الوقيان يصحح ما كتبه إسماعيل فهد إسماعيل
جاء في كتاب القصة العربية في الكويت، الذي كتبه إسماعيل فهد إسماعيل، وصدرت طبعته الأولى عام 1980، و"الثانية" عام 1996، وعلى الصفحة 12 التالي: "فالشعب الكويتي - بأجمعه تقريباً - كان أميّاً، ويجهل القراءة والكتابة إلى ما قبل حوالي ستين سنة، عدا نسبة ضئيلة جداً، توافرت لها فُرص تعليم قراءة القرآن الكريم ومبادئ الكتابة والحساب في الكتاتيب، وهذه النسبة الضئيلة هي من أبناء الأغنياء عادة".***ويردّ د. خليفة الوقيان على ذلك من خلال كتابه "الثقافة في الكويت"، حيث كتب في الصفحة 21: "وهذا القول يخالف ما ذكرته المصادر عن تاريخ التعليم والتاريخ الثقافي للكويت، فكتاتيب القرن التاسع عشر، والمدارس في العقود الأولى من القرن العشرين، كان يُدير عدداً منها مَن يُعدّون من طائفة العلماء، والمنتسبين والمنتسبات إلى بيوت علم ومعرفة، كما أن مناهج عدد من المدارس ثريّة، وتشتمل على تعليم العلوم العصرية، وبعض المهارات، ولم يكن التعليم مقتصراً على أبناء الأغنياء، ومما يؤكد تلك الحقيقة أنّ معظم علماء الكويت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، الذين وصلت إلينا نماذج من مخطوطات الكتب التي ألّفوها، أو نسخوها، كانوا من أسرٍ لم يُعرف عنها الغنى؛ الأمر الذي يبرهن على توافر فُرص التعليم لهم".
***ولكي يؤكد د. الوقيان إثبات حقيقة وجهة نظره، كتب يقول "إن الكويت كانت تمتلك قاعدة واسعة من المتعلمين والمثقفين في مطلع القرن العشرين، الأمر الذي دفع الإدارة الجديدة للملك عبدالعزيز بن سعود إلى الاستعانة بخبراتهم للعمل في المؤسسات السعودية أسوةً بغيرهم من المثقفين والمتعلمين العرب، وقد تولّى بعضهم وظائف مهمة، مثل الشاعر خالد الفرج الذي تولّى تأسيس بلدية القطيف، ومن الأدباء والمثقفين الذين استعانت بهم الإدارة السعودية الجديدة، الكاتب خالد سليمان العدساني، والشاعر حجي بن جاسم الحجي، والشاعر عبداللطيف إبراهيم النصف، والأديب هاشم الرفاعي، والحاج محمد عبدالمُغني، والسيد ياسين الغربللي، وكذلك عمل الشاعر فهد العسكر لفترةٍ من الزمن". ***وقد أكد د. الوقيان خصوبة المناخ الثقافي في الكويت منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فذكر أعداداً من المثقفين والمفكرين والأدباء العرب ممن كانوا يترددون على الكويت، فمن مصر زار الكويت في عشرينيات القرن الماضي كل من: رشيد رضا، وحافظ وهبة، وأحمد زكي باشا، وغيرهم، وكذلك زار الكويت من بلاد الشام: محمد كرد علي، وبهيج البيطار، والأمير شكيب أرسلان، وغيرهم، ومن العراق محمود شكري الألوسي، وبهجة الأثري، وعبدالمحسن الكاظمي، وطه الراوي، وغيرهم، ومن تونس عبدالعزيز الثعالبي، والمكي بن عزوز، ومن الجزائر الطيب العقبي.***وكل هذه الشخصيات - وغيرها - استقبلتها الأوساط الكويتية بالكلمات الترحيبية، والقصائد الفصحى، وقد دوّنتها لنا المطبوعات التي وصلت إلينا، فكيف - بالله - يُوصف شعب الكويت بالأميّة، وأن نسبة ضئيلة منهُ كانت تجيد القراءة والكتابة؟!