ضمن إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أصدر للدكتور سليمان الشطي كتاب "المسرح في الكويت 1924 - 2000"، وجاء الكتاب في 223 صفحة، حيث اصطحب د. الشطي القارئ في رحلة ثرية ذات منهجية واضحة ومتسلسلة عن تاريخ المسرح الكويتي، سلطت الضوء على زوايا مهمة بهذا المجال بأسلوب مشوق يهم القارئ والباحث في هذا المجال.

وفي مقدمة الكتاب عبّر د. الشطي عن المسرح وما يمثّله له من أهمية ومكانة، فكتب "وبقي الحب القديم للمسرح ساكنا، له حق عليّ وفاء للمتعة الرفيعة والرفقة الرائعة مع الوسط المسرحي الذي جاورته عضوا في فرقة مسرح الخليج العربي، والود ممتد متصل بحبل متين مع فنانين المسرح في الحقبة التي عاصرتها، ثم توثّقت العلاقة بالمتابعة الأكاديمية، فدرست المسرح في مقرر جامعي، وكنت فردا من الذين واكبوا الحياة الأكاديمية المسرحية، حينما عاصرت إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية، وسعدت متشرفا بعضوية إدارته مدة امتدت إلى ربع قرن، وكنت حاضرا ومشاركا في اختبارات المعهد النظرية والعملية، وتوّج هذا باختيار في مرحلة احتاج المعهد إلى مساهمتي المباشرة، فكلّفت بتولي عمادته لمدة وجيزة".

Ad

وأضاف "كل هذا جميل، ولكن الأجمل والأبهى، والأحق بالذكر، هو تلك المتعة الرائعة التي حققها هذا الفن الرفيع بالباهر من عروضه، وبالعميق من نصوصه الذي كنت استكمل متعتي بقراءة نصوصه الخالدة، منذ الانبثاق الساحر في المسرح اليوناني حتى العصر الحديث، ولم يغب عنّي ما توافر من نصوص عربية مطبوعة يرفد هذا متابعة شوق آسر لكل أخبار الفن المسرحي والدراسات المتعلقة به، قرأت، وكتبت، وناقشت، وكنت في كل الحالات سعيدا".

وبيّن د. الشطي في كلمته، وقال: "لهذا كله جاء الكتاب، يستكمل ما سرت فيه من كتابة للتاريخ الأدبي، مؤرخا للمسرح، محاولا، أن أوفر فكرة مناسبة لكل ما أحاط بالنشاط المسرحي منذ المحاولة التربوية الأولى على يد الشيخ عبدالعزيز الرشيد، ثم رواد التعليم في الثلاثينيات والأربعينيات، متابعات التطورات الإدارية والفنية والعروض والفرق، متوقفا عن الرواد والمبدعين، مشيرا إلى أهم العروض والنصوص، مستقصيا ما أمكنني، مستعينا بالمصادر المتوافرة، ويأتي في مقدمتها المجلات، ومن أهما مجلة "البعثة" ومن بعدها "الرائد" اللتان غطيتا مراحل المسرح الأولى، وصولا إلى الكتب التي أصدرتها الفرق المسرحية توثيقا لمسيرتها والكتيبات المرافقة للمناسبات والعروض وغيرها، ويرفد هذا كله معايشتي المباشرة للنشاط المسرحي طوال هذه الحقبة.

فضل كبير

وقال د. الشطي: "يأتي التوقف عند فضل من بادر من الباحثين في خوض هذا الغمار، فوفر مادة وسهل ما كان عسيرا، وفي المقدمة أذكر جهود د. محمد حسن عبدالله، الذي قدم عددا من الكتب في هذا المجال في مقدمتها كتابة "الحركة المسرحية في الكويت"، وفي محاذاته يقف مؤرخ الحركة الأدبية في الكويت العزيز المرحوم خالد سعود الزيد في كتابه الجامع "المسرح في الكويت"، وانضم إلى الركب الباحث د. سيد علي إسماعيل وبخاصة في كتابيه "وثائق مركز الدراسات المسرحية في الكويت"، و"قراءة في تاريخ المسرح في الكويت". ولا يمكن في هذا المقام إلا أن نذكر جهود د. إبراهيم عبدالله غلوم الذي أثرى المكتبة المسرحية بكتاباته المسرحية. ويبقى لديّ ذكر خاص للصديق صالح الغريب الذي حفل وسجل مادة وفيرة عن المسرح في الكويت لا يمكن أن يستغني عنها أي باحث، ولقد منها فوائد كثيرة أذكرها ممتنا، ولن أنسى فضل الأستاذ علاء الجابر، فبعد معاناة خضتها في توثيق مسرح الطفل، وكنت متشككا وحائرا في بعض المعلومات التي بين يدي، فجاءت هديته المتمثلة في كتبه الثلاثة عن مسرح الطفل، فوثقت ما وصلت إليه، وقد أشاع في نفسي بعض الاطمئنان. وأذكر شاكرا د. عادل العبدالمغني الذي استفدت من مؤلفاته توثيقا ومن مناقشاته تحفيزا ومثابرة".

وذكر د. الشطي أنه عزز الكتاب ببعض الصور مصدرها مراجع المادة المسرحية التي تمت الاستفادة منها، وختم كلمته "ويبقى فضل كبير لأخي عبدالعزيز السريع الذي حملته عبء قراءة فصول هذا الكتاب فصلا فصلا، وجاءت تعليقاته مراجعاته وتصويباته لتقيل عثرات كانت تحتاج إلى عين حصيفة وعارفة بتاريخ المسرح في الكويت. لأجد في رصيدي كلمات توفيه حقه، فأقول له ولكل الأعزاء الذين سبقوني في الكتابة عن المسرح في الكويت "لا خَيلَ عندَك تُهديها وَلا مالُ .... فَليُسعِد النُطقُ إِن لَم تُسعد الحالُ".

يذكر أن الكتاب يتضمن 7 فصول، الفصل الأول: المرحلة الأولى... عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين"، الفصل الثاني: الأربعينيات والخمسينيات، الفصل الثالث: مؤسسات المسرح... من الوعي إلى التنفيذ، الفصل الرابع: مرحلة الازدهار 1962 – 1980، الفصل الخامس: أعلام السبعينيات والثمانينيات... سليمان الخليفي، وخالد عبداللطيف رمضان، ومهدي الصايغ، وحسن يعقوب العلي، وسليمان الخزامي، والفصل السادس المسرح في الربع الأخير من القرن العشرين، والفصل السابع مسرح الطفل، والوعي النظري والمتابعة النقدية، طبع وترجمة النصوص المسرحية، وأهدى د. الشطي الكتاب إلى عبدالعزيز السريع وكتب "هدية للصديق وتحية للفنان".

فضة المعيلي