بعد نحو أسبوعين من انعقاد الجولة الخامسة من المفاوضات بين الرياض وطهران، تترقب إيران قيام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بزيارة لها ستكون الأولى لزعيم خليجي إلى الجمهورية الإسلامية منذ وصول الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي إلى سدة الحكم في أغسطس الماضي.ووضعت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أمس، الزيارة المرتقبة بخانة بحث آليات الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة بموجب العقوبات الأميركية، في ظل انسداد مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي، إلا أن الخطوة القطرية المرتقبة يتوقع أن تسعى لتعزيز المسار الإقليمي المتنامي باتجاه "انفراجة إقليمية" مرتقبة أشار اليها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي توسطت بلاده في المفاوضات.
وأفادت الوكالة الإيرانية بأنه من المقرر أن يحضر أمير قطر على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى العاصمة الإيرانية طهران لمتابعة الاتفاقات السياسية والاقتصادية التي تم التوصل إليها بين البلدين خلال زيارة رئيسي إلى الدوحة في فبراير الماضي، لحضور القمة السادسة للدول المصدرة للغاز.
محاولة أوروبية
وفي وقت يتوقع أن تتضمن المباحثات القطرية - الإيرانية جوانب التعاون الثنائي بعدة مجالات في مقدمتها تطوير "حقل بارس الجنوبي" المشترك، الذي يعد أكبر حقل غاز طبيعي في العالم، ذكرت وكالة "نور نيوز" الإيرانية أن منسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية إنريكي مورا سيزور إيران غدا في ظل تعثر المحادثات الرامية لإحياء اتفاق 2015 النووي بين طهران والقوى العالمية. وقالت الوكالة عبر "تويتر": "قد تعتبر هذه الرحلة خطوة جديدة في المشاورات البناءة بخصوص القضايا القليلة المهمة الباقية في محادثات فيينا".وتزامن ذلك مع تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، كشف أن الاتحاد الأوروبي يقوم بمحاولة أخيرة لإنقاذ اتفاق إيران النووي وإنهاء حالة الجمود بمحادثات فيينا، المتوقفة منذ مارس الماضي، في ظل مطالبة طهران بإخراج "الحرس الثوري" من القائمة الأميركية للجماعات الإرهابية ومواجهة إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن لمقاومة داخلية شديدة ضد الخطوة. وأبلغ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الصحيفة بأنه يسعى إلى "حل وسط" لإنهاء الأزمة التي تنذر بتقويض جهود دبلوماسية أوروبية استمرت أكثر من عام للتوصل إلى اتفاق لإعادة العمل بالصفقة النووية التي انسحب منها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب عام 2018. وفي حين أوضح بوريل أن زيارة مورا ستبحث "الحل الوسط"، لفت إلى أن إيران "كانت مترددة للغاية"، واصفا الدفعة الدبلوماسية الأوروبية بأنها "الرصاصة الأخيرة".لكن في إشارة إلى تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على المحادثات، قال بوريل إن المفاوضين لن يمنحوا إيران، التي تمتلك ثاني أكبر احتياطي عالمي من الغاز الطبيعي وكميات كبيرة من النفط الخام يمكن أن تساهم في السيطرة على ارتفاع أسعار الطاقة والاستغناء عن المحروقات الروسية، مهلة نهائية.وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإيران تريدان إبرام اتفاق، معقبا: "سنستفيد نحن الأوروبيين كثيراً من هذا الاتفاق، لقد تغير الوضع الآن، بالنسبة لنا كان أمراً حسناً، لسنا بحاجة إليه، والآن سيكون في غاية الأهمية بالنسبة لنا، أن يكون لدينا مورد خام آخر، والأميركيون بحاجة إلى نجاح دبلوماسي".ووفقاً لـ"فايننشال تايمز" يدرس بوريل سيناريو يجري بموجبه رفع "الحرس الثوري" من القائمة الأميركية للإرهاب، لكن مع إبقاء تصنيف أجزاء أخرى من المؤسسة العسكرية، في إشارة إلى "فيلق القدس" الذي لديه عدة أذرع تمتد عبر جهاز الأمن، وإمبراطورية تجارية مترامية الأطراف.تردد بايدن
جاء ذلك في وقت تظهر إدارة بايدن، ترددا في رفع تصنيف "الحرس الثوري"، لأنها ستواجه رد فعل عنيفاً في الداخل، وبنفس القدر من جانب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.ونقل عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن واشنطن لا تتفق مع إيران في أنه ينبغي ربط التصنيف الإرهابي بالمحادثات النووية.وأضاف المسؤول: "إذا كان يهم الإيرانيين أن نرفعه، فسنحتاج إلى شيء يبدد مخاوفنا غير النووية في المقابل"، محذراً من أنه في حال "أصرت إيران على أنه لا بد من رفع التصنيف، ورفضت جميع الأفكار التي طرحناها، فسيحدث انهيار في المحادثات".تلويح نووي
في السياق، لوح نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بيجمان جمشيدي إلى قدرة بلاده على إنتاج الوقود النووي، مبيناً أن "طهران تمتلك الدورة الكاملة لإنتاج الوقود الذري وقد تم توطين هذه الدورة بالكامل من مرحلة اكتشاف الخامات وصولا إلى معالجة النفايات النووية".وأضاف جمشيدي أن الجمهورية الإسلامية تسعى لإنشاء مفاعل نووي إيراني الصنع بالكامل والتخطيط لذلك جار وأصبح قيد التنفيذ، لافتاً إلى أن بلاده تنتج حالياً 20 نوعا من الأدوية المشعة وتزود المراكز العلاجية في الداخل بها وهي من الدول الرئيسية المصدرة لمثل هذه الأدوية.من جهة أخرى، وعد وزير النفط الإيراني جواد أوجي نيكاراغوا بإمدادها بالوقود والمشاركة في عمليات تنقيب عن النفط ودرس إمكانية الاستثمار في مصفاة من أجل "إبطال مفاعيل التعديات والعقوبات" الأميركية والأوروبية، في ختام زيارة لوفد حكومي إيراني أمس.وتستورد نيكاراغوا الوقود من حليفتها فنزويلا التي تعاني حالياً أزمة اقتصادية واجتماعية بالإضافة إلى عقوبات أميركية خانقة.على صعيد منفصل، أفاد تقرير خاص لـ"إیران إنترناشیونال"، بأن الشرطة الهندية نفذت إجراءات أمنية مشددة، وأجرت مناورات وتدريبات غير مسبوقة بمشاركة قوات إسرائيلية حول سفارة تل أبيب في نيودلهي، عقب احتمال جاد بهجوم إيراني على السفارة الإسرائيلية لدى الهند.