هجوم روسيا شرق أوكرانيا «متأخر أياماً»

واشنطن تقلل من التهديدات النووية… واستراتيجية إضعاف موسكو تهدد بحرب عالمية

نشر في 01-05-2022
آخر تحديث 01-05-2022 | 00:05
مدفعية من طراز «هاوتزر» يتم شحنها من قاعدة عسكرية بكاليفورنيا لتسليمها إلى القوات الأوكرانية (رويترز)
مدفعية من طراز «هاوتزر» يتم شحنها من قاعدة عسكرية بكاليفورنيا لتسليمها إلى القوات الأوكرانية (رويترز)
واصلت القوات الأوكرانية قتالها لصد المحاولات الروسية للتقدم في الجنوب والشرق، حيث يسعى الكرملين للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية في البلاد، وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى لـ "أسوشييتد برس" أمس، إن "هجوم موسكو يسير أبطأ بكثير مما كان مخططاً له".

ومع دخول العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، أمس، يومها الـ 66، أصبح الحصول على صورة كاملة للمعركة الجارية في الشرق أمراً صعباً بسبب الضربات الجوية والقصف المدفعي التي جعلت تنقل الصحافيين أمراً بالغ الخطورة، كما فرضت كل من أوكرانيا والانفصاليون المدعومون من موسكو قيوداً مشددة على الإبلاغ من منطقة القتال.

لكن حتى الآن، يبدو أن القوات الروسية والقوات الانفصالية لم تحقق سوى مكاسب طفيفة.

وقال المسؤول الدفاعي الأميركي، إن الروس "متأخرون عدة أيام عن المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه أثناء محاولتهم تطويق القوات الأوكرانية في الشرق، ونعتقد أنهم يواصلون تهيئة الظروف لهجوم مستمر أوسع وأطول".

أضاف: "بينما تحاول القوات الروسية التحرّك شمالاً خارج ماريوبول حتى تتمكن من التقدم على القوات الأوكرانية من الجنوب، كان تقدمها بطيئاً وغير منتظم وبالتأكيد ليس حاسماً".

وقدمت وزارة الدفاع البريطانية تقييماً مشابهاً، قائلة إنها تعتقد أن "القوات الروسية تعاني على الأرجح ضعف الروح المعنوية إلى جانب الافتقار إلى المهارات على مستوى الوحدة والدعم الجوي غير المتسق، وأُجبرت على الاندماج وإعادة انتشار الوحدات المستنزفة والمتباينة من التقدم الفاشل في شمال شرقي أوكرانيا".

في غضون ذلك، واصلت القوات الروسية ضغوطها على المناطق الشرقية والجنوبية خصوصاً حول خاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد حيث تحاول تعزيز سيطرتها بأي ثمن، رغم "الانتكاسات الميدانية" التي تحدثت عنها كييف.

في المقابل، تمكن الجيش الأوكراني من استعادة بلدة لوزوفا "الاستراتيجية"، بعد نحو شهرين على وقوعها بيد الاحتلال الروسي في شمال خاركيف في الشرق الأوكراني.

واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع في هذه المنطقة الشمالية الشرقية حيث أعادت القوات الروسية تركيز هجومها "صعب". لكنه أضاف أن "جيشنا يحقق نجاحات تكتيكية".

المساعدات العسكرية

ويبدو أن النجاحات العسكرية لأوكرانيا ضد روسيا، استطاعت تغير الحسابات في واشنطن وعواصم غربية أخرى، مما أدى إلى زيادة حادة في المساعدة العسكرية لكييف، حتى تحوّلت الحرب من جهود غربية لصد الغزو الروسي إلى "فرصة استراتيجية لتقيد طموحات موسكو التوسعية"، كما تقول "وول ستريت جورنال".

وترى الحكومات الغربية احتمالاً واقعياً للنجاح الأوكراني الذي يدفع روسيا بعيداً عن الأراضي الأوكرانية، ويردع موسكو عن الاستيلاء على أراض أخرى في المستقبل، مما يمثل انتصاراً استراتيجياً للغرب.

إلى ذلك، قال مسؤول دفاعي أميركي كبير أمس، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هناك تهديداً باستخدام روسيا للأسلحة النووية على الرغم من التصعيد الأخير في خطاب موسكو.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته للصحفيين: "نواصل مراقبة قدراتهم النووية كل يوم بأفضل ما نستطيع ولا نرى أن هناك تهديداً باستخدام أسلحة نووية ولا يوجد تهديد لأراضي حلف شمال الأطلسي".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن على الغرب ألا يقلل من شأن المخاطر المتزايدة لنشوب صراع نووي.

من ناحيته، ذكر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هذا الأسبوع، أنه لا يتوقع أن تدفع أي إخفاقات عسكرية روسية أخرى في أوكرانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية هناك، قائلاً، إن الرئيس الروسي لديه مجال للمناورة وإنهاء الصراع.

في المقابل، حذّرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية من أن استراتيجية إضعاف روسيا، التي اختارتها الإدارة الأميركية الحالية، قد تؤدي إلى تحوّل الأزمة الأوكرانية إلى حرب عالمية.

وبحسب المجلة، يعبر عدد من الخبراء عن مخاوفهم من أن الغرب بفعله ذلك "لا يترك أمام بوتين أي خيار سوى الاستسلام، أو مضاعفة جهوده العسكرية، ما يزيد من احتمالية توسيع حربه إلى خارج أوكرانيا".

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع "وكالة أنباء الصين الجديدة" (شينخوا) نشرت أمس، أن غزو أوكرانيا "يسير وفق الخطة"، داعياً "الناتو" والولايات المتحدة إلى الكف عن مد كييف بالأسلحة.

وأكد أن أي شحنات أسلحة على الأراضي الأوكرانية هدف مشروع لقوات بلاده.

وقال إن رفع العقوبات المفروضة على روسيا جزء من مفاوضات السلام بين موسكو وأوكرانيا التي قال إنها "صعبة" لكنها مستمرة يومياً، مشيراً إلى أن "أجندة المحادثات تشمل، من بين أمور أخرى، قضايا التخلص من النازيين والاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة ورفع العقوبات ووضع اللغة الروسية".

وفي معرض جوابه عن سؤال حول الاتهامات الغربية لروسيا بخرق ميثاق الأمم المتحدة قال لافروف: "رأيت رسالة مثيرة للاهتمام من الشرق الأوسط مع نصائح حول كيفية تهدئة أولئك الذين لا يستطيعون النوم بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وهذه النصائح هي أولاً، تخيلوا أن هذا يحدث في إفريقيا أو الشرق الأوسط، وثانياً، أوكرانيا هي فلسطين، وثالثاً روسيا هي الولايات المتحدة".

وفي سياق آخر، قال فلاديمير يرماكوف مدير إدارة منع الانتشار والحد من التسلح بوزارة الخارجية الروسية، إن الحوار بين بلاده وواشنطن حول الاستقرار الاستراتيجي "جُمّد رسمياً"، مشيراً إلى أنه "يمكن استئنافه هذه الاتصالات بمجرد اكتمال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا".

كيم جونغ أون يلوّح بـ «النووي الاستباقي»

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خلال اجتماعه بقيادة الجيش الكوري الشمالي، إن بلاده يمكن أن تستخدم السلاح النووي "بشكل استباقي"، بعد أن لوَّح عدة مرات باستخدام هذا السلاح منذ بدء حرب أوكرانيا.

وأكد أنه على بيونغ يانغ أن تواصل تطوير ترسانتها لتمتلك "قوة عسكرية ساحقة لا يمكن لأي قوة في العالم أن تستفزها"، مشددا على أن ذلك هو "طوق النجاة الذي يضمن أمن بلدنا".

وخلال عرض عسكري كبير في 25 أبريل، قال كيم جونغ إنه قد يلجأ إلى الأسلحة النووية إذا تعرضت "المصالح الأساسية" لكوريا الشمالية لأي تهديد. وبهذه المناسبة عرضت أقوى صواريخ بالستية عابرة للقارات.

وذكرت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، أن بلادها على علم ‏بالتقارير التي تفيد بأن كوريا الشمالية مستعدة لإجراء تجربة نووية، معتبرة ذلك الفعل انتهاكا للقانون الدولي.‏

ويرى محللون أن تصريحات الزعيم الكوري الشمالي قد تكون موجهة إلى الرئيس الكوري الجنوبي الجديد المحافظ يون سوك-يول، الذي سيتولى مهامه في 10 مايو الجاري، وكان قد وعد باتخاذ موقف أكثر صرامة في مواجهة استفزازات الشمال.

فساد ووحشية

من ناحيته، اتهم الناطق باسم "البنتاغون" جون كيربي، الرئيس الروسي بـ"الفساد والوحشية والانحراف" في الطريقة التي تتصرف بها قواته في أوكرانيا. أَضاف: "من الصعب مشاهدة بعض الصور وتصوّر أن زعيماً جاداً يفعل ذلك".

وقال كيربي الذي توقف للحظات متأثراً، أن "الحرب الروسية هي من النوع الأكثر برودة وانحرافاً، ولا أعتقد أننا ندرك تماماً الدرجة التي سيصل إليها هذا النوع من أعمال العنف والقسوة".

وبينما أعلنت الولايات المتحدة انها بدأت بتدريب جنود أوكرانيين في ألمانيا وأماكن أخرى على كيفية استخدام المعدات العسكرية، جدّدت الخارجية الأميركية دعوة رعاياها للامتناع عن السفر إلى أوكرانيا، بعد أن لقي الشاب الأميركي جوزيف كانسل (22 عاماً)، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية، حتفه أثناء قتاله ضد القوات الروسية في أوكرانيا حسب أفراد من عائلته.

مجموعة العشرين

دبلوماسياً، وبينما دعا الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو نظيريه الروسي والأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة مجموعة العشرين G20 المقرر عقدها في نوفمبر في إندونيسيا، قالت الولايات المتحدة إنها ترفض التعامل مع بوتين "وكأن شيئاً لم يحدث" ورأت أنّ العالم لا يمكنه التعامل مع بوتين كالمعتاد.

لافروف تخيلوا أن أوكرانيا هي فلسطين وروسيا هي الولايات المتحدة
back to top