إيران: فضائح «البذخ» تلاحق رئيس البرلمان

سفر ابنته إلى إسطنبول لشراء ملابس طفلها المقبل يثير الغضب

نشر في 21-04-2022
آخر تحديث 21-04-2022 | 00:13
رئيس المجلس محمد باقر قاليباف
رئيس المجلس محمد باقر قاليباف
كشف نائب أصولي بمجلس الشورى الإيراني «البرلمان» عن مطالبة بعض النواب رئيس المجلس محمد باقر قاليباف، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، بالاستقالة من منصبه بعد فضيحة سفر زوجته وابنته وصهره إلى إسطنبول، في حين يرزح أكثر من نصف الشعب الإيراني تحت خط الفقر ولا يستطيعون تأمين حاجاتهم اليومية.

ومنذ أسبوع، جرى على وسائل التواصل الاجتماعي تداول مكثف لصور سيدة محجبة مع عدد من المرافقين في مطار إسطنبول الدولي، ولم يتعرف الجميع عليها، لكن ما لبث أن تبين أنها لزوجة قاليباف وابنته وصهره ومرافقيهم الأمنيين.

واعترف الياس قاليباف نجل رئيس البرلمان، بأن والدته وشقيقته سافرتا إلى إسطنبول لشراء ملابس لحفيد قاليباف المرتقبة ولادته قريباً، دون علم والده. وأقر الياس بأن الحادثة كانت خطأ كبيراً واعتذر بالنيابة عن العائلة.

ورئيس البرلمان، أحد كبار شخصيات التيار الأصولي، ويعتبر أن التقشف وحياة الزهد من المبادئ الأساسية.

وكان قاليباف خسر انتخابات عام 2005 بسبب ارتدائه طقماً من ماركة فرنسية يصل سعره إلى 15 ألف يورو. وبرر قاليباف، الذي كان يشغل منصب رئيس الشرطة، موقفه بأنه اشترى الطقم في تنزيلات بسعر مغرٍ جداً، وأنه لم يتصور أنه من الممكن أن يثير غضب الجماهير المحافظة.

يأتي ذلك بينما أمرت وزارة الرياضة الإيرانية بإقفال نادٍ رياضي فاخر، افتتح قبل أسبوع، بعد أن انتشرت صور لرياضيين أوروبيين كبار شاركوا في الافتتاح، وتبين أن الاشتراك السنوي فيه يصل إلى حوالي 10 دولارات.

وأعلن أحد مساعدي وزير الرياضة أن رخصة النادي صدرت باسم ابن أحد كبار ضباط الحرس الثوري المقربين من قاليباف.

وأقيم النادي في مجمع تجاري راقٍ يدعى «سام سنتر» في أحد أفخم المناطق بطهران، ويعتبر الياس قاليباف أحد الشركاء المالكين له.

ويشعر الإيرانيون الذين يرزح نصفهم تحت خط الفقر بالغضب من أن أبناء كبار ضباط الحرس الثوري، الذي ينتمي قاليباف وأكثر من 70 في المئة من نواب مجلس الشورى الإسلامي الحالي إليهم، وأبناء بعض الشخصيات السياسية يتباهون بالثروات التي جمعتها عائلاتهم وشراء سيارات غالية الثمن ونشر صور عن أسفارهم إلى الخارج فيما تعيش عائلاتهم في قصور تابعة لعائلة الشاه السابق وحاشيته صودرت مع بداية الثورة ووزعت على «قادة الثوار» بأسعار زهيدة.

ومن المعروف مثلاً أن الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني اشترى في بداية الثورة قصر أسد الله علم (رئيس الديوان الملكي السابق) بسعر يصل إلى تسعة آلاف دولار أميركي فقط وبالأقساط، في حين أن سعر الأرض المشيد عليها القصر وحدها يصل إلى أكثر من مليار دولار.

وفيما بعد عندما أصبح رفسنجاني رئيساً قام بضم القصر التابع للملكة فرح بهلوي إلى ممتلكاته وقد توفي في مسبح هذا القصر.

ويعيش الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني في قصر مساحته تزيد على العشرين ألف متر مربع كان قد اشتراه بسعر عشرين ألف دولار بالتقسيط، في حين المتر المربع من البيت العادي في المنطقة التي يعيش فيها يصل إلى عشرة آلاف دولار تقريباً.

وأحد أسباب شعبية الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد أنه رفض أن يعيش في القصور المصادرة، والرئيس الحالي إبراهيم رئيسي يحاول أيضاً السير على خطا أحمدي نجاد لكسب شعبية تؤهله لأن يكون خليفة المرشد مستقبلاً.

back to top