تُعد لعبة "المحيبس" عادة رمضانية قديمة لدى العراقيين، وأصبحت علامة فارقة من معالم شهر رمضان، حيث تجمع شرائح المجتمع المختلفة، وتقوّي أواصر النسيج الاجتماعي بين المحافظات على اختلاف مذاهبها وأديانها.

وكلمة محيبس تصغير لكلمة محبس، التي تعني "الخاتم" باللهجة العراقية، وهي لعبة شعبية، تجمع مختلف الفئات العمرية.

Ad

وعادة ما تبدأ طقوس تلك اللعبة بعد وقت الإفطار، أو صلاة التراويح، حيث يتوجه الرجال قاصدين المقاهي الشعبية، للسمر، أو ما يسمّونه محلياً "تعلوله"، حيث تبدأ هناك المباراة التي يترقّبها الجميع.

وتقوم هذه اللعبة على وجود فريقين، (بأيّ عدد ممكن)، حيث ينتظم اللاعبون في مجموعتين تمثّلان غالباً، حيًّا سكنياً، أو منطقة، أو محافظة، وعادة ما يكون بينهما تحدّ ومنافسة شديدة، أو رغبة شديدة في الفوز، للصعود إلى المرحلة الأخرى، في حال تنظيم دوري، كما هي حال كرة القدم.

بعد ذلك، يجلس اللاعبون في صفّين متقابلين، ويقوم رئيس أحد الفريقين بإخفاء "المحبس" في يد لاعب من فريقه، بعيداً عن أعين الصف الآخر، ثم يسعى قائد الفريق الخصم، أو أحد لاعبيه، للتعرف على اليد التي تخفي المحبس من بين كل الأكف المسدودة، وإذا نجح في المهمة يبدأ التصفيق والتهليل، وتُحتسب نقطة لفريقه.

وتشترط تلك اللعبة الاتفاق على عدد النقاط التي يستلزم الحصول عليها للفوز، ومَن سيصل إليها أولاً سيكون هو الفائز، في حين سيكون لزاماً على الطرف الخاسر شراء صواني البقلاوة، والزلابية، وزنود الست، (أنواع من الحلويات المحلية) وتوزيعها على الفريق الفائز، وعلى المشجعين وروّاد المقهى كذلك.