اندلع سجال بين حركة حماس الإسلامية، والحركة الإسلامية الجنوبية، وهي منظمة مستوحاة من حركة الإخوان المسلمين، ولديها 4 نواب في «الكنيست» الإسرائيلي، حول إسرائيل والاعتداءات الأخيرة في المسجد الاقصى.

وشنّ رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، يحيى السنوار، هجوماً لاذعاً على زعيم الحركة الإسلامية الجنوبية رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، ووصفه بـ «أبو رغال»، وهو شخصية عربية قبل الإسلام تعتبر رمزا للخيانة.

Ad

وتوجّه السنوار لعباس بالقول «إن تشكيلكم شبكة أمان لهذه الحكومة التي تأخذ القرار باستباحة الأقصى هو جريمة لا يمكن أن تُغفر لكم. حقيقة أنك تتصرف كغطاء أمان لهذه الحكومة هي جريمة لن تغفر لك أبدا. إنك ترفض دينك وهويتك العربية وهويتك الوطنية».

وأضاف: «أن يقول عربي إن هذه دولة يهودية هو ذروة الانحطاط. حققت إنجازات قليلة للمجتمع العربي مقابل استباحة الأقصى؟».

وردّ عباس على زعيم «حماس» قائلاً: «نحن لسنا مدينين للسنوار أو لأي أحد بشيء، نحن نفعل ما هو خير للمجتمع العربي وللشعب الفلسطيني، ونعتقد أن حوار الشراكة سيعزز السلام بين الشعوب».

وقال في مقابلة: «نحن نرى أن العملية التي نقودها داخل دولة إسرائيل، الشراكة والحوار والتسامح، ستعزز السلام الشامل بين شعب إسرائيل والشعب الفلسطيني».

وأضاف عباس: «لا ندين له بشيء. نحن نتخذ قراراتنا هنا، في مؤسساتنا. سنطلب النصيحة من جميع أفراد المجتمع العربي… ولن يملي علينا أحد ما يمكننا أو لا يمكننا فعله».

وقال مسؤولون في القائمة الموحدة لهيئة البث الإسرائيلية (كان) إن خطاب السنوار كان «تحريضاً» ضد الحزب. وأضافوا: «لن نصغي إلى أي مواعظ من السنوار. هو سيتعامل مع غزة، ونحن سنتعامل مع عرب إسرائيل».

مع ذلك، أفادت تقارير بأن مسؤولين في الحركة الإسلامية استاؤوا من دخول عباس في مواجهة مع السنوار. وقال مسؤولون في الحركة لـ «القناة 12» العبرية: «لم يكن هناك داع للرد على ما قاله السنوار. لا توجد لدينا مصلحة في الخلاف مع حماس».

وكانت القائمة الموحدة قد علّقت عضويتها في الائتلاف بعد الاشتباكات الأخيرة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في «الأقصى». على الرغم من أن التوترات لم تتصاعد أكثر، إلا أن الحزب لم يعاود انضمامه رسميا للحكومة بعد.

لقد تبنى عباس علنا برنامجا سياسيا يسعى إلى تحقيق مكاسب ملموسة لعرب إسرائيل. وفي مقابلات باللغتين العربية والعبرية، قال النائب الإسلامي إن إسرائيل «دولة يهودية وستبقى كذلك».

ويوم الجمعة، أفاد «زمان يسرائيل»، الموقع الشقيق لـ «تايمز أوف إسرائيل» باللغة العبرية، أن وزير الخارجية يائير لابيد وعباس توصلا إلى تفاهمات بشأن عودة القائمة الموحدة إلى الائتلاف. في المقابلة معه يوم السبت، قال عباس «إننا نجري محادثات حاليا، ونحاول إيجاد حلول».

الى ذلك، وبعد جهد استخباري وعملاني مكثّف لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والقوات الخاصة للشرطة والجيش، اعتقلت إسرائيل، أمس الأول، المشتبه بهما في تنفيذ الهجوم على مستوطنة أريئيل المقامة شمال الضفة الغربية المحتلة، وأسفر عن مقتل إسرائيلي، وتبنته كتائب شهداء الأقصى؛ الذراع العسكرية لحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفيما أوضحت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، أنه تم إلقاء القبض عليهما ومعهما أسلحة في بلدة قراوة بني حسن الفلسطينية، شمال غرب أريئيل، قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت في بيان نشر نسخة منه بالعربية، «لا يوجد إرهابي لا نصل إليه ولا نحاسبه. حربنا على الإرهاب طويلة، ومعا سننتصر فيها».

وأشاد وزير الدفاع بيني غانتس بقوات الأمن، وقال: «لقد هزمت دولة إسرائيل الإرهاب دائما، وستفعل كل ما هو ضروري لهزيمته اليوم أيضاً».

وفي شمال الضفة، تم تعزيز الانتشار العسكري الإسرائيلي، خصوصا عند مداخل مدينة سلفيت المجاورة لمستوطنة اريئيل، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.