ستكون المواجهة المرتقبة اليوم في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر سيتي الإنكليزي وضيفه ريال مدريد الإسباني صراعاً بين التاريخ والحاضر في عالم كرة القدم الأوروبية.عندما انتقلت ملكية السيتي في صيف 2008 إلى مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار كان الفوز بلقب دوري الأبطال الهدف الأسمى، وكان "سيتيزينس" قريباً جداً من تحقيق الحلم الموسم الماضي قبل أن يسقط في العقبة الأخيرة أمام مواطنه تشلسي.
والآن يصطدم حلم السيتي بمواجهة مع فريق يعتبر "ملك" دوري الأبطال مع ألقابه الـ13 القياسية.قبل الموسم الماضي، كانت أفضل نتيجة للسيتي في دوري الأبطال وصوله الى نصف النهائي عام 2016، حين توقف مشواره على يد ريال مدريد بالذات، قبل أن يحقق الفريق الإنكليزي ثأره في موسم 2019- 2020 بإقصائه النادي الملكي من ثمن النهائي بالفوز عليه ذهاباً وإياباً.أما الريال، فيخوض الدور نصف النهائي للمرة الثلاثين في تاريخه، ما يظهر حجم الهوة بين الفريقين على صعيد التاريخ والعراقة.لكن الكلمة الآن للحاضر، وقد أظهر السيتي بقيادة المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا أنه أحد أفضل الفرق في القارة العجوز وأثبت ذلك في الدور السابق بإقصائه قطب العاصمة الإسبانية الآخر أتلتيكو مدريد بالفوز عليه ذهاباً 1- صفر والتعادل معه إياباً صفر- صفر.في زيارته الأخيرة الى إنكلترا، عاد ريال مدريد بانتصار على تشلسي حامل اللقب 3-1 في ذهاب ربع النهائي، إلا أنه كان قاب قوسين أو أدنى من توديع مسابقته المفضلة بتخلفه إياباً على أرضه بثلاثية نظيفة قبل أن يسجل هدفاً في الدقيقة 80 قاده لخوض التمديد الذي فرض فيه الفرنسي كريم بنزيمة نفسه بطلاً بتسجيله هدف تقليص الفارق 2-3، فكان ذلك كافياً للنادي الملكي من أجل مواصلة مشواره.وسبق لفريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أن عاش أيضاً أوقاتاً عصيبة في الدور الذي سبقه حين خسر ذهاباً أمام باريس سان جرمان الفرنسي صفر-1، ثم تخلف إياباً بهدف قبل أن يضرب بنزيمة بثلاثية رائعة منحت فريقه الفوز 3-1.وخلافاً للسيتي الذي يواجه منافسة شرسة على لقب الدوري الممتاز من ليفربول مع فارق النقطة الفاصل بينهما، بات ريال بحاجة الى نقطة من مباراته السبت في المرحلة الرابعة والثلاثين ضد إسبانيول لكي يحسم لقب "لا ليغا" بعد خسارة برشلونة في مباراته المؤجلة مع ضيفه رايو فايكانو صفر-1 الأحد.
أنشيلوتي واللقب الرابع
ويمني أنشيلوتي النفس بدخول التاريخ كأول مدرب يحرز لقب المسابقة القارية الأم أربع مرات، بعدما سبق له أن أحرزها ثلاث مرات مع ميلان عامي 2003 و2007 والريال عام 2014.وأنشيلوتي هو المدرب الوحيد الذي أحرز اللقب ثلاث مرات ووصل الى النهائي في مناسبة أخرى عام 2005 حين خسر ميلان أمام ليفربول الإنكليزي بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي من مباراة تاريخية عالقة في الأذهان تقدم خلالها "روسونيري" بثلاثية نظيفة قبل أن يعود ستيفن جيرارد ورفاقه من بعيد.وقد يجدد أنشيلوتي الموعد مع ليفربول في النهائي في حال تخطى السيتي ونجح فريق المدرب الألماني يورغن كلوب في حسم المواجهة الإنكليزية- الإسبانية الأخرى ضد فياريال الذي يحل ضيفاً على "أنفيلد" غداً.ويمني المدرب الإيطالي الفذ النفس بأن يفك عقدة الريال في ملعب السيتي حيث لم يحقق الفوز في زيارتيه الماضيتين عام 2012 في دور المجموعات 1-1 حين وضعه بنزيمة في المقدمة قبل أن يرد الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، وفي ذهاب ثمن نهائي 2019- 2020 حين تقدم بهدف إيسكو قبل أن يخسر 1-2 بعد هدفين من البرازيلي غابريال جيزوس والبلجيكي كيفن دي بروين.