واصل آلاف الجنود الروس المدعومون بقصف المدفعية والصواريخ تقدمهم في محاولة لاختراق الدفاعات الأوكرانية في منطقة الدونباس شرق أوكرانيا، التي تضم جيبين انفصاليين يسيطر عليهما موالون لموسكو.

ولليوم الثاني شنت روسيا جولة من القصف العنيف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، استهدف بحسب وزارة الدفاع الروسية 1053 منشأة عسكرية أوكرانية.

Ad

في المقابل، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن "روسيا حاولت دون جدوى مهاجمة دفاعاتنا من خلال اجتياح بلدتي روبيغني وسفرودونتسك بمنطقة لوغانسك" شرق أوكرانيا، مؤكدة أن هناك محاولات روسية للهجوم قرب بلدة ازيوم الصغيرة في منطقة خاركيف، إضافة إلى اشتباكات شوارع قوية حول مناطق مارينكا وبوباسنا وترسكي وزيلينا ودولينا وكريمينا.

ساعاتنا الأخيرة

إلى ذلك، أعلنت إيرينا فيريشتشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الروس حول ممر إنساني للنساء والأطفال والكبار في السن من مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية على بحر آزوف، هو أول اتفاق من نوعه منذ السبت.

وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من توجيه موسكو إنذارا جديدا للمقاتلين الأوكرانيين الذين ما زالوا محتجزين في ماريوبول من أجل الاستسلام.

يأتي ذلك، في وقت قال قائد للعسكريين الأوكرانيين المحاصرين في ماريوبول: "ربما نعيش أيامنا الأخيرة إن لم يكن ساعاتنا الأخيرة"، متحدثا عن وجود 100 ألف مدني محاصرين في المدينة.

بوتين

في المقابل، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيضمن إحلال السلام واستئناف الحياة الطبيعية في دونباس، بينما تلقت كييف طائرات مقاتلة لمساعدتها في مواجهة الهجوم الروسي شرقا.

وأشار بوتين إلى أن "المأساة في دونباس أجبرتنا على بدء عمليتنا العسكرية في أوكرانيا"، مشددا على أن "السلام سيحل في دونباس بفضل روسيا".

هدنة الفصح

وفي نيويورك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالهجوم الروسي في شرق أوكرانيا، ودعا الجانبين إلى وقف القتال وإعلان هدنة إنسانية لمدة 4 أيام، من اليوم إلى الأحد المقبل، لمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي.

مزيد من الأسلحة

وبمواجهة "المرحلة الجديدة" من الهجوم الروسي في الشرق الأوكراني، كشف الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي عن تسليم أوكرانيا طائرات مقاتلة وقطع غيار.

كما أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن أوتاوا سترسل المزيد من المدفعية الثقيلة لدعم القوات الأوكرانية.

من ناحيتها، أكدت النرويج أنها تبرعت بنحو 100 صاروخ دفاع جوي من طراز "ميسترال" لأوكرانيا، مضيفة أن الأسلحة شحنت بالفعل.

وفي أعقاب مشاورات عبر الفيديو مع شركاء دوليين، وعد المستشار الألماني أولاف شولتس بتمويل شحنات أسلحة مباشرة من الصناعة الألمانية إلى أوكرانيا تضم أسلحة مضادة للدبابات ومعدات مضادة للطائرات وذخيرة.

وخلال اجتماع آخر عبر الفيديو، قررت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا وإيطاليا وكندا ورومانيا واليابان "دعم أوكرانيا وتوفير المساعدة الاقتصادية والإنسانية لها، وتعزيز الضغط على الكرملين، خصوصا عبر تبني عقوبات جديدة".

موسكو فقدت الثقة

وتعليقا على المفاوضات بين بلادها وكييف، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو فقدت الثقة بالجانب الأوكراني المفاوض، لافتة إلى أن واشنطن والناتو يديرون العمليات وليس الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وقالت زاخاروفا: "من جانب مكتب رجل يسمي نفسه رئيس أوكرانيا، ويتمتع بالسلطات المناسبة، تم تقديم طلب لإجراء مفاوضات، ولم ترفض روسيا هذا الطلب، ثم، كما هو الحال دائما، بدأ السيرك، حرفيا ومجازيا، من جانب نظام كييف، أولا يأتون، ثم لا يأتون، وأحيانا يشاركون، وأحيانا لا يشاركون"، مبينة أن "واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) هم من يديرون العمليات بطريقة أو بأخرى ولسنوات عدة في أوكرانيا وليس زيلينسكي الذي لا يسيطر على الوضع في بلاده".

بالتزامن، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "روسيا سلمت أوكرانيا مسودة وثيقة بصيغ واضحة للاتفاق، والكرة الآن باتت في ملعب كييف، وننتظر منها جوابا".

ميشال في كييف

وإلى كييف، وصل أمس، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في زيارة مفاجئة لإظهار دعمه لأوكرانيا، وقام بزيارة بورودينكا القريبة من كييف التي وصفها بأنها "قلب أوروبا الحرة والديموقراطية".

وكتب ميشال تغريدة أرفقها بصورته وهو يعانق امرأة "في بورودينكا، كما في بوتشا وعدة مدن أوكرانية أخرى، لن ينسى التاريخ جرائم الحرب التي ارتكبت هنا، لا سلام بدون عدالة".

ملياردير روسي: 90% من الروس ضد الحرب

حظي الملياردير الروسي أوليغ تينكوف بالكثير من الاهتمام والاستحسان، بعد أن لجأ إلى موقع "انستغرام" لانتقاد الحرب ضد أوكرانيا، التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكتب تينكوف: "لا أحد يستفيد من الحرب. الجنرالات بعد أن استفاقوا من آثار الثمالة أدركوا أن لديهم جيشا في حالة مزرية"، واصفا إياها بأنها "لا معنى لها. سيموت المدنيون الأبرياء والجنود"، وأكد أن "90 في المئة من الروس يعارضون الحرب".

في الوقت نفسه، طالب تينكوف الغرب بأن يمنح بوتين فرصة لحفظ ماء الوجه للانسحاب من الحرب، مضيفا: "انها الطريقة الوحيدة لإنهاء المذبحة".

وحتى وقت مبكر من صباح أمس، حظي منشور تينكوف بالفعل بإعجاب نحو 100 ألف مستخدم. إضافة إلى ذلك، تم التعليق على المنشور نحو 20 ألف مرة، في غضون فترة زمنية قصيرة جدا.

وكان موقع انستغرام تم حظره في روسيا الشهر الماضي، على الرغم من أن الكثير من السكان المحليين الذين يرغبون في مشاهدته وجدوا حلولا لذلك.

يذكر أن تينكوف حقق أول رأسمال له من استيراد السلع الإلكترونية، قبل أن يؤسس مصنعا للجعة بعلامة تجارية تحمل اسمه، وأصبح أخيرا مليارديرا بتأسيس بنك على الإنترنت.