جمعت الولايات المتحدة، أمس، في قاعدة رامشتاين في ألمانيا نحو 40 دولة حليفة بغية توفير مزيد من الأسلحة لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، فيما حذّرت موسكو من خطر «حقيقي» لنشوب حرب عالمية ثالثة.

وفيما تتسبب الحرب في أوكرانيا بتوتّرات غير مسبوقة بين روسيا والدول الغربية، لوّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باحتمال توسّع نطاق الحرب وتحولها إلى نزاع عالمي.

Ad

وفي حديثه إلى وكالات أنباء روسية، شدّد لافروف مجدّداً على أن خطر الحرب النووية حقيقي، مشدّداً على أنه لا يمكن التقليل من شأن هذا الخطر.

ورأى أن تسليم أسلحة غربية إلى أوكرانيا يعني أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) «يخوض حرباً مع روسيا من خلال وكيل، وهو يسلح ذلك الوكيل. الحرب تعني الحرب».

ردود فعل

واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أمس، أن تصريحات لافروف هدفها «تخويف العالم من دعم أوكرانيا»، وقال وزير خارجية لاتفيا، إدغار رينكيفيكس إنه: «إذا هددت روسيا بحرب عالمية لثالثة، فإن هذه إشارة واضحة على أن أوكرانيا تحرز نجاحاً، ويجب ألا نستسلم للابتزاز الروسي».

من ناحيته، قال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي لدى سؤاله عن احتمال أن تستخدم روسيا سلاحاً نووياً تكتيكياً، إنه يعتقد أن هناك احتمالاً «صغيراً لدرجة التلاشي» لهذا النوع من التصعيد.

«اجتماع رامشتاين»

وبعد رحلة إلى كييف تعهد فيها بتقديم دعم إضافي للجهود الحربية للرئيس الأوكراني، عقد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين العسكرية بألمانيا اجتماعاً مع ممثلين عن نحو 40 دولة من «أصدقاء أوكرانيا» لمواصلة دعم كييف وتوفير قدرات إضافية للقوات الأوكرانية «التي تقوم بعمل دفاعي كبير».

واستهل أوستن اللقاء بالتعبير عن ثقته في أن أوكرانيا يمكن أن تنتصر في الصراع، الذي دخل شهره الثالث. وقال إن «قيمة الأسلحة التي تم تقديمها لأوكرانيا تفوق 5 مليارات دولار»، مؤكداً أن «مساعداتنا العسكرية ذهبت إلى المقاتلين الأوكرانيين في الصفوف الأمامية».

وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أفاد بأنّ بلاده ستقدّم لأوكرانيا «عدداً صغيراً» من مدرّعات «ستورمر» المزوّدة بأنظمة دفاع جوي صاروخية من طراز «ستارستريك».

كما تنوي الحكومة الألمانية السماح بتوريد دبابات «غيبارد» المضادة للطائرات من مخزونات الصناعة الألمانية لأوكرانيا.

صواريخ زابوريجيا

وفي آخر التطوّرات الميدانية، أعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية «إنيرهاتوم»، أن «صاروخين حلّقا على ارتفاع منخفض مباشرة فوق المحطة النووية الضخمة في زابوريجيا، حيث توجد فيها 8 منشآت نووية، ما يهدد بوقوع كارثة نووية وإشعاعية حول العالم».

توتر في مولدوفا

إلى ذلك، وفي أحداث قد تتسبب بتوسع الحرب، أمر رئيس جمهورية ترانسنيستريا الانفصالية المعلنة من جانب واحد والموالية لموسكو، بتشديد الإجراءات الأمنية في هذه المنطقة المولدوفية المتاخمة لجنوب غرب أوكرانيا.

وبعد أيام من تصريح لجنرال روسي قال، إن السيطرة على جنوب أوكرانيا ضروري للقوات الروسية للوصول

إلى ترانسنيستريا، مما أثار مخاوف دولية من توسع الصراع، أعلنت السلطات الانفصالية في الساعات الأخيرة أنّ مقرّ وزارة الأمن العام في العاصمة تيراسبول تعرّض أمس الأول، لهجوم بقاذفات قنابل يدوية لم يسفر انفجارها عن إصابات.

كما أعلنت تعرض وحدة عسكرية انفصالية بالقرب من مدينة تيراسبول إلى «هجوم إرهابي» دون تقديم توضيحات، بينما أطاح انفجاران ببرجين إذاعيين من العصر السوفياتي.

وعبّر الكرملين عن قلق بالغ، وقال إن موسكو تتابع الأحداث عن كثب.

في المقابل، عقدت رئيسة مولدوفا مايا ساندو، أمس، اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الأعلى في بلادها لبحث التطورات.

ولروسيا وجود عسكري دائم في ترانسنيستريا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وتخشى أوكرانيا من استخدام المنطقة في شن هجمات روسية جديدة على أراضيها.

غوتيريش

في غضون ذلك، استقبل، أمس، الرئيس الروسي في الكرملين، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي دعا إلى وقف نار في أوكرانيا «في أقرب وقت وتهيئة الظروف لحل سلمي».

وكان غوتيريش قال خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي، إنه «رغم تعقيدات الوضع في أوكرانيا، من الممكن إقامة حوار جدي حول سبل العمل لتخفيف معاناة السكان وتخفيف آثار أزمة أوكرانيا على دول العالم».

بدوره، شدّد لافروف على ضرورة إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب.

وكان غوتيريش وصل موسكو آتياً من تركيا التي تحاول لعب دور الوسيط في هذا النزاع، وينتظر أن ينتقل بعد ذلك إلى كييف، حيث انتُقد كثيراً لاختياره زيارة موسكو قبل أوكرانيا.

وفي هجوم لم يتضح اذا كان مرتبطاً بحرب أوكرانيا هاجم مسلح ورضة أطفال في مدينة أوليانوفسك الروسية وفتح النار بطريقة عشوائية مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص بينهم طفلان قبل أن يقدم على الانتحار.

وتقع المدينة غرب روسيا وتشتهر بأنها مسقط رأس الزعيم الشيوعي فلاديمير إيليتش أوليانوف المعروف بـ«لينين».