انطلاقة حذرة للهجوم الروسي على شرق أوكرانيا

11 كتيبة روسية و«قوات النمر» السورية و«مقاتلو فاغنر» يستعدون للدخول في المعركة

نشر في 20-04-2022
آخر تحديث 20-04-2022 | 00:03
جنود أوكرانيون على متن آلية عسكرية في أحد المواقع شرق البلاد أمس (رويترز)
جنود أوكرانيون على متن آلية عسكرية في أحد المواقع شرق البلاد أمس (رويترز)
بدأت القوات الروسية هجومها المتوقع في شرق أوكرانيا، في محاولة لاختراق الدفاعات على امتداد خط المواجهة بأكمله تقريباً، فيما وصفه مسؤولون أوكرانيون بالمرحلة الثانية من الحرب.
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، بحذر انطلاق مرحلة جديدة من الهجوم الروسي على أوكرانيا، بعد ساعات من قصف ليلي عنيف اعتبره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي صافرة بدء الهجوم الروسي الكبير المتوقع بعدما فشلت الحملة الروسية باتجاه العاصمة كييف.

وقال الوزير شويغو أمس: «نطبّق تدريجياً خطتنا الرامية لتحرير جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين»، متّهماً الغرب بإطالة أمد العملية العسكرية عبر تزويد كييف بالأسلحة.

من ناحيته، قال لافروف، إن موسكو بدأت مرحلة جديدة، مضيفاً: «أنا على ثقة بأنها ستكون لحظة مهمة جداً في هذه العملية الخاصة بأكملها»، ومشدداً، رداً على تقارير غربية، على أن بلاده لا تدرس استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نفّذت عشرات الضربات الجوية في شرق أوكرانيا ليل الاثنين ـــ الثلاثاء استهدفت 1260 هدفاً عسكرياً، مشيرة إلى أن «صواريخ عالية الدقة ضربت 13 موقعاً في أجزاء من دونباس، بما في ذلك بلدة سلوفيانسك، بينما استهدفت ضربات جوية أخرى 60 من المعدات العسكرية الأوكرانية في بلدات قريبة من الجبهة الشرقية».

في المقابل، قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أرستوفيتش إن الهجوم الروسي يسير «بحذر شديد» وسيفشل، لأن القوات الروسية تفتقر إلى القوة لاختراق الدفاعات الأوكرانية.

وذكر الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي «انه الجحيم. الهجوم الذي يُحكى عنه منذ أسابيع بدأ»، مضيفا أن معارك تدور «بلا انقطاع» في عدة مدن، ودعا المواطنين أمس إلى المغادرة.

وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه «من المرجح أن تكون المرحلة التالية من الحرب صراع استنزاف قد يستمر عدة أشهر»، متابعا: «كانت هناك بعض الدلائل على أن روسيا لم تتعلم الدروس من النكسات السابقة».

من ناحيته، قال زيلينسكي: «يمكننا أن نؤكّد الآن أنّ القوات الروسية بدأت هجومها الكبير للسيطرة على دونباس التي كانت تستعدّ لها منذ وقت طويل. قسم كبير جداً من الجيش الروسي مكرّس حالياً لهذا الهجوم».

وتابع: «بغضّ النظر عن عدد الجنود الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل وسندافع عن أنفسنا»، وذلك بعدما حذّر الأحد من أن الروس يريدون «الانتهاء من دونباس وتدميرها».

واعتبر أندري ييرماك، الذي يرأس مكتب زيلينسكي، أنه بات من الواضح أن «المرحلة الثانية من الحرب بدأت»، لكنه قال: «ثقوا بجيشنا، إنه قوي جداً».

وأكّد الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي، «إنّه الجحيم. الهجوم الذي يُحكى عنه منذ أسابيع بدأ»، مضيفاً: «تدور معارك في روبيجني وبوبسانا، ومعارك مستمرّة في مدن مسالمة أخرى»، وأقر بأن مدينة كريمينا «أصبحت للأسف» تحت سيطرة الروس.

وقال كبير المسؤولين الأمنيين في أوكرانيا، أوليكسي دانيلوف، إن «القوات الروسية حاولت اختراق الدفاعات الأوكرانية على امتداد خط المواجهة بأكمله تقريبا في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخاركيف».

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية تهدف إلى بسط سيطرة كاملة على مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون، مع تكثيف الضربات الصاروخية في غرب أوكرانيا.

معركة صلب ماريوبول

من ناحيتهم، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونيتسك بدء عملية لاقتحام مصنع آزوفستال للصلب، آخر معقل للقوات الحكومية في مدينة ماريوبول الساحلية، المدينة العصيّة الواقعة في جنوب شرقي البلاد على بحر آزوف.

وقال الناطق باسم الانفصاليين إدوارد باسورين، أمس، إن «قواتنا أطلقت بصورة جزئية عملية لاقتحام مصنع آزوفستال، ونتلقى دعماً جوياً ومدفعياً من روسيا، ومن يسمون أنفسهم المدافعين عن الشعب الأوكراني، سيستسلمون قريبا وسيتنفس الناس في ماريوبول الصعداء».

وجدّدت وزارة الدفاع الروسية دعوتها «القوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب إلى إلقاء السلاح فوراً» في ماريوبول، معلنة عن مهلة جديدة للمدافعين عن المدينة للتخلي عن المقاومة، مشيرة إلى أن «أي شخص يلقي سلاحه سيحصل على ضمان بالنجاة».

ودعت الوزارة كييف إلى إظهار «المنطق وإصدار أوامر مماثلة للمقاتلين بوقف مقاومتهم العبثية».

وفي وقت كرّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عناصر لواء تتّهمه أوكرانيا بالضلوع في الفظائع التي ارتُكبت في بوتشا بضواحي كييف، ناشد قائد اللواء 36 من مشاة البحرية الأوكرانية في ماريوبول الميجور سيرغي فولينا، المساعدة، في رسالة إلى البابا فرنسيس قال فيها إن النساء والأطفال محاصرون بين المقاتلين في «آزوفستال». وجاء في الرسالة: «هذا ما يبدو عليه الجحيم على الأرض. حان الوقت للمساعدة ليس فقط بالصلاة. أنقذوا حياتنا من أيدي الشيطان».

وأكّد المجلس البلدي في ماريوبول، أمس، أن مجمّع «آزوفستال» تعرّض للقصف، مشيراً إلى أن «ألف مدني على الأقلّ، أغلبهم من النساء والأطفال والكبار في السنّ، يحتمون في الملاجئ الأرضية» للمركز.

البنتاغون

وفي واشنطن، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، أن روسيا عزّزت انتشارها العسكري في شرق أوكرانيا وجنوبها بـ«11 كتيبة»، رافعة إلى 76 مجموع الكتائب التي تقاتل في البلد.

في غضون ذلك، وصلت الشحنات الأولى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية إلى حدود البلاد لتسليمها إلى الجيش الأوكراني، بحسب ما أكد مسؤول رفيع المستوى في «البنتاغون» طالباً عدم كشف هويته.

وسيبدأ جنود أميركيون منتشرون في المنطقة الشرقية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ بداية الغزو الروسي، «في الأيام المقبلة» بتدريب الجنود الأوكرانيين، «خارج أوكرانيا»، على استخدام الجيل الجديد من قطع المدفعية التي قرّرت الولايات المتحدة تسليمها للمرة الأولى للجيش الأوكراني.

كما أفادت تقارير بأن بريطانيا سترسل قريبا قاذفات صواريخ «ستورمر» عالية السرعة إلى أوكرانيا بعد أن بدأت روسيا هجومها الشامل للسيطرة على شرق البلاد.

«النمر وفاغنر»

وقالت وكالة اسوشيتد برس إن بعض المقاتلين السورييين فيما يعرف بـ «قوات النمر» التابعة للجنرال السوري، سهيل الحسن وصلوا بالفعل الى روسيا وبدأوا تدريبات قبل نشرهم في ساحات القتال. كما أفادت تقارير صادرة عن البنتاغون وأجهزة مخابرات غربية بأن روسيا نشرت في أوكرانيا نحو ألف مقاتل من مرتزقة شركة «فاغنر» ممن سبق أن استعانت بهم في ليبيا وفي تدخلها الدامي بسورية، وفق ما نشرته مجلة «التايم» (Time) الأميركية.

بايدن يتواصل مع الحلفاء

وقبيل مكالمة أجراها أمس، مع الحلفاء لمناقشة الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك كيفية التنسيق بشأن محاسبة روسيا، أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض جين بساكي أن بايدن يرفض مقترح السيناتور كريس كونس بشأن إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا، وأن واشنطن لا تنوي محاربة روسيا. كما أكدت بساكي عدم وجود أي خطط لدى الرئيس الأميركي لزيارة أوكرانيا في الفترة الراهنة.

وقال رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشير إنه سيزور كييف قريبا، بينما صادرت اليونان ناقلة نفط ترفع العلم الروسي بموجب العقوبات الأوروبية كانت متجهة إلى تركيا.

رئيس حكومة إسبانيا يزور كييف... واليونان تصادر ناقلة روسية... وبايدن يجتمع مع الحلفاء
back to top