غداة تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برد «سريع وصاعق» على أي تدخل خارجي في حرب أوكرانيا، حذر الكرملين أمس من أن شحنات الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا «تهدد الأمن» في القارة الأوروبية، بينما أشارت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس الى أن الحرب قد تستمر 5 سنوات.

وظهرت 3 مؤشرات إلى أن الحرب في طريقها الى التوسع، الأول: تزايد تدفق الأسلحة الغربية الثقيلة إلى أوكرانيا، وإمكانية أن تقوم موسكو باستهدافه، والثاني: تزايد الجرأة لدى أوكرانيا لقصف منشآت داخل الأراضي الروسية، والثالث: تواصل التوتر في جمهورية ترانسنيستريا المولدوفية المعلنة من جانب واحد، والموالية لموسكو، والتي تضم مخازن كبيرة من السلاح الروسي الموروث من زمن الاتحاد السوفياتي.

Ad

في السياق، اعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الميل لإغراق أوكرانيا بالأسلحة وخصوصا الثقيلة منها يعد تصرفا يهدد أمن القارة ويزعزع الاستقرار»، وذلك بعد ساعات على موافقة مجلس النواب الألماني بغالبية ساحقة على اقتراح بشأن تسليم أوكرانيا معدات عسكرية تشمل أسلحة ثقيلة، وبعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وصول أول دفعة مدافع من نوع هاوتزر إلى أوكرانيا، ودعوة جديدة من وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس لتسليم المزيد من الأسلحة الثقيلة وطائرات مقاتلة إلى كييف.

الهجوم على الأراضي الروسية

إلى ذلك، أكد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخاييلو بودولياك، أمس، أن «من حق» أوكرانيا ضرب أهداف عسكرية روسية، ملمحا بذلك إلى أن كييف قد تعمد إلى استهداف الأراضي الروسية، وذلك بعد أيام من الحرائق والانفجارات الغامضة التي تشهدها مدن روسية قريبة من أوكرانيا.

وأوضح بودولياك، في تغريدة، «روسيا تهاجم أوكرانيا وتقتل مدنيين، وستدافع أوكرانيا عن نفسها بكل الوسائل، بما يشمل ضربات على مخازن وقواعد للقتلة الروس. العالم يعترف بهذا الحق». واتهمت روسيا القوات الأوكرانية مرارا في الأسابيع الأخيرة بتنفيذ ضربات على الأراضي الروسية.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أمس، إن استهداف القوات الأوكرانية للوجيستيات روسية لعرقلة إمدادات الغذاء والوقود والذخيرة سيكون أمرا مشروعا بموجب القانون الدولي، لكن من غير المرجح استعمال أسلحة بريطانية بعيدة المدى في ذلك، وكانت روسيا اتهمت لندن بتحريض كييف على قصف أراضيها.

أسابيع صعبة

وعلى وقع استمرار القتال منذ 64 يوما بلا كلل، حذّر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف «من أن أمام البلاد أسابيع عصيبة جدا».

ولدى وصوله الى بوروديانكا في ضواحي كييف، حيث يتهم الأوكرانيون الروس بارتكاب فظاعات خلال احتلالهم المنطقة في مارس، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يقوم بأول زيارة له لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، أمام المباني المدمرة برفقة عسكريين أوكرانيين ومسؤولين من السلطات المحلية، «أتخيل عائلتي في أحد هذه المنازل، أرى أحفادي يركضون مذعورين. الحرب عبثية في القرن الحادي والعشرين وغير مقبولة».

وتوجه غوتيريش لاحقا إلى بوتشا، وهي ضاحية أخرى في العاصمة، حيث يتهم الأوكرانيون موسكو بارتكاب جرائم حرب، مضيفا: «حين نرى هذا الموقع الرهيب، أرى كم هو من المهم إجراء تحقيق كامل وتحديد المسؤوليات»، وأردف: «أدعو روسيا الى قبول التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية».

وقبل عودته إلى كييف حيث التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تابع غوتيريش زيارته لايربين، حيث كانت المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية دامية.

وقال أمام مبنى دمر جزئيا بسبب الحرب: «الجميع يجب أن يتذكر أمرا: المدنيون هم الذين يدفعون دائما الثمن الأعلى».

ووصل غوتيريش إلى أوكرانيا قادما من موسكو، حيث ناشد الرئيس الروسي وقف النار «في أقرب وقت ممكن».

الروبل في خيرسون

الى ذلك، قالت الإدارة الجديدة الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون جنوب أوكرانيا إن المقاطعة لن تعود مجددا إلى أوكرانيا أبدا.

وقال أحد المسؤولين الجدد الموالين لروسيا، ويدعى كيريل ستريموسوف: «فكرة عودة خيرسون مجددا إلى أوكرانيا التي صارت نازية غير واردة»، مبينا انه لن يكون هناك استفتاء على مستقبل المقاطعة.

