في أكبر رسالة دعم تشهدها العاصمة الأوكرانية، توجّه وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن، أمس، إلى كييف، يوم عيد الفصح الأرثوذكسي، في أول زيارة أميركية لأوكرانيا بعد مرور شهرين بالضبط من اندلاع الحرب التي ما زالت مستعرة في شرق البلاد وجنوبها.

وسيبحث الوزيران الأميركيان في كييف، "شحنات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا"، على ما أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، عشية اجتماع مهم في ألمانيا دعت إليه واشنطن 40 دولة لبحث كيفية دعم كييف وسط تردد كبير بين حلفاء واشنطن من خارج دول الغرب في الاصطفاف ضد موسكو.

Ad

وعندما سُئل عما يتوقعه من الزيارة، قال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في محطة مترو في وسط كييف، إن المحادثات مع الأميركيين ستتضمن "قائمة محددة بالأسلحة المطلوبة ووتيرة الإمدادات". أضاف: "نريد الحصول على أسلحة ثقيلة قوية، وبمجرد توفرها، سنستعيد على الفور السيطرة على المناطق المحتلة".

وتابع، أن "القادة الذين يخططون لزيارة أوكرانيا يجب ألا يأتوا بأيدٍ فارغة، نحن ننتظر ليس فقط الهدايا أو الكعك، نتوقع أشياء محددة وأسلحة محددة".

وجدّد زيلينسكي دعوته إلى لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لإنهاء الحرب"، لكنّه توعّد بأنّ بلاده ستنسحب من المفاوضات مع موسكو في حال عمد الجيش الروسي إلى قتل جنود أوكرانيّين يتحصّنون في مجمع "آزوفستال" في ماريوبول بجنوب شرقي البلاد.

وندّد زيلينسكي من جهة ثانية بقرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "غير المنطقي" زيارة موسكو غداً قبل المجيء إلى كييف. وقال: "الحرب في أوكرانيا، لا جثث في شوارع موسكو، سيكون من المنطقي أن يذهب أولاً إلى أوكرانيا، لرؤية الناس هناك، وتداعيات الاحتلال".

ومع احتفال المسيحيين الأرثوذكس في أوكرانيا بعيد الفصح، قال زيلينسكي من كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف التي يبلغ عمرها ألف عام، "لدينا جميعاً قناعة بأنه لن يدمرنا أي شر أو أي جماعة، وفي هذا اليوم أغلبنا لا يرتدي ملابس زاهية لكننا نقاتل من أجل فكرة مشرقة".

وشهدت البلاد احتفالاً متواضعاً بعيد القيامة.

من ناحيته، قال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا "عادة نأتي إلى كنائسنا ونحن نحمل سلال عيد القيامة. لكن هذا مستحيل الآن. شوهت المدفعية الروسية 7 كنائس في منطقة لوغانسك".

بوتين والفصح

وفي السياق نفسه، بعث الرئيس الروسي، امس، برسالة تهنئة للمسيحيين الأرثوذكس وجميع الروس، قال فيها "هذا العيد المجيد يوحّد مواطني روسيا الذين يحتفلون بقيامة المسيح (عليه السلام)، حول المثل والقيم الأخلاقية السامية، ويوقظ في النفوس أطيب المشاعر، والإيمان بانتصار الحياة والخير والعدالة".

وليل السبت - الأحد حضر بوتين، وكذلك عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل، صوراً ومقاطع فيديو لبوتين خلال القداس، عقب مقاطع فيديو تم تداولها بصورة واسعة من اجتماع لبوتين مع وزير دفاعه سيرغي شويغو بعد تكهنات حول حالته الصحية وما أثير حول لغة جسده وما وصفه نشطاء بــ"علامات توتر سواء بإمساكه المستمر بحافة الطاولة أو حركة قدمه المستمرة".

الوضع الميداني

ومع دخول الحرب شهرها الثالث، أمس، استمرّت المعارك العنيفة في شرق أوكرانيا وجنوبها، وهما منطقتان تسيطر عليهما القوات الروسية إلى حد كبير .

وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، بأن روسيا نشرت قاذفات صواريخ "إسكندر إم" المتنقلة في منطقة بيلغورود على بعد 60 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية.

ومدينة بيلغورود هي المركز الإداري لمنطقة بيلغورود الروسية شمال الحدود مع أوكرانيا. ويصل مدى صاروخ "إسكندر" إلى 500 كيلومتر ويمكنه حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية.

وإلى الغرب، أكدت وزارة الدفاع الروسيّة إنّها استهدفت بصواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى، محطة لوجستية في مطار عسكري قرب أوديسا على ساحل البحر الأسود، حيث تمّ تخزين مجموعة كبيرة من الأسلحة الأجنبيّة التي سلّمتها الولايات المتحدة ودول أوروبّية.

وتسبّبت الضربات بمقتل 8 وتدمير مبنى سكنياً من 15 طبقة.

كما ذكرت "الدفاع" الروسية، أن صواريخها عالية الدقة أصابت 9 أهداف عسكرية خلال الليل من بينها 4 مستودعات أسلحة في منطقة خاركيف تضم أسلحة مدفعية.

شبكة بيلاروسية سرية

إلى ذلك، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن دور بارز لعبته شبكة سرية في بيلاروسيا لقطع الإمدادات اللوجستية عن القوات الروسية خلال غزوها لأوكرانيا.

وذكرت الصحيفة أنه ابتداءً من الأيام الأولى للغزو في فبراير، بدأت شبكة سرية من عمال السكك الحديد والمتسللين وقوات الأمن المنشقة في تعطيل خطوط السكك الحديدية التي تربط روسيا بأوكرانيا عبر بيلاروسيا، ما ساهم في ضرب خطوط الإمداد الروسية.

وكانت القوات الروسية تعتمد على شبكة السكك الحديدة الواسعة في بيلاروسيا لنقل الإمدادات والتعزيزات للقوات من موسكو إلى كييف.

وكانت حركة القطارات مشلولة لأيام متتالية بسبب تدمير جزء من السكك الحديدية في بيلاروسيا، مما أجبر الروس على محاولة إعادة إمداد قواتهم عن طريق البر.

وأعرب رئيس السكك الحديد الأوكرانية، ألكسندر كاميشين، عن امتنان أوكرانيا للبيلاروسيين، قائلاً: "إنهم أناس شجعان وصادقون في مساعدتنا". وقال أعضاء في الشبكة البيلاروسية إن هذه الأعمال كانت بسيطة لكنها فعالة.

وشاركت 3 مجموعات رئيسية في عمليات التخريب وهي مجموعة تمثل عمال السكك الحديد والمنشقين عن قوات الأمن والمتخصصين في مجال الإنترنت، حسبما قال ألكسندر أزاروف، المسؤول الأمني السابق الذي يعيش في وارسو والذي يرأس مجموعة القوة الأمنية المسماة "بيبول".