الخليجيون إخوة... فلا تركنوا للفتن
الإعلامي الناجح من يكون ناصحاً لا ناطحاً، ويعمل على ربط الأحزمة بين الأشقاء للدعوة إلى تكتلها، كما ينصح بالإسراع في تحويل مشاريع مجلسنا كالعملة الموحدة والتنقل والعمل بين دوله من غير عراقيل إلى حقائق، فالعالم كما ترون ذاهب إلى التكتلات السياسية والاقتصادية والعسكرية والمجتمعية والشعبوية، فهل يتحقق هذا الحلم؟
سيبقى الخليجيون أشقاء وشعباً واحداً، ولا أعتقد أن نفوسهم تحمل الحقد والكراهية لبعضهم بعضا مهما حمل الإعلام المسيس شوائب تجاه البعض، قد نجد ثمة تراشق إعلامي من هنا وهناك، ومقالات تطعن ضد بلدٍ ما لا سيما ممن تسللوا إلى الصحافة الصفراء، أو تأدلجوا مع جمعيات الكونغو ممن لا يملكون عقلاً حراً نزيهاً نظيفاً، ونعتذر لذلك، فالكاتب الحر يكتب عما يتماشى مع رزانة عقله ويُحلِّلِه فكره، لا إرضاءً لولي نعمته كما يفعل أولئك المؤدلجون.للعلم الأنظمة الخليجية وشعوبها سيبقون إخوة حتى لو اختلفوا في بعض الأمور وتم الزعل من بعض الأطراف ضد بعضها الآخر، هذه الاختلافات نراها كسحابات صيف تمطر وينتهي شرارها، وهذه الأنظمة كالإخوة بطبيعتهم، يختلفون مع بعضهم اليوم ويتصالحون في يوم آخر.الإعلامي العاقل يجب عليه ألا يزج نفسه في لعب الكبار، فلو أراد الكاتب أو الإعلامي إعطاء رأي في مشاكل بعض الأنظمة فلا بد أن يكون تدخله إيجابيا لا سلبيا، وفتح الملفات التاريخية المُؤزِّمة، التي توسع الهوة بين الأشقاء من قبل الإعلام، ينم عن جهل الإعلامي بعواقب وأبعاد هذه الأساليب غير المحمودة، ولا بد للإعلام الخليجي من إيقاف التراشق غير المبرر من قبل جميع الأطراف، فالخليج وشعبه لا يتحملان الخلافات، لا تجعلونا لقمة سائغة يأكلها السبع الغربي والصهيوني بسهولة، وأوقفوا التحريض غير المبرر المحتوي على السموم والإهانات لبعضنا بعضا، فالمثقف لا يعبر بمقالات مسمومة تجاه أشقائه ومن يفعل ذلك يطلق عليه سمسار الكلمة، فالمثقف يقتضي عليه أن يعمل على تهدئة النفوس لا تمزيقها، وأن يدعو إلى الصلح والصلاح والكلمة الطيبة ويكون في مسارات الخير وإصلاح ذات البين.
فالإعلامي النقي التابع للإعلام الشفاف يصب في خدمة الشعوب وتقريب نفوسها لا تنافرها، وأيضا يعمل على تنظيف النفوس لا تعكيرها بشوائبه المقيتة وقلمه المسموم، وما يحصل من بعض الإعلاميين والصحافيين وكتّاب المقالات من سب وقذف لا مبرر له، لأن قادة أنظمتنا مهما اختلفوا سيبقون حزمة أشقاء حتما سيتصالحون، وسترجع المياه الى مجاريها لكن من الصعوبة تصالح النفوس إذا أضمرت العداء لبعضها. كذلك الوضع الحالي وفق هذه المتغيرات يدفع بنا إلى التكتل وتنقية العلاقات لا التشرذم وعمل الخلافات، فالاحتماء بالغرب وأميركا وإسرائيل يقودنا إلى أكرنة الخليج.للعلم إن من المتطلب من دول مجلس التعاون، وفق المستجدات والمتغيرات الدولية والإقليمية، التكافل والتراص والتعاون والتكتل بشكل أكثر لا أن تتفرق وتحدث نزاعات بينها، وما نرتجيه من الإعلام الخليجي ومنتسبيه التوقف عن طرح ما يعكر صفو العلاقات الطيبة بين الأشقاء، بالرجوع إلى رشده، وتقنين المقالات الداعية إلى التمزيق، ونقولها بضرس قاطع: نحن إخوة، ونطمح إلى تطوير العلاقات بين الأشقاء وخدمة الشعوب.والإعلامي الناجح من يكون ناصحاً لا ناطحاً، ويعمل على ربط الأحزمة بين الأشقاء للدعوة إلى تكتلها، كما ينصح بالإسراع في تحويل مشاريع مجلسنا كالعملة الموحدة والتنقل والعمل بين دوله من غير عراقيل إلى حقائق، فالعالم كما ترون ذاهب إلى التكتلات السياسية والاقتصادية والعسكرية والمجتمعية والشعبوية، فهل يتحقق هذا الحلم؟* كاتب بحريني