وأعلنت الإدارة الموالية لروسيا في المقاطعة انه سيتم التعامل بالروبل الروسي كعملة رسمية اعتبارا من الأحد. وقال الجيش الأوكراني إن «المحتلين ألقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين أوكرانيين كانوا يهتفون خيرسون هي أوكرانيا»، مضيفا أن عددا من المتظاهرين «جرحوا واعتقلوا».

وتقول السلطات المحلية إن روسيا عيّنت رئيس بلدية خاصا بها لخيرسون، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية لروسيا، لأنها توفر جزءا من الرابط البري بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا 2014 والمناطق الانفصالية المدعومة من روسيا في الشرق.

وزعمت روسيا انها اعترضت عدة صواريخ أوكرانية تم إطلاقها ليل الأربعاء ـ الخميس في منطقة خيرسون.

الى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن موسكو تعتبر ما حدث في جمهورية ترانسنيستريا المولدوفية الانفصالية الموالية لروسيا عملا إرهابيا، وتدعو إلى تحقيق موضوعي في الحادث.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تصريح صحافي، «نشعر بالقلق من تصاعد التوتر في ترانسنيستريا، حيث وقعت في الأيام الأخيرة عدة حوادث قصف وتعد على المرافق الاجتماعية ومرافق البنية التحتية، ونعتبر هذه الأعمال إرهابية تهدف إلى زعزعة استقرار الوضع في المنطقة، كما نتوقع تحقيقا شاملا وموضوعيا في جميع ملابسات ما حدث».

كذلك أعربت زاخاروفا عن إدانة روسيا لمحاولات إقحام ترانسنيستريا فيما يحدث بأوكرانيا.

وشهدت ترانسنيستريا 4 هجمات خلال الأسبوع، استهدف إحداها مبنى وزارة أمن الدولة في الجمهورية غير المعترف بها، ووقع هجوم آخر بالقرب من وحدة عسكرية في قرية باركاني، بينما استهدف هجوم ثالث برجا للبث التلفزي والإذاعي بالقرب من قرية ماياك، كما رصد اطلاق نار قرب مستودع كبير للذخيرة منذ ايام الاتحاد السوفياتي.

وزعم قيادي انفصالي موالي لروسيا في جمهورية لوغانسك شرق أوكرانيا يدعى فيتالي كيسيليوف أن كييف تريد الحصول على الذخيرة من المخازن الموجودة في جمهورية ترانسنيستريا لأن السلاح الغربي «لا يتطابق دائما مع عيار الأسلحة المستخدمة في أوكرانيا»، داعيا الى تدمير الذخائر.

مؤيدو «الناتو» يتزايدون في فنلندا والسويد

أظهرت نتائج استطلاع للرأي في فنلندا، نشرته صحيفة «هيليسنغن سانومات»، أمس،

أن 65 في المئة من سكان فنلندا يؤيدون انضمام بلادهم إلى حلف الناتو، بزيادة 6 نقاط مئوية مقارنة مع نتائج استطلاع أجري في بداية أبريل الجاري.

وبحسب الاستطلاع عارض 13 في المئة الانضمام إلى الحلف، أما 22 في المئة فامتنعوا عن الإجابة.

وأظهرت نتائج استطلاع عقد أخيراً في السويد أن عدد مؤيدي الانضمام إلى «الناتو» ازداد من 51 في المئة في مارس الماضي إلى 57 في المئة في أبريل الجاري، وهو المؤشر الأعلى لدعم الفكرة.

ويرتبط الجيش السويدي بعلاقات قوية مع «الناتو»، وأحيانا يشترك في التدريبات. والآن، من المعتقد أن السويد ستتقدم بطلب رسمي للانضمام للحلف منتصف مايو. ويتعين أن يحظى أي قرار بتوسيع الحلف بموافقة جميع الدول الـ30 الأعضاء.

وقالت زعيمة المعارضة اليسارية في السويد، نوشي دادجوستار، أمس، إنه يجب منح السويديين الفرصة للتعبير عن آرائهم بشأن تلك الخطوة.

وأضافت دادجوستار التي يعارض حزبها الانضمام، إن قراراً حاسماً من هذا النوع يتطلب دعماً واسع النطاق، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال استفتاء عام.

ويقول خبراء إنه من غير المرجح أن يتوافر وقت لإجراء استفتاء، في ظل ضغط الوقت، وحقيقة أنه من المرجح أن ترغب الأحزاب الحاكمة في تسوية مسألة الانضمام للناتو قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل.

وقال الأمين العام لـ «الناتو» ينس ستولتنبرغ، أمس» القرار يعود الى فنلندا والسويد فيما إذا قررتا التقدم بطلب الانضمام، وسيكون مرحبا بهما ترحيبا كبيرا في الحلف».

وأوضح أن القوات المسلحة في فنلندا والسويد تطابق معايير الحلف، الذي عمل مع كلا البلدين في مهمات وعمليات عسكرية مختلفة.