6/6: أخي عبدالخالق مع التحية
تعوَّدنا من الصديق د. عبدالخالق عبدالله، الأستاذ الجامعي والباحث والكاتب والمحلل السياسي الإماراتي المرموق، رصانة ودقة الكلمة التي يلقيها أو يكتبها، وتشرفت بزمالته في منتدى التنمية الخليجي، الذي نوقشت فكرته في الكويت بمنتصف سبعينيات القرن الماضي، بحضور صاحبها د. علي الكواري من قطر، مع د. محمد الرميحي ود. عبدالعزيز السلطان من الكويت، والمرحوم د. أسامة عبدالرحمن من السعودية، والأستاذ حسن فخرو من البحرين، وانضمت لعضويته لاحقاً نخبٌ من ألمع المفكرين والمثقفين الخليجيين؛ إناثاً وذكوراً، وانطلقوا (كمجموعة تفكير أهلية خليجية تطوعية/THINK TANk) عام ١٩٧٩ بأبوظبي، ثم سنوياً لبحث شؤون منطقة الخليج الحيوية والمهمة عربياً وعالمياً. ورفع رؤاهم اختيارياً لأولي الأمر في تلك الدول.الدكتور عبدالخالق هو أحد العناصر الفاعلة بمنتدى التنمية الخليجي، ولا يزال محركاً رئيسياً له، سواء في اجتماعاته السنوية، أو كمنسق عام له، وكانت أوراقه ومداخلاته البحثية أنموذجاً للثراء الفكري والحواري المتميز بشتى المواضيع، وضمنها ثنائية التنمية والديموقراطية هل يتعارضان؟النموذج الكويتي احتضن العدد الأكبر من اجتماعات المنتدى بالتناوب مع البحرين ودبي وأبوظبي وقطر وعمان، لتستقر اللقاءات خلال السنوات الخمس الأخيرة في الكويت، كحاضنة للحريات الفكرية والرؤى التنموية البناءة للمنطقة، وخصوصاً بعد أن واجهت المنتدى حالات من التململ لدى بعض الحكومات مبعثها حساسية طروحاته، فاستقبلته الكويت برصيدها من مساحات الحرية الفكرية المجبولة عليها بتاريخها ودستورها ومناخها الديموقراطي.
إن النماذج التنموية في دولة الإمارات وغيرها من دول الخليج تعد علامة بارزة وملهمة للغير دون منازع خليجياً وعربياً وعالمياً، وتحظى باحترام الآخرين ورضا شعوبها المتماهي مع تطلعات قياداتها، كما أن الإنجازات التنموية الخليجية والقدر المتاح من المشاركة الشعبية لديها يسير وفقاً لمناهج ناجحة حققت لشعوبها معدلات الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والتنموي المنشودة، دون الحاجة لتطبيق الصيغة الكويتية التي يتوجس الآخرون منها خيفة وحذراً، وهذا حقهم المشروع. إن قَدَر الكويت والإمارات (أخي عبدالخالق)، هو بقاء كل منهما على نموذجه الذي شرحته بوضوح بمقالك المتميز في (النهار العربي وموقع CNN)، والعمل على تطويره ومعالجة شوائبه. وسيكون سبيل الكويت لشحذ هممها التنموية لا بالتنكب للحياة الديموقراطية، بل باجتناب الممارسات الخاطئة المعوقة للاستقرار والتنمية، والقضاء على الفساد، وتعظيم إرادة القرار السياسي، وترشيد طرق الإدارة لديها.الديموقراطية في الكويت أخي (بوخالد) غدت في نظري نظاماً حتمياً لا ترفاً عارضاً، ولن تتعارض تنميتها مع ديموقراطيتها كحال الدول المتقدمة ذات المنهج الديموقراطي، مع تحياتي.