إيران: «حروب العائلات» تكشف أسرار «الحرس الثوري»
صهر رئيسي وراء فضح «بذخ» قاليباف
اتهم مهدي طائب رئيس "مقر عمار" في الحرس الثوري، وهو شقيق حسين طائب رئيس جهاز أمن الحرس، صهر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مقداد نيلي وأخاه ميثم، بتسريب معلومات عن "الزيارة الباذخة" لعائلة رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف لتركيا؛ لتخريب العلاقة بين رئيس البرلمان و"الحرس"، حسبما أظهر شريط مسرب لاجتماع طائب مع بعض النواب والشخصيات في التيار الأصولي المتشدد، نشرت شبكة "إيران إنترناشيونال" المعارضة الموالية للملكية ومقرها لندن قسماً منه.بعد انتشار التسريب، قام ميثم نيلي، الذي يشغل منصب رئيس تحرير موقع "رجا نيوز"، أمس، برفع شكوى قضائية ضد مهدي طائب لاتهامه له بالوقوف وراء تسريب صورة لعائلة قاليباف في مطار إسطنبول. وقال مصدر حضر اجتماع طائب مع النواب الأصوليين، لـ"الجريدة"، إن القيادي في "الحرس الثوري"، أكد أن عائلة قاليباف ذهبت في البداية إلى سورية ومن هناك اتجهت إلى تركيا، وأنها لم تكن الرحلة الأولى للعائلة، إذ إن قاليباف قبل أن يصبح رئيساً للبرلمان، سافر مراراً بالسر إلى سورية وتركيا في مهام لمساعدة قاسم سليماني لشراء منازل آمنة للحرس في البلدين، مفنداً بذلك الاتهامات، التي أشارت إلى شراء عائلة قاليباف شققاً وعقارات في تركيا بملايين الدولارات، مبيناً أن هذه الأملاك ليست لقاليباف ولا لعائلته بل للحرس.
وحسب المصدر، فإن طائب ربