النصر الله: كل كتاباتنا يجب أن تكون مؤهلة لـ «البوكر»
وصل إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية
يعيش الروائي الشاب خالد النصرالله أسعد اللحظات بدخوله القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) المقرر إعلان الفائز بها من المرشحين العرب الـ 6 في مايو المقبل، للحديث حول هذا الإنجاز الكويتي الجديد التقت «الجريدة» النصرالله في مكتبته الخاصة، وكان هذا اللقاء.
• بداية... متى بدأ مشوارك مع الكتابة، وصولا إلى خوض غمار الرواية؟- مشواري مع الكتابة بدأ منذ الصغر، وقد تنوّعت أعمالي بين القصة والشعر والرواية، ولكنها كانت أعمالا غير ناضجة، ولم أجد نفسي حتى كتبت الرواية، هنا انسجمت روحي ووجدت ضالتي، وبدأت مع الرواية مشوارا جميلا منذ كنت في العشرينيات من عمري، وأنا الآن بعمر الـ 35، وفي تلك الفترة صدرت لي مجموعة قصصية بعنوان "المنصة"، و4 روايات هي "زاجل"، و"الدرك الأعلى"، و"آخر الوصايا الصغيرة"، وأخيرا "الخط الأبيض من الليل".
• رغم أن المشوار لا يزال في أوّله، فإنك حظيت بتقديرات كبرى.- نعم هذا من فضل ربّي، فقد وصل ثاني إصداراتي في مجال الرواية "الدرك الأعلى"، إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد في الأدب، وبعدها وصلت الرواية الرابعة والأخيرة "الخط الأبيض من الليل" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، ومنها إلى القائمة القصيرة التي تضمّ 6 مرشحين من دول عربية مختلفة، تمهيدا لتتويج إحدى الروايات الـ 6 بالجائزة في حفل التكريم خلال مايو المقبل في أبوظبي بالإمارات. • كيف تصف شعورك بحصد مراكز مهمة في جوائز مرموقة؟- شعوري بالسعادة لا يمكن تجاهله، فلديّ فخر وامتنان كبير لأن تحظى أعمالي باهتمام النقاد والمحكّمين في الجوائز الكبرى، ربما يؤكد لي هذا أحيانا أنني على الطريق الصحيح، وأن التقدم مستمر عملا تلو الآخر، ولكن وفي المقابل، لا يوجد كاتب يكتب من أجل جائزة، لأنه ليس هناك معايير معيّنة لاقتناص أي تقدير، عربي أو عالمي، نعم هناك أصول للكتابة نفسها في كل فن إبداعي، ولكن هذا لا يعني حصد الجوائز، فالموضوع عائد للجنة التحكيم، ولذلك أعتقد، بل يجب أن يصبح كل عمل نكتبه أو ينتجه كل مبدع أن يكون مؤهلا لـ "البوكر" وغيرها من الجوائز المهمة، فلا يفترض أن تكون هناك أعمال دون المستوى الأفضل. • كيف ترى تأثير تلك الخطوات المتقدمة على كتاباتك المستقبلية؟- لن أدّعى أن وصولي إلى تلك القوائم المهمة بين كبار المؤلفين المخضرَمين، سيجعلني أشعر بمسؤولية زائدة نحو أعمالي القادمة، لأنّ المسؤولية موجودة في داخلي منذ اليوم الأول، كما أن تطور أعمالي يعود إلى أسباب ذاتية من الخبرة والقراءة والتجربة وتطوير نفسي باستمرار، وليس للجوائز تأثير في ذلك، إلا أنه لا يمكن إنكار أن الجوائز والقوائم النهائية للمسابقات الكبرى تزيد الضوء على الكاتب وتلفت له الأنظار، وتزيد شعبيته بين القراء والمهتمين، وخاصة لأن "البوكر" مثلا نظرا إلى أنها جائزة عالمية، فهي تحظى باهتمام عالمي إعلامي وثقافي وأدبي، ومن هنا ينتشر الكاتب بصورة أكبر.• ماذا يميز "الخيط الأبيض من الليل" من وجهة نظرك؟- لا أستطيع أن أحدد سببا وحيدا رئيسيا خول هذه الرواية للتميز إلى حد الوصول إلى الترشّح لـ "البوكر"، فكل عمل له ميزته الخاصة، وأنا عندما أكتب إنما أكتب بصدق وبإخلاص للكتابة لا لشيء آخر، وهكذا يجب أن يكون كل عمل وكل فن، لكن بالرجوع إلى "الخط الأبيض من الليل" باعتبارها حازت تقديرا كبيرا، فمن وجهة نظري أهم ما يميزها الموضوع السياسي الاجتماعي، إضافة إلى الكينونة الثقافية التي هي ثيمتها الأساسية، لكونها تتكلم عن الكتاب والقراءة والكتابة في آن، وأتصور أن هذه المواضيع في الوطن العربي وربما في العالم، محبوبة ولديها شعبية.• ما عناصر العمل الروائي الناجح؟- الرواية فن حكاية، ولذلك يجب أن تكون الحكاية جميلة، وذات طابع مشوق للقارئ، حيث تعتمد أساسا على التشويق، وحولها تتكون بقية عناصر العمل الناجح، كاللغة مثلا، فكلما كانت لغة الروائي محكمة وجميلة ومنسجمة مع الحدث والفكرة، كانت أفضل، إلى جانب الشخوص أيضا، فعلى الروائي أن يختار شخصياته بعناية ويرسم ملامحها بصدق، من خلال أن يسقط الكاتب خياله الإبداعي على شخصيات حقيقية، فيتحول العمل من مجرد رسم على الورق إلى لحم ودم وروح وقلب وعقل ومشاعر، إلى جانب ذلك، فإنّ العمل الإبداعي يجب ألا يغفل الجانب الترفيهي، حتى وإن ناقش قضايا جادة وإنسانية، ولكن أن تكون الكتابة جامدة ومملة، فربما تكون موجهة لفئة معيّنة ولا تصلح كعمل إبداعي، يعيش في القلوب مهما مرّت السنون.
عزة إبراهيم
الرواية فنّ حكاية ولذلك يجب أن تكون الحكاية جميلة
لا يوجد كاتب يكتب من أجل جائزة لأنه ليست هناك معايير للفوز
لا يوجد كاتب يكتب من أجل جائزة لأنه ليست هناك معايير للفوز