وسط توتّر ملحوظ مع إسلام آباد وبعدما ألقت باللوم عليها في الغارات الجوية التي قتلت العشرات في مقاطعتي كونار وخوست الأفغانيتين الأسبوع الماضي، أكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني الملا محمد يعقوب أن «طالبان» لن تتسامح مع أي «غزو» من جيرانها، في تهديد غير مباشر للجارة باكستان.

وفي احتفال أقيم في كابول لإحياء ذكرى وفاة والده الملا محمد عمر مؤسس الحركة، قال الملا يعقوب: نواجه مشاكل وتحديات من كل من العالم وجيراننا، والمثال الواضح على ذلك هو غزوهم لأراضينا في كونار، وأضاف: لا يمكننا أن نتسامح مع الغزو. لقد تحملنا ذلك الهجوم. لقد تحملنا ذلك بسبب المصالح الوطنية، وفي المرة التالية قد لا نتسامح معه.

Ad

في المقابل، أوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية، ردا على تصريحات يعقوب، أن باكستان تأمل في حوار طويل الأمد مع أفغانستان لتأمين السلام.

وأضاف: باكستان وأفغانستان دولتان شقيقتان. تعتبر حكومتا البلدين وشعباهما الإرهاب تهديدا خطيرا، وعانت الدولتان من هذه الآفة لفترة طويلة، لذلك من المهم أن يتحاور بلدانا بطريقة هادفة من خلال المؤسسات ذات الصلة، وقنوات للتعاون في مكافحة الإرهاب عبر الحدود واتخاذ إجراءات ضد الجماعات الإرهابية على أراضيها.

واستدعت وزارة الخارجية بإدارة «طالبان» الأسبوع الماضي السفير الباكستاني للاحتجاج على الضربات. وقال مسؤولون محليون إن الضربات التي شنتها طائرات مروحية عسكرية باكستانية قتلت 36 شخصا.

ولم تؤكد باكستان أي تورط لها في الغارات الجوية داخل حدود أفغانستان.

إلى ذلك، أعلنت صحيفة «إكسبريس تربيون» الباكستانية، أن حكومة كابول طلبت من مسلحي حركة «طالبان باكستان» الابتعاد عن الحدود الأفغانية ـــ الباكستانية.

وأضافت أن «حكومة طالبان بدأت اتخاذ خطوات عملية من أجل إبعاد مقاتلي طالبان باكستان من الحدود الأفغانية».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول باكستاني أن إسلام آباد طلبت بشكل واضح وصريح من السلطات الأفغانية عدم السماح باستخدام أراضيها من قبل إرهابيين ضد باكستان وإلا ستواجه عواقب وخيمة.

ووفقا للمسؤول الباكستاني فإن الإجراء الذي اتخذته حكومة «طالبان» لا يُحقّق ما تصبو إليه اسلام آباد، لكنه يخفف مما يقع من هجمات ضدها.