أكدت الولايات المتحدة أنها تريد «إضعاف روسيا لدرجة لا تمكّنها من تكرار الأفعال التي اقترفتها في غزو أوكرانيا»، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة أمس، إن الغرب فشل في إحداث انقسام داخل روسيا.

Ad

بلينكن وأوستن

وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده وزيرا الخارجيّة والدفاع الأميركيَان أنتوني بلينكن ولويد أوستن في بولندا في ختام زيارتهما لكييف التي وصلا لها براً من بولندا، بعد اجتماع استمر 3 ساعات بدلاً من 90 دقيقة مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أكد أوستن أن الولايات المتحدة ترغب في أن تظل أوكرانيا دولة ديموقراطية ذات سيادة قادرة على حماية نفسها.

وقال إن «أوكرانيا يمكنها أن تربح الحرب إذا كان لديها المعدات اللازمة»، مشيراً إلى أن روسيا فقدت الكثير من القدرات العسكرية والكثير من قواتها خلال الحرب.

وأضاف: «ما رأيناه خلال رحلتنا إلى كييف، يُظهر وكأن الحياة بدأت بالعودة إلى الوضع الطبيعي»، مشدداً على عدم وجود جنود على الأرض تابعين للولايات المتحدة لتتبُّع وصول الأسلحة إلى كيف، وقال: «أكدنا على الأوكرانيين ضرورة العمل على عدم وقوع الأسلحة في أيدي الجهات الخاطئة».

وأضاف: «نريد أن نرى روسيا ضعيفة لدرجة لا تمكّنها من تكرار الأفعال التي اقترفتها في غزو أوكرانيا، ونريد أن نراهم غير قادرين على استعادة هذه القدرة بسرعة كبيرة».

من جانبه، قال بلينكن: «ما شاهدناه في شوراع العاصمة الأوكرانية دليل على أن معركة كييف قد حُسمت لمصلحة الأوكرانيين»، موضحاً أن «روسيا سعت في البداية إلى إخضاع أوكرانيا تماماً وقد فشلت».

وقال: «لا نعرف ما ستكشف عنه بقية أيام هذه الحرب، لكننا نعلم أن أوكرانيا المستقلة ذات السيادة ستبقى موجودة لفترة أطول بكثير من بقاء بوتين على الساحة»، مضيفاً أنه تحدّث إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش الجمعة، «ودعوته إلى إبلاغ رسالة قوية جداً لبوتين بشأن الحاجة إلى إنهاء الحرب».

وأشار إلى أن «موسكو راهنت على انقسام الناتو وفشلت، ولكننا نرى جيشا محبطا واقتصادا يتداعى بسبب العقوبات على روسيا».

كما لفت بلينكن إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين سيعودون إلى كييف هذا الأسبوع «بشكل تدريجي»، مؤكداً أنّ الرئيس جو بايدن ينوي في الأيام المقبلة ترشيح السفيرة الأميركية الحالية لدى سلوفاكيا، بريدجت برينك، لمنصب السفيرة في كييف، والذي ظل شاغرا منذ 2019.

وفيما يتعلق بالدعم الأميركي لكييف، قال: «تتعهد واشنطن بتقديم أسلحة متطورة وأكثر من 713 مليون دولار إضافية من المساعدات لأوكرانيا و15 دولة في وسط أوروبا وشرقها».

وتأتي زيارة بلينكن وأوستن عشية الاجتماع الذي دعت إليه واشنطن في ألمانيا لأصدقاء أوكرانيا ودعت إليه 40 دولة والذي سيكون امتحاناً لقدرة إدارة بايدن على تعبئة الحلفاء من خارج «الناتو».

بدوره، قدم الرئيس الأوكراني الشكر للولايات المتحدة، موضحاً أن مساعدات الأسلحة، التي تقدر قيمتها بـ 3.4 مليارات دولار حتى الآن، ساعدت بلاده كثيرا في دفاعها الوطني، في حين أرسلت روسيا مذكرة إلى الولايات المتحدة لوقف توريد الأسلحة لكييف.

وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف إن «إرسال أسلحة إلى كييف لا يساهم في إيجاد حل دبلوماسي وتسوية للأزمة، وإنما يدفع نحو زيادة المخاطر وتفاقم الوضع على نحو أكبر».

واعتبر الدبلوماسي الروسي أن «المهمة، على حد تعبير أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي صراحة، هي منع روسيا من الوقوف على قدميها».

سكك حديد ومخازن وقود

ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها ستوقف الأعمال القتالية للسماح للمدنيين بمغادرة مصنع «آزوفستال» الصلب المحاصر في مدينة ماريوبول الساحلية جنوب شرقي أوكرانيا، «في أي اتجاه يختارونه».

وبعد سيطرة القوات الروسية على ماريوبول بشكل شبه كلي، باستثناء «آزوفستال»، يبدو أن القتال سيحتدم في منطقة لوغانسك شرقاً.

وأفادت تقارير، بأن كتائب شيشانية بدأت بالانتقال من ماريوبول إلى لوغانسك، موضحة أن الروس تقدموا من غرب مقاطعة لوغانسك إلى مدينة سلافينسك.

من ناحية ثانية، أفاد حاكم منطقة كورسك روماين ستارفويت الروسية، بإسقاط طائرتَين مسيّرتَين أوكرانيتَين قرب الحدود مع أوكرانيا، في وقت أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، أن حريقاً اندلع أمس، في خزان كبير للوقود في بلدة ترانسنفت بريانسك دروجبا الروسية الواقعة على بعد 150 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا، وتُستخدم كقاعدة لوجستية لهجوم موسكو العسكري. كما تعرضت 5 محطات سكك حديدية بوسط وغرب أوكرانيا لهجمات صاروخية.