بداية أتقدم إلى مقام حضرة صاحب السمو وولي العهد بأسمى آيات التهاني والتبريكات، وإلى الشعب الكويتي، وجميع القاطنين من مواطنين ومقيمين بحلول عيد الفطر المبارك، أعاده المولى علينا جميعاً بالخير واليمن والبركة، ويسرني أن أنقل إليكم مشاهداتي وتأملاتي في شهر رمضان المبارك في نقاط:١. اتسم رمضان هذا العام بالعودة إلى الحالة الطبيعية والتعافي التام بعد أن توّج الشهر الكريم بإزالة كل الإجراءات الاحترازية التي ترتبت على جائحة كوفيد ١٩، ونحمد الله على ما كان، ونترحم على كل مَن فقدنا في هذا الظرف الاستثنائي العصيب الذي عاشه العالم من أقصاه إلى أقصاه.
٢. لفت نظري هذا التعطش الواسع من جميع أطياف المجتمع للمساجد والاعتكاف وأداء العمرة والتواصل العائلي والاجتماعي، والمشاركة في المشاريع التنموية والإنسانية كانت شواهد تعكس أصالة هذا المجتمع وخيرية أبنائه، وأن الفطرة المحافظة متجذرة في هويتنا وسمات بلدنا.٣. على الرغم مما شاب الساحة الفنية والإعلامية من جدل حول المعروض في القنوات والشاشات، وظهور عدد من الأعمال الفنية تحاول صناعة صورة متوهمة عن المجتمع الكويتي، وتجعل من الشاذِ سائداً في نظر المتابعين والمشاهدين، فإنّ المجمل الأغلب من الأعمال الرمضانية، خاصة في قنوات تلفزيون الكويت، كانت متوافقة مع روح الشهر وخصوصيته الدينية والاجتماعية.٤. لاحظت في صلوات التراويح والقيام الجهد الذي قامت به وزارة الأوقاف مشكورة لإضفاء أجواء إيمانية وتضافر الجمعيات التعاونية والأهالي وعدد من الجمعيات الخيرية في توفير خدمات للمصلين والمعتكفين وأنشطة ثقافية ومسابقات قرآنية ساهمت في استعادة المسجد حضوره ورمزيته في حياتنا ولأجيالنا، وكان لافتاً الفرصة التي أتاحتها لأبنائنا حفظة كتاب الله وتشجيعهم على الإمامة في صلوات التراويح والقيام مع عدد من القراء الذين تميّزوا بإجادتهم وأصواتهم الندية، وصار لدينا جيل وافر منهم يمثلون قدوات مُلهمة للشباب.٥. على الرغم من سخونة الحالة السياسية، فإن التواصل الاجتماعي لم ينقطع بين مختلف الأطياف، وقد أكد ذلك رسالة بالغة الأهمية، هي أننا أبناء وطن يجمعنا الحرص على استقراره وازدهاره، وأن ما يجمعنا أكثر مما يفرّقنا، وأن القنوات مفتوحة دائماً للمراجعة والحوار، وهذه حالة في تقديري لن تجدها إلا في الكويت التي تتميز بالانفتاح الإيجابي، والقدرة على تصويب المسار مهما كان مستوى الإشكال أو درجة الاختلال.٦. قد تكون إجازة العيد فرصة إضافية لنا جميعاً لالتقاط الأنفاس والاستعداد لمواجهة استحقاقات المرحلة القادمة، ينتظرنا الكثير من الأماني والتطلعات التي يترقبها الشباب وجميع أبناء المجتمع الكويتي، ومازالت لدينا فرصة لتحقيق نجاحات في ملفات مزمنة نأمل أن يسعفنا الوقت للمضيّ فيها، ولعل أهمها تقديم قانون إصلاح منظومة التعليم الذي انتهت منه فرق العمل الفنية باللجنة التعليمية نسعى لطرحه بعد العيد، وفي الجعبة الكثير.اللهم تقبّلنا واقبل منّا، يا رب أكرمنا ولا تحرمنا، وكل عام وأنتم بألف خير.«Catalyst» مادة حفازة: شهر الطاعات + شهر المغفرة = تنزُّل الرحمات
أخر كلام
حوار كيميائي: من وحي الشهر!
01-05-2022