تركيا وإيران تتحركان في سورية لاستغلال الانشغال الروسي
أنقرة تمنع عبور طائرات روسية... وطهران ترسل شاحنات أسلحة
أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام طائرات عسكرية ومدنية تقل جنوداً من روسيا إلى سورية عقب مشاورات مع موسكو، حسبما أفاد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحات أدلى بها لصحافيين على متن طائرة كانت تقلّه إلى أوروغواي. وتسعى تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، للقيام بدور الوسيط في حرب أوكرانيا، وتحافظ على علاقات وثيقة مع كييف وموسكو. وقال جاويش أوغلو: "أغلقنا مجالنا الجوي أمام الطائرات العسكرية الروسية وحتى الطائرات المدنية المتجهة إلى سورية وتقل جنودا".
وأضاف أن أنقرة منحت موسكو الإذن بالتحليق عبر المجال الجوي التركي لمدة 3 أشهر حتى أبريل، لكن رحلات الطيران جرى وقفها الآن، مؤكّداً أن حظر الطيران "سيستمر 3 أشهر". ولفت إلى أنه أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف بالقرار الذي نقله بدوره إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وتحاول تركيا التوسط لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا، حيث استضافت اجتماعات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين في إسطنبول، واجتماعاً آخر بين لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا في أنطاليا. وتسعى أنقرة حالياً إلى تنظيم قمّة في إسطنبول بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رغم اعتراف جاويش أوغلو بأن احتمال إجراء محادثات مماثلة "لا يزال بعيد المنال". وأضاف الوزير التركي أن موسكو وكييف تعملان على إعداد "مسودة إعلان مشترك". في المقابل، ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عمدت الميليشيات التابعة لإيران في الأراضي السورية، خلال الساعات الفائتة، إلى استقدام قافلة تضم عشرات الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخائر إلى مناطق نفوذها في غرب الفرات. وبحسب المرصد، فإن عدد الشاحنات التي دخلت الأراضي السورية قادمةً من العراق بلغ نحو 34 مغطاة تماماً. وتوجهت الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخائر، نحو مطار دير الزور العسكري وأماكن أخرى في منطقة المزارع بريف الميادين، شرقي دير الزور. وتضم الشاحنات أسلحة وذخائر بينها صواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع، إضافة إلى معدات لوجستية أيضاً، حسبما أفاد المرصد السوري. وتأتي هذه التحركات الإيرانية على الأراضي السورية، على وقع النشاط الإيراني المتصاعد في ظل انشغال الروس بحربهم ضد أوكرانيا. وفي 13 الجاري، قامت الميليشيات التابعة لإيران بعملية نقل جديدة للسلاح والذخائر، قامت بها ميليشيا "لواء فاطميون" الأفغانية، إذ وصلت شاحنتان إلى منطقة الشبلي الآثرية الواقعة بريف دير الزور الشرقي، غرب الفرات. وقامت الميليشيا بتحميلها بصواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع وبذخائر وأسلحة أخرى، وكانت وجهة الشاحنتين هي بادية حمص الشرقية حيث تقوم "فاطميون" بتحركات مكثفة هناك في الآونة الأخيرة. (إسطنبول ـــ وكالات)