بيلاروسيا هي الخاسرة الأخرى من حرب بوتين
![فوراين بوليسي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586880256579969000/1586880274000/1280x960.jpg)
أعادت الحرب إحياء القوى البيلاروسية التي تدعم الديموقراطية واضطرت للعيش في المنفى بعد حملة القمع العنيفة في عام 2020. تقول زعيمة المعارضة البيلاروسية، سفياتلانا تسيخانوسكايا: «يجب أن تكون القوى الديموقراطية وجماعات المجتمع المدني قوية وسليمة في الوقت الراهن، إلى أن نصبح مستعدين للانتفاض مجدداً»، يوجد أعضاء من فريقها في كييف طوال الوقت، وهم يخططون لفتح مكتب لدعم البيلاروس في أوكرانيا وتسهيل التواصل مع الحكومة الأوكرانية.رغم استمرار الحُكم الاستبدادي الذي منح لوكاشينكو لقب الدكتاتور الأخير في أوروبا طوال عقود، تشمل بيلاروسيا مجتمعاً مدنياً صغيراً لكن قوياً ووسائل إعلام مستقلة، وقد انتقل معظمها الآن إلى بولندا وليتوانيا.يقول يورغ فوربريغ، مدير شؤون وسط وشرق أوروبا في «صندوق مارشال الألماني» في برلين: «برأيي، قد تتطور بيلاروسيا بوتيرة سريعة وناجحة إذا تحررت من سطوة لوكاشينكو ومن سيطرة روسيا الخارجية على السلطة المحلية». أدت الحرب أيضاً إلى تشديد موقف المعارضة من روسيا، فقبيل الحرب، كانت تسيخانوسكايا تتوخى الحذر في مواقفها، فتعترف بنفوذ موسكو في البلد وبالمواقف الإيجابية التي يحملها عدد كبير من البيلاروس تجاه جارتهم الشرقية: «نحن لم نرغب في المشاركة في هذه اللعبة الجيوسياسية. كانت معركتنا داخلية ضد لوكاشينكو، لكن حين شاهدنا احتلال القوات الروسية لأراضي بيلاروسيا أصبحت معركتنا جيوسياسية أيضاً، فنحن لا نحارب ضد لوكاشينكو وحده بل ضد غزو الكرملين».طوال سنوات، حاول لوكاشينكو أن يؤجج الصدام بين روسيا والغرب خدمةً لمصالحه السياسية الخاصة. في شهر أبريل دعا وزير الخارجية البيلاروسي، فلاديمير ماكي، إلى تجديد الحوار بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي.تقول كاتسيارينا شماتسينا من «صندوق مارشال الألماني»: «من جهة، بدأت بيلاروسيا تتأثر بالعقوبات وهي تتجه إلى حالة من الركود وتقترب من المحور الروسي. ومن جهة أخرى، يسعى النظام البيلاروسي مجدداً إلى استرجاع توازنه والتقرب من الغرب، فيحاول بذلك استغلال هذه الأزمة لمصلحته».لكن بعد الانتفاضات في عام 2020 وتدخّل الكرملين لتعزيز سطوة لوكاشينكو على السلطة باعتباره من أتباع موسكو الأساسيين على الجناح الغربي لروسيا، رغم شخصيته المثيرة للجدل، أصبح مستقبل لوكاشينكو مرتبطاً الآن بمستقبل بوتين.في النهاية، تقول تسيخانوسكايا: «يعني فوز أوكرانيا بهذه الحرب أن الكرملين ضعيف جداً وأن لوكاشينكو ضعيف بالقدر نفسه».* إيمي ماكينون