في خطوة قد تحرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تبنّت كتائب «شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة فتح الهجوم المسلح على مستوطنة أريئيل أكبر مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل أحد حراسها الإسرائيليين، والذي تزامن مع إحياء «يوم القدس» الذي تنظمه إيران.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو لشاب ملثم بالكوفية الفلسطينية ومن خلفه صورة لياسر عرفات وشعار كتائب حركة فتح، التي يقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يتلو بياناً مكتوباً يعلن فيه مسؤولية جماعته عن هذه العملية المسلحة.

Ad

وبعد ساعات على تجدد الصدامات في حرم المسجد الأقصى، الذي يشهد توترات منذ أسابيع، أعلن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الإسعاف أن حارساً في العشرين من عمره كان متمركزا عند مدخل مستوطنة أريئيل قُتل ليل الجمعة- السبت برصاص مهاجمَين لاذا بالفرار في سيارة.

وعقب اجتماع لتقييم الموقف لقيادة اللواء الأوسط بالجيش الإسرائيلي، فرضت وحدات من قوات النخبة والشرطة وجهاز الأمن العام «الشاباك» حصارا على مدينة سلفيت جنوب مدينة نابلس، وشرعت في عمليات تمشيط واسعة شملت عدة بلدات بالضفة الغربية المحتلة اعتقلت خلالها فلسطينيين يشتبه في تورطهم بأنشطة عسكرية في مخيم بلاطة ووادي برقين، والعثور في منازلهم على أسلحة وذخائر. ولم يتمكن الجيش الاسرائيلي من القبض على المهاجمَين.

ولاحقاً، اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية قوات الاحتلال بقتل الشاب يحيى عدوان برصاصة في الصدر خلال مواجهات اندلعت مع عشرات الشبان الفلسطينيين عند مدخل بلدة عزّون شرق قلقيلية، حيث أطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز، مما أدى أيضاً إلى عدد من الإصابات.

وقال المتحدث باسم حركة «حماس» حازم قاسم، إن عملية مستوطنة أريئيل تؤكد أن «الثورة تشتعل في كل الضفة، وأن الشباب الثائر يصر على طرد الاحتلال واقتلاع مستوطنيه».

وأكد قاسم أن حركته ستقدم «دعماً وإسناداً لكل حالات الفعل النضالي ضد هذا الاحتلال»، مضيفا أن «العملية تطبيق عملي لإعلان الشعب الفلسطيني أن القدس خط أحمر».

من جهتها، باركت حركة الجهاد العملية، وقال المتحدث باسمها طارق عزالدين إن «العملية تثبت من جديد فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية».

وكانت صدامات جديدة بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية أدت إلى سقوط 42 جريحا الجمعة في حرم المسجد الأقصى الذي يشهد توترات منذ أسابيع. وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن 22 منهم نقلوا إلى مستشفى محلي.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها دخلت باحة المسجد بعدما ألقى «مثيرو شغب» حجارة ومفرقعات بما في ذلك باتجاه حائط البراق، مكان الصلاة المقدس لدى اليهود.

وأكدت أن عناصرها استخدموا «وسائل تفريق الشغب» لاحتواء الاضطرابات.

وأفاد شهود ومراسلون بأن الشرطة أطلقت قنابل غاز مسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وأشاد حزب الله اللبناني أمس بالعملية، معتبراً أنها «تؤكّد تصميم الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال وتحقيق النصر الكامل الذي بات قريباً».