لم تنجح الحكومة اللبنانية ولا مجلس النواب حتّى الآن في الاتفاق على تمرير مشروع «الكابيتال كونترول» المتمثل بمجموعة ضوابط وقيود استثنائية ومؤقتة بموجب قانون لمنع هروب الرساميل عند الأزمات.فالخلافات السياسية والسياسات الشعبوية التي تنتهجها القوى السياسية على مشارف الانتخابات النيابية تمنع أي إمكانية لاتخاذ قرارات موجعة تطال الناس؛ لأن ذلك سيرتد سلباً على الكتل في صناديق الاقتراع.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يسعى إلى إنجاز خطة التعافي الحكومية و«الكابيتال كونترول» قبل مغادرته في زيارة خارجية تبدأ بالسعودية. ويعتزم ميقاتي تمضية الأيام العشرة الأخيرة من رمضان في دول الخليج، وهو يسعى لترتيب زيارة إلى السعودية والكويت وقطر والإمارات. ولم يحسم بعد موعد زيارات ميقاتي الخليجية، بمعنى أن يمضي في السعودية بضعة أيام، ينتقل منها مباشرة إلى الكويت ودول الخليج الأخرى، أم يعود من السعودية إلى بيروت وتؤجل جولته الخليجية؟ وبحسب مصادر قريبة من ميقاتي، فإنه ينتظر جدولة المواعيد.يعوّل ميقاتي إلى حدّ كبير على هذه الزيارات الخليجية، خصوصاً بعد عودة سفراء الخليج إلى بيروت، مع شروط واضحة بضرورة إقرار خطة التعافي المالي والقوانين المالية الإصلاحية بما فيها «الكابيتال كونترول» ووضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي وفق شروط صندوق النقد الدولي، وهذه مطالب كلها تندرج في سياق الشروط الدولية وخصوصاً الفرنسية الخليجية لتحقيق الإصلاح الذي يحتاجه لبنان ليتمكن من الحصول على مساعدات. إلى جانب الإصلاحات المالية والاقتصادية هناك إصلاحات سياسية مطلوبة وفق مندرجات المبادرة الكويتية، وهنا تؤكد مصادر ميقاتي أن لبنان يلتزم بها، وهناك إجراءات عملانية ستظهر ذلك، كما أن مختلف هذه البنود ستكون حاضرة في اللقاءات التي سيعقدها في الخارج.زيارة ميقاتي إلى السعودية هي لأداء فريضة العمرة، فيما هناك قنوات دبلوماسية تعمل على توفير مواعيد له مع مسؤولين سعوديين، وبحسب ما تقول المعلومات، فإن الفرنسيين يسعون إلى التواصل مع السعوديين لتأمين عقد مثل هذه الاجتماعات لميقاتي، خصوصاً بعد الاتصال الثلاثي الذي عمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على توفيره بمشاركته بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وميقاتي. وتضيف المصادر أنه حتى لو لم يتم توفير مواعيد رسمية فمعروف أن الملك السعودي يقيم في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان موائد الرحمن، ويستضيف فيها كبار الضيوف، بالتالي قد يتم توجيه دعوة لميقاتي للمشاركة في هذه الموائد.كان ميقاتي يريد تحقيق خرق أساسي في البنود الإصلاحية قبل زيارته، وقبل إنجاز الانتخابات النيابية، لذلك هو التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، لكن مشروعه لم يمرّ بسبب اعتراضات الكتل النيابية على مشروع «الكابيتال كونترول» والذي وصفته أغلبية الكتل بأنه يمس بحقوق المودعين ويقضي عليها، بالتالي لا يمكن الموافقة عليه، هذا الأمر سيحيل هذه الرزمة من الإصلاحات إلى ما بعد الانتخابات النيابية، خصوصاً أن لبنان سيدخل في فترة أعياد أولها عيد الفصح للطوائف الشرقية، وبعدها عيد العمل وعيد الفطر المبارك ليأتي بعده بأسبوعين موعد الانتخابات النيابية.
دوليات
ميقاتي يستعد لزيارة الخليج مع تعثر إقرار الإصلاحات المالية
21-04-2022