حكومة بغداد رصدت محاولات تجسس بحرية ضد الكويت
• العراق يستعين بشركة كندية لاعتماد نظام إلكتروني في زوارق الصيادين لضبط الملاحة
• اتصالات عراقية - كويتية مكثفة مع التحالف الدولي لتحديث بروتوكولات التعاون الأمني
بينما كان يتحدث عن تراشق التصريحات بين شخصيات كويتية وعراقية وتهديدات أطلقها نائب عراقي يمثل الفصائل المسلحة، التي تخوض مواجهات مستمرة مع الحكومة العراقية، وتصاعد أجواء الاحتقان في هذه الفترة خصوصاً بسبب الخلاف على تشكيل الحكومة الجديدة، أكد مصدر عراقي مسؤول، لـ «الجريدة»، أن بغداد والكويت رفعتا مستوى التعاون الاستخباري في منطقة شمال الخليج، نظراً للأوضاع الاستثنائية التي يعيشها البلدان في ظل أزمات المنطقة وخصوصاً التوتر بين إيران والقوى الغربية وأطراف إقليمية أخرى.وأضاف المصدر أن الملاحة في المياه العراقية والكويتية ليست مجرد نشاط للبحارة والصيادين، لأنها تجري في منطقة توتر إقليمي بالغة الحساسية، مؤكداً أن هناك نشاط تجسس له صلة بطموحات إيرانية، وتحركات في جنوب شط العرب لزوارق تابعة لفصائل مسلحة تخوض بغداد مواجهات سياسية وأمنية متواصلة معها.وتحدث عن اتصالات مكثفة مع الكويت والتحالف الدولي أيضاً، لتنظيم أكثر لبروتوكولات التعاون الأمني، لأنه يخص العراق والكويت وباقي الشركاء في المنطقة، مشيراً إلى أن بغداد تعمل على تكثيف دورياتها البحرية، التي تعاني هي الأخرى مع بعض الزوارق العراقية المنحدر ملاحوها من عشائر داخلة أيضاً في نزاعات ومتحالفة أحياناً مع الفصائل المسلحة، وتمثل مشكلة أخرى لقوات الأمن في جنوب العراق.
وكشف عن وجود شركة كندية تعمل حالياً على بناء نظام إرشاد ملاحة إلكتروني حديث، لتنظيم وضبط حركة الصيادين في المياه الإقليمية، وستزود بموجبه كل الزوارق العراقية والسفن بأجهزة ملاحة حديثة تقلص أخطاء الصيادين وباقي القطع الملاحية. وذكر المصدر أن بغداد والكويت تبادلتا معلومات مهمة بشأن حركة الزوارق، وفي بعض الحالات جرى رصد محاولات تجسس وتهريب، تتعلق بطموحات إيران ونفوذها في منطقة شمال الخليج، وبأنشطة تجارية محظورة تتورط فيها الميليشيات.وقال إن الفصائل الحليفة لإيران تحاول منذ أكثر من عامين تكثيف نشاط زوارقها المسلحة، في أقصى جنوب شط العرب، وتحاول استغلال ملفات الصيادين، لكسب صلاحية الإبحار في شمال الخليج، بينما تفرض بغداد طوقاً صارماً عليهم.وأكد أنه لا يمكن القبول بثغرة أمنية جديدة في شط العرب أو شمال الخليج، بينما يكافح الجيش النظامي شمالاً لضبط حركة الفصائل المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، والذي بسط سيطرته على منطقة سنجار الفاصلة بين الموصل والحدود السورية، الأمر الذي أثار مشاكل عديدة مع تركيا وقوات التحالف الدولي.ويخوض زعيم التيار الصدري، وهو الفائز الأول في انتخابات أكتوبر الماضي، مع حلفائه السنة والأكراد، مواجهة مع ما يعرف بالإطار التنسيقي الذي يضم معظم الفصائل الحليفة لطهران. وتثير هذه الفصائل أزمات مستمرة وترفع شعارات شعبوية لتهييج الرأي العام ضد حكومة مصطفى الكاظمي المقرب من زعيم التيار الصدري، وهي أجواء احتقان مرشحة للتصاعد كلما استمرت جهود الصدر لحرمان الفصائل المسلحة من المشاركة في الحكومة الجديدة.وقال المصدر إن الفصائل الحليفة لطهران تستغل كل مناسبة، لمحاولة إثارة الرأي العام ضد تقارب نادر تشهده مجالات التعاون بين العراق ومحيطه الخليجي خصوصاً الكويت والسعودية، لا سيما أن الرأي العام شهد في السنوات الأخيرة تحمسا لانفتاح بغداد على شراكات عربية، بعد عقود من العزلة وويلات الحرب.