قرقيعان استقالة الرئيس
استقالة رئيس الحكومة أعطت طابعاً خاصاً جداً في ليالي رمضان، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات، خصوصاً ليالي القرقيعان الأخيرة، ولا ندري لعلنا نغني ونقول قريبا: "سلم حكومتنا يالله، خلها لأمها يالله".
قُدمت الاستقالة ورُفعت الأقلام ولكن حتماً لم تجف الصحف!! منذ تقديم رئيس الحكومة الكويتية استقالته والشعب يتأهب لينتظر ما مآلها؟ وإلى أين وهي لا تزال في علم الغيب بحسب ما نشعر ونرى من معطيات؟ لم تقُبل الاستقالة (رسمياً) وعليه يتم استعراض سيناريوهات سياسية عدة، منها أنها رفضت ويستمر الرئيس وفريقه الوزاري إن صح التعبير في مهاهم، إلا أنه وجب التوضيح أن رفض استقالة رئيس حكومة ليس بالأمر الهين، خصوصاً حين تتم موازنة الأمور في ميزان السياسة العامة وثقل المنصب ذاته، ولذلك فإنه سيناريو مستبعد جداً، ولعله أنسب ما يكون الآن هو إعادة تكليف رئيس الوزراء، ومن ثم اعتذاره حفاظا على صحفته السياسية بحيث لا يقال مستقبلا إنه الرئيس الذي لم يتعاون (ولم يشأ أن يتعاون) معه مجلس الأمة. لكن استخدام سلاح الوقت في مثل هذه الأمور يجعل الشارع السياسي عبارة عن بوتقة ماء ساخن تغلي إلى ما بعد نقطة التسخين، فإما ينفجر غضباً على الحال العامة في البلاد أو يتبخر شيئاً فشيئاً ليضحي ساخطاً أكثر مما هو عليه، ولعمري إن ذهاب رئيس الحكومة بنفسه إلى مباراة ودية لكرة القدم بين فريق الحكومة والنواب رسالة واضحة بأن سلاح الوقت يستخدم حالياً وبوضوح، وكأنها مسألة انقلاب مبطن على الدستور. فتعطيل الجلسات والحالة السياسية هو تعطيل للدستور بحسب آراء متعددة لعدد من الخبراء الدستوريين، فمن استطاع أن يحضر مباراة استعراضية للكرة، فإنه حتما يستطيع أن ينسق لجلسات وأن يتمم مصالح المواطنين.
عموماً استقالة رئيس الحكومة أعطت طابعاً خاصاً جداً في ليالي رمضان، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات، وخاصة ليالي القرقيعان الأخيرة، ولا ندري لعلنا نغني ونقول قريبا: «سلم حكومتنا يالله، خلها لأمها يالله». على الهامش: حتماً تدرك الحكومة التعطيل الحاصل في تسكين عدد من المناصب الشاغرة (وما يتبعها كذلك من مناصب حكومية)، ومع تعطيل الاستقالة الحكومية واتخاذ القرارات، فإن مسألة تسكين تلك المناصب أصبح في خبر كان.هامش أخير: ما يحصل ويجري في الكويت حالياً من تعطيل للحالة السياسية العامة يترك مجالاً كبيراً للشائعات، فالأمور يجب أن تحسم ويتم اتخاذ قرار سريع لفك ومعالجة جزء بسيط من الاحتقان السياسي في البلاد.