دخلت إلى ديوانية رمضانية وكان الحديث يدور عن الاستياء من المجالس الأخيرة وإخفاقها في مكافحة الفساد، فالتفت أحد المحاورين وقال لي: نفس الوضع كان في أيامكم، فماذا عملتم بشأن الفساد؟ وأين إنجازاتكم؟ فرحت أتذكر بعض الجهود التي قمنا بها في مجالسنا السابقة، فذكرت له أنني قدمت في مجلس 85 استجوابا لوزير المواصلات انتهى بسداد مئات الآلاف من فواتير كبار الشخصيات التي كانت ممتنعة عن السداد.
وفي مجلس 92 أحلنا نحو 30 قضية إلى النيابة بسبب شبهات مالية في تقرير لجنة التحقيق المنبثقة من لجنة تقصي الحقائق، وأدخلنا رقابة ديوان المحاسبة على عقود التسليح والاستثمارات الخارجية. وبناء على الاستجواب الذي قدمناه والاستجواب الذي شاركنا في كتابته تمت استعادة أرض الوقف إلى الأمانة العامة للأوقاف، وهي تقدر بالملايين، وقمنا بطرح الثقة بوزير الكهرباء في مجلس 2006 بناء على اكتشاف تجاوزات مالية انتهى باستقالته. وقمت شخصياً بإعداد وتقديم القانون 2004/31 بالتعاون مع النيابة العامة والجهات المتخصصة، وهو الذي ينص على إعلان الأحكام الابتدائية الصادرة في جرائم الأموال العامة على المتهم الهارب، وإذا لم يحضر للاستئناف يتم تنفيذ الحكم على أمواله في الكويت، وهذا القانون يتم تطبيقه الآن على المتهمين الهاربين، وتم تحصيل الملايين من الدنانير من المتهم الشهير الهارب الآن في لندن. وتمت حماية الأراضي العامة من العبث والانتهاك بإعداد القانون BOT في اللجنة المالية، كما تم سحب الأراضي والمشروعات التي خالفت عقودها وحكم القضاء بصحة هذا السحب، مما يدل على صحة الإجراء الذي طالبنا به في اللجنة المالية. وعندما استلمت البلدية تم رفع القضايا على الذين انتهكوا أراضي الدولة، ويكفي أن تعلم أن قضية واحدة منها تم الحكم فيها بنحو 120 مليون دينار، بالإضافة إلى استرجاع أموال أخرى تم الاستيلاء عليها في مهمات رسمية مزيفة. كما تم في أيامنا في وزارة العدل بالتعاون مع الجهات المختصة جلب المتهم الأول في قضية الناقلات وسجنه ومصادرة أمواله وأموال المتهم الثاني بالملايين. هذه بعض مبادراتنا وإنجازاتنا في الجانب الرقابي، والتي تمت بفضل الله تعالى ودعم كل الذين تعاونا معهم من النواب والوزراء والمسؤولين، وإذا أحببت سردت لك بعض الإنجازات في الجانب التشريعي والإسلامي، لكن سأكتفي بذكر أن كل ميزانية جديدة للدولة تحمل في طياتها إيرادات بملايين الدنانير نتيجة صدور وتطبيق قوانين تقدم بها التجمع السلفي. وبعد هذا السرد السريع والمختصر، قال محاوري: الحقيقة إنتوا ما قصرتوا، وإن كنا نطمع بالمزيد، وأكد أنه سيسأل كل من سيقابله من النواب والوزراء السابقين والحالين السؤال نفسه وهو(وإنتوا وين إنجازاتكم؟) خصوصاً أن قضايا وحالات فساد جديدة طفت على السطح في السنوات الأخيرة. وأخيراً يا أخي العزيز أرجو ألا تنطلي عليك أقوال الجاهلين أو المغرضين والذين يهاجمون التجمع وينقصون من إنجازاته، فلا يوجد تجمع يخلو من التقصير أو الخطأ، والعبرة الحقيقية في حجم الإنجازات الحقيقية الملموسة التي يمكن قياسها ومعرفة الأثر الكبير الذي تركته في الجانب التشريعي والمالي والرقابي للبلاد.
مقالات
رياح وأوتاد: «وإنتوا وين إنجازاتكم؟»... في ديوانية رمضانية
25-04-2022