أبرم الملياردير الأميركي إيلون ماسك، صفقة لشراء «تويتر» مع وعود بتقليل الرقابة على المنصة، مما أثار تساؤلات حول ما سيعنيه نهجه فيما يرتبط بالتغريد عبر الموقع.

وأثارت جماعات حقوق الإنسان مخاوف من أن الافتقار إلى الاعتدال يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع في خطاب الكراهية والسلطة التي ستُمنح لماسك، الذي يصف نفسه بأنه مدافع شرس عن حرية التعبير.

Ad

ويتساءل العديد من مستخدمي «تويتر» أيضاً عما إذا كان هذا يعني أنه سيتم السماح للحسابات المُعلقة من قبل الشركة بالعودة للتغريد.

ووصف ماسك، في بيان عقب إبرام الصفقة، حرية التعبير بأنها «حجر الأساس لديموقراطية فاعلة»، في وقت قالت منظمة العفو الدولية في سلسلة تغريدات على «تويتر»، «نحن قلقون بشأن أي خطوات قد يتخذها (تويتر) لتقويض تطبيق السياسات والآليات المصممة لحماية المستخدم».

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الشخص الأكثر شهرة الذي تم منعه من استخدام المنصة. ولكن حتى إذا تم إلغاء حظره على «تويتر»، يقول ترامب إنه لا يخطط للعودة إلى المنصة، وبدلاً من ذلك يختار استخدام منصته الخاصة «تروث سوشيال»، مضيفاً أنه يعتقد أن ماسك، الذي وصفه بـ «الرجل الطيب سيجري تحسينات» على المنصة.

وتوقع مينغ تشي كو، محلل التكنولوجيا في شركة إدارة الاستثمار «تي إف إنترناشيونال سيكيوريتيز» أن يعود ترامب إلى المنصة إذا قرر خوض الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024.

وقال ماسك إنه يأمل أن يظل حتى أقوى منتقديه على المنصة «لأن هذا هو ما تعنيه حرية التعبير»، ومع ذلك، هدد بعض المستخدمين بمغادرة «تويتر»، بينما استقال آخرون بالفعل.

وأشارت الممثلة البريطانية جميلة جميل، التي اشتهرت بدورها في المسلسل التلفزيوني «ذا غود بليس»، إلى أنها تتوقع أن تصبح المنصة «مساحة أكثر فوضى وكراهية وتعصباً ومعاداة للمرأة»، مضيفة لمتابعيها البالغ عددهم مليوناً: «أود أن تكون هذه... آخر تغريدة لي».

في غضون ذلك، قالت كارولين أور بوينو، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة ميريلاند، إنها ستبقى حالياً على المنصة، حيث لديها أكثر من 450 ألف متابع، مضيفة: «ليس لدينا أي فكرة عما سيبدو الوضع تحت قيادة ماسك. ما نعرفه هو أنه إذا غادر جميع الأشخاص المحترمين المنصة، فسوف يسوء الوضع هنا بشكل أسرع كثيراً».

وأفاد دان آيفز، المحلل في شركة الاستثمار «ويدبوش سيكيوريتيز»، لـ «بي بي سي»، بأنه يتوقع أن يتخذ معظم المستخدمين «نهج الانتظار والترقب».

ووافق مجلس إدارة «تويتر» المكون من 11 عضواً بالإجماع على عرض ماسك البالغ 44 مليار دولار (34.5 مليار جنيه إسترليني).

وقال جاك دورسي، الذي شارك في تأسيس «تويتر» ولا يزال عضواً في مجلس إدارتها، إنه سعيد لأن المنصة «ستستمر في خدمة المحادثة العامة»، رغم أنه لا يعتقد أنه «يجب على شخص واحد امتلاك (تويتر) أو تشغيلها».

ووفقاً لـ «رويترز»، خاطب الرئيس التنفيذي لـ «تويتر» باراغ أغراوال، الموظفين، أيضاً، في اجتماع، حيث قال إن مستقبل الشركة «غير مؤكد».

وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي للصحافيين، أمس الأول، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن «يشعر بالقلق منذ فترة طويلة بشأن قوة منصات التواصل الاجتماعي الكبيرة»، بغض النظر عمن يمتلك موقع «تويتر» أو يديره.

وقالت السيناتور الديموقراطية إليزابيث وارين، إن الصفقة «خطيرة على ديموقراطيتنا»، بينما ضغطت من أجل ضريبة الثروة و«قواعد قوية لمحاسبة شركات التكنولوجيا الكبرى».

في غضون ذلك، رحبت السيناتورة الجمهورية مارشا بلاكبيرن، بالاتفاق، ووصفته بأنه «يوم مشجع لحرية التعبير».