مع وصول رئيس وزراء باكستان شهباز شريف للإمارات في ثاني زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في 11 أبريل الماضي، أعلنت الرياض أمس دعمها لحكومة إسلام آباد والإصلاحات الاقتصادية فيها، مشيرة إلى إمكانية رفع وديعتها لدى بنكها المركزي البالغة 3 مليارات دولار أو زيادة أجلها، بالإضافة إلى تمديد اتفاقية تمويل صادرات منتجات النفط الخام والمشتقات النفطية.

وفي بيان مشترك بعد زيارة شهباز شريف للمملكة، أكدت السعودية وباكستان أهمية تعزيز العمل من خلال مجلس التنسيق الأعلى، وتنويع التجارة البينية، وتكثيف التواصل بين القطاع الخاص لبحث الفرص التجارية.

Ad

واتفق الجانبان على تعميق ورفع وتيرة التعاون الاستثماري، وتحفيز الشراكات وتمكين فرص التكامل الاستثمارية بين القطاع الخاص، كما اتفقا على تضافر الجهود لتطوير البيئة الاستثمارية المحفزة، ودعم عدد من القطاعات الاستثمارية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز وتطوير التعاون في قطاعي الصناعة والتعدين، بما يخدم مصالحهما الاستراتيجية وفق رؤية قيادتي البلدين الهادفة لتوثيق أواصر التعاون بينهما.

وعبرا عن عزمهما عقد منتديات استثمارية لتعريف قطاعات الأعمال من الجانبين على الفرص المتاحة وحثها على عقد الشراكات في المجالات الاستثمارية المختلفة، والعمل المشترك على حل التحديات التي تواجه المستثمرين فيهما من خلال استمرار عقد اجتماعات مجلس الأعمال السعودي- الباكستاني.

وأكدا أهمية التعاون بين البلدين بشأن الفرص التي توفرها برامج التحول الاقتصادي التي تشهدها المملكة ضمن إطار رؤية المملكة 2030، والاستفادة من الخبرات والقدرات الباكستانية المتميزة في عدد من القطاعات، بما يحقق المنفعة المتبادلة على اقتصاد البلدين.

كما اتفقا على تعزيز التعاون الإعلامي بينهما، وبحث فرص تطوير التعاون في مجالات الإذاعة والتلفزيون ووكالات الأنباء، وتبادل الخبرات والتنسيق بما يخدم تطوير العمل الإعلامي المشترك.

قضايا دولية

وناقش الجانبان تطورات القضية الفلسطينية، وشددا على أهمية الحفاظ على وضع القدس والطابع الإسلامي للقدس الشريف لدى الأمتين العربية والإسلامية، وتحقيق السلام الشامل والعادل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي الشأن السوري، أكد الجانبان أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية يحقق تطلعات الشعب ويحافظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها، مشددَين على ضرورة الحد من التدخلات الإقليمية في الشأن السوري التي تهدد أمن واستقرار البلاد ووحدة أراضيها وتماسك نسيجها الاجتماعي، وضرورة دعم جهود المبعوث الأممي الخاص بسورية، وضرورة دعم استقرار العراق ووحدة أراضيه.

ورحبت السعودية بما أكده شهباز شريف من الحرص على «حل جميع الخلافات العالقة مع الهند بما في ذلك نزاع جامو وكشمير». واتفقا على ضرورة منع استخدام الأراضي الأفغانية ملاذاً للجماعات الإرهابية. وعبر الجانبان عن أملهما وصول الجانبين الروسي والأوكراني إلى حل سياسي ينهي الحرب بينهما.

قصر الشاطئ

وفي الإمارات، بحث شريف أمس مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، في قصر الشاطئ، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية.

وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية، بأن الجانبين بحثا «العلاقات التاريخية وسبل تعزيزها وتوسيع آفاقها في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك».

وأكد ولي عهد أبوظبي أن «الإمارات تدعم أي خطوة على طريق السلام والاستقرار بالمنطقة من منطلق نهجها الثابت في العمل من أجل السلام والتعاون في العالم».

وأشاد بن زايد بالعلاقات التاريخية مع باكستان والمساهمات القيمة لجاليتها في المسيرة التنموية الناجحة لدولة الإمارات.

وتحدث شريف، خلال اللقاء، عن «دعم الإمارات الكبير لباكستان في المجال التنموي»، مبديا حرصه على «تعزيز العلاقات مع الإمارات في مختلف المجالات، والتشاور وتبادل وجهات النظر معها حول التطورات والمستجدات في المنطقة والعالم».

واقعة الحرم

في هذه الأثناء، علّق رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان على محاولة الاعتداء على وفد شهباز شريف منذ أيام في المدينة المنورة، بقوله: «تم فرض مجموعة من المحتالين على باكستان، وصدر قانون المصالحة الوطنية من خلال مؤامرة أجنبية، وبالتالي فإن ما حدث في المسجد النبوي كان نتيجة أفعالهم».

ووسط هتافات مؤيدة وأخرى منددة، ردد زائرون للحرم يزعم أنهم ينتمون إلى حزب خان «حركة الإنصاف» هتافات مناهضة لوفد شريف داخل المسجد النبوي وانتشرت مقاطع مصورة توثق محاولة الاعتداء.

وعقب الواقعة، غردت وزيرة الإعلام مريم أورنجزيب، بآية قرآنية، تعبيراً عن معارضتها لما حدث. غير أن رئيس حركة الإنصاف قال إنه عندما وقع الحادث، كان أعضاء الحركة مشغولين بـ «الأدعية» في جميع أنحاء العالم.

ووصف خان، الذي استقال مع أكثر من 100 مشرع بالبرلمان ينتمون لحزبه بعد خسارته تصويتاً بحجب الثقة، حادثة المسجد النبوي بأنها «رد فعل الشعب».

وقال أسطورة الكريكت، الذي اتهمته المعارضة بسوء إدارة الاقتصاد والحكم والعلاقات الخارجية، «نحن لا نطلب من الناس أن يتظاهروا، هؤلاء من العامة وعبروا عن احتجاجهم لأنهم يعانون الألم والغضب، ومع ذلك، يمكنني أن أتحدى أنهم (وفد شريف) لن يتمكنوا من إظهار وجوههم في أي مكان عام».

ولاحقاً، أعلن خان، في بيان مصور أمس الأول، عن مسيرة حاشدة لحركة الإنصاف مناهضة لحكومة شريف باتجاه إسلام آباد في الأسبوع الأخير من مايو الجاري.