومع المجلس البلدي للمدينة، فقد بعثوا لوالدتي رسالة بعد أيام عمن كان يقود السيارة، وإذا ما كان التأمين مستوفياً للشروط، وأن يقوم قائد السيارة بدفع مئة جنيه إسترليني غرامة، نتيجة إلقاء مخلفات في الشارع، حتى إن كانت عقب سيجارة غير مشتعلة"...

Ad

إنها كارولين دوسون التي تعيش في شرق لينكولنشاير البريطانية.

هذه المرأة معترفة بأنها أخطأت، لكنها تساءلت فيما إذا كانت هذه السيجارة الملقاة في الشارع أهم بكثير من المشاكل التي في هذه المنطقة، والتي يجب أن يركز عليها المجلس البلدي؟!

اضطرت لدفع المئة جنيه كغرامة، واعتذرت عن فعلها ذلك.

في الكويت، حتى عند الإشارة الحمراء يقوم قائد المركبة بإخلاء الطفاية بالكامل على الطريق دون حياء أو تردد!

وبعض الشباب يلقون زجاجات وعلب الماء والعصير وبقايا السندويشات، وبغرامة بسيطة يفلتون من العقاب الرادع.

كارولين البريطانية لم تنكر، ولكن وجدت أن مئة جنيه مبلغ كبير جداً ثمناً لإلقاء عقب سيجارة، ونحن هنا كثير من سائقي المركبات يلقون قمامتهم "عينك عينك" بالشارع، ولا يهابون القانون، وإن عُوقب فإن الغرامة، إن تم تسجيلها، ستكون تافهة، لدرجة أنها تشجع على تخطي القانون، ولا يشعرون بالذنب أبداً.

القانون وُضع لكي يُحترم ويردع، ومع ذلك هناك الكثير من الناس ممن يعتبرون أنفسهم فوق القانون!

أوقفوهم لكي يلتزموا بالقانون، واجعلوهم يحترمون القانون بزيادة الغرامة.

د. ناجي سعود الزيد