أكدت بكين، أمس، توقيعها اتفاقاً أمنياً واسعاً مع جزر سليمان، تخشى حكومات غربية أنه قد يوفر للجيش الصيني موطئ قدم في جنوب المحيط الهادئ.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين، في مؤتمر صحافي دوري، «وقّع وزيرا خارجية الصين وجزر سليمان رسمياً أخيراً الاتفاق الإطاري بشأن التعاون الأمني».

Ad

وكانت الولايات المتحدة أعربت عن قلقها من إبرام الاتفاق مع جزر سليمان، التي توجه إليها وفد من كبار الدبلوماسيين الأميركيين، في مسعى لإحباط تمدّد بكين في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، إن منسق منطقة المحيطين الهندي والهادئ في المجلس كيرت كامبل، ومساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك، سيقودان الوفد الذي ستشمل جولته أيضاً فيجي وبابوا غينيا الجديدة.

وعلى الرغم من أن تفاصيل الاتفاق لا تزال غير واضحة، فإن مسودة مسربة أثارت مخاوف أستراليا والولايات المتحدة من حصول الصين على موطئ قدم عسكري جديد في جنوب المحيط الهادئ.

وكان رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري، شدّد على أن لا نية لديه على الإطلاق للطلب من الصين إنشاء قاعدة عسكرية في بلاده.

إلى ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين، إنه على الرغم من تصريحات حكومة جزر سليمان الفضفاضة، فإن الطبيعة الواسعة للاتفاق الأمني تترك الباب مفتوحاً أمام نشر الصين قوات عسكرية في جزر سليمان.

وأضاف برايس: «نعتقد أن توقيع مثل هذه الاتفاق يمكن أن يزيد زعزعة الاستقرار داخل جزر سليمان ويشكل سابقة مقلقة لمنطقة المحيط الهادئ الأوسع».

وأشار إلى أن جزر سليمان تحصل على الدعم من خلال علاقتها الأمنية مع أستراليا، التي أرسلت قوات إلى الأرخبيل العام الماضي في أعقاب اندلاع أعمال شغب هناك.

والأسبوع الماضي، في إشارة إلى قلق أستراليا المتنامي بشأن الاتفاق، أرسلت «كانبيرا» زِد سيسيليا وزير التنمية الدولية وشؤون المحيط الهادئ إلى «هونيارا» عاصمة جزر سليمان، لحضور اجتماع غير عادي مع سوغافاري الذي كان منخرطاً في حملات للانتخابات النصفية.

وطلب الوزير الأسترالي من سوغافاري «إعادة النظر بتوقيع الاتفاق»، لكن الأخير بقي على رأيه.

وقالت الولايات المتحدة، إنها تسعى لإظهار دعمها لجزر سليمان، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة وتعاني الاضطرابات والفقر.

وزار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المنطقة في فبراير الماضي لتأكيد التزام واشنطن باحتواء الصين، وتعهد إنشاء سفارة لبلاده في هونيارا، عاصمة المحمية البريطانية السابقة.

ولم تقم جزر سليمان التي كانت مسرحاً لجبهة قتال في الحرب العالمية الثانية علاقات مع الصين إلا عام 2019 عندما اعترفت بنقل مقعد الصين في الأمم المتحدة من تايوان إلى بكين.