بعد ساعات من الإعلان عن زيارة للرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، ستكون الأولى له إلى منطقة الشرق الأوسط، شهدت الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلا للصواريخ، في حين بدأ الهدوء يعود إلى القدس خصوصا منطقة الحرم القدسي، بعد أيام من التوتر الذي كاد يؤدي إلى مواجهة واسعة كتلك التي اندلعت خلال شهر رمضان من العام الماضي.

وفي تصعيد نادر تزامن مع الاشتباكات المتواصلة على مدى الأسبوعين الماضيين في الأراضي المحتلة والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، وتبادل إطلاق الصواريخ بغزة، شن الجيش الإسرائيلي أمس قصفا مدفعيا استهدف جنوب لبنان ردا على إطلاق قذيفة صاروخية لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

Ad

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، «قامت المدفعية بقصف مناطق مفتوحة بجنوب لبنان، وهدف واحد لبنية تحتية بعشرات القذائف، إضافة إلى موقع أطلقت منه قذيفة صاروخية سقطت بمنطقة مفتوحة قرب كيبوتس ولم تسفر عن إصابات»، مؤكدا أنه «لم يتم تفعيل الإنذارات أو إعلان حالة التأهب وفق سياسة الجبهة الداخلية».

وأوضحت وكالة الإعلام اللبنانية أن «مجهولين أقدموا على إطلاق صاروخين من المنطقة الواقعة بين بلدتي القليلة - المنصوري باتجاه الأراضي المحتلة»، مضيفة أن «قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) أطلقت صفارات الإنذار في أكثر من موقع تابع لها، وسجل استنفار في صفوف الجيش اللبناني على طول الساحل الجنوبي».

وأشارت الوكالة إلى أن القصف الإسرائيلي «توزع بين قذائف مدفعية وقذائف ضوئية مع تحليق للطيران المعادي فوق الحدود اللبنانية - الفلسطينية مع غارات وهمية، ليعود الهدوء الحذر إلى أجواء المنطقة».

وحث قائد «يونيفيل» أرولدو لازارو على الهدوء وضبط النفس، واصفا الوضع بالمتفجر والمستمر.

ورغم أن لبنان رسميا في حالة حرب مع إسرائيل فإن حدوده الشمالية تشهد حالة من الهدوء منذ الحرب الدامية بينها وبين حزب الله في عام 2006، والتي استمرت 33 يوما وقتل خلالها 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيليا معظمهم جنود، في حين دأبت فصائل فلسطينية صغيرة على إطلاق النار بشكل متقطع على إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية.

ومساء الجمعة والسبت أطلقت 3 صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، ومنذ الاثنين أطلقت صواريخ عدة اعترضت القبة الحديدية معظمها، وردت عليها إسرائيل بغارات جوية على القطاع.

في هذه الأثناء، شددت القمة الثلاثية بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والعاهل الأردني عبدالله الثاني، أمس الأول، على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، وأهمية استدامة الجهود لاستعادة الهدوء بمدينة القدس.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، في بيان، أن الزعماء الثلاثة تطرقوا خلال مائدة إفطار بالقاهرة، إلى آخر مستجدات أوضاع المنطقة، خاصة عملية السلام، وأكدوا احترام الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، فضلا عن أهمية وقف إسرائيل أي إجراءات تقوض حل الدولتين، وضرورة إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساسه.

وتطلع السيسي إلى تعزيز التعاون مع الأردن والإمارات، والانطلاق نحو شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقات ممتدة وتحقق المصالح المشتركة، وتصب في تعزيز العمل العربي المشترك، في ظل تحديات كبيرة تموج بها المنطقة، فضلا عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة.

ووفق الديوان الملكي الأردني، تعهد القادة الثلاثة بأنهم «لن يدخروا جهدا لاستعادة التهدئة بالقدس، ووقف التصعيد بأشكاله كافة لتمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية بدون معوقات أو مضايقات»، مشددين على أهمية «دعم صمود الفلسطينيين وتمكين سلطتهم الوطنية من القيام بدورها لتحقيق تطلعاتهم وتخفيف معاناتهم».

وأدان الملك عبدالله «الانتهاكات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى والاعتداءات على المصلين وتقييد وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة وتقليص أعداد المحتفلين بسبت النور».

وكان وزير الخارجية يائير لابيد شدد أمس الأول على أن حكومة نفتالي بينيت «ملتزمة» بالمحافظة على الوضع القائم بالاقصى، وقال: «لا يوجد تغيير ولن يكون هناك أي تغيير ولا خطة لدينا لتقسيم جبل الهيكل بين الأديان»، واتهم حركتي حماس والجهاد باستدراج إسرائيل الى استفزاز داخل الحرم.

في غضون ذلك، حذر وزير الدفاع بيني غانتس «المجموعات الإرهابية» من أن «الذين يعانون أوضاعا اقتصادية ومدنية وعسكرية غير مستقرة هم من سيتضرر من أي اضطرابات».

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أمس الأول أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي جو بايدن، و»أطلعه على الجهود المبذولة لوقف العنف والتحريض في القدس وضمان انتهاء شهر رمضان بسلام».

وبحسب بيان للبيت الأبيض، فقد أكد بايدن «دعمه الثابت لإسرائيل واحتياجاتها الدفاعية»، وناقش أيضا مع بينيت «تهديد إيران ووكلائها وبشكل خاص طلبها استبعاد الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية»، وقبول دعوة سابقة منه لزيارة القدس «في الأشهر المقبلة».

(عواصم - وكالات)