على أعتاب الصحراء في جنوب العراق، يغيب أي أثر لبحيرة ساوة باستثناء لافتة تدعو إلى "عدم صيد الأسماك"، في موقع شكّل في الماضي موئلاً للتنوع الحيوي لكنه استحال أرضاً قاحلة بسبب الأنشطة البشرية والتغير المناخي.

ولم يعد على ضفاف البحيرة اليوم سوى هياكل خرسانية لمبانٍ كانت في تسعينيات القرن العشرين فنادق وبنى تحتية سياحية تستقبل عائلات وأشخاصاً متزوجين حديثاً كانوا يقصدون المنطقة للنزهات أو السباحة.

Ad

لكنّ الوضع تغيّر تماماً، إذ جفت بحيرة ساوة تماماً، وباتت ضفافها تغص بالمخلفات البلاستيكية والأكياس العالقة على شجيرات جافة على أطراف المنخفض، مع هيكلين حديديين أكلهما الصدأ لجسرين عائمين كانا يعلوان سطح البحيرة.

وأشار الناشط البيئي حسام صبحي (27 عاماً) إلى أسباب طبيعية تقف وراء جفاف البحيرة تتمثل بـ "التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة في محافظة المثنى الصحراوية التي تعاني كثيراً من الجفاف وشح الأمطار".

وذكر صبحي أن السبب الآخر من صنع البشر ويتمثل بالآبار الارتوازية فوق المياه الجوفية التي كانت تغذي البحيرة، والتي حُفرت لإقامة مشاريع صناعية قريبة تتعلق خصوصاً بالأسمنت والملح، مما حوّل البحيرة تالياً إلى "أراض جرداء".

كما أعلنت الحكومة في بيان الجمعة الماضي وجود أكثر من ألف بئر غير قانونية حُفرت لأغراض زراعية.

ويرتبط كثير من أهالي السماوة، التي تقع على بعد 25 كيلومتراً من البحيرة، بعلاقة قوية مع بحيرة ساوة، مثل لطيف دبيس البالغ 60 عاماً، الذي يعيش بين مسقط رأسه السماوة والسويد البلد الذي انتقل إليه قبل 30 عاماً. ويستذكر دبيس الرحلات المدرسية والعطل أيام طفولته عندما كانت عائلته تذهب للسباحة في البحيرة.

ويضيف بحزن "أنا رجل عمري 60 سنة عشت مع البحيرة، كنت أتوقع أن أموت قبلها لكن للأسف هي ماتت قبلي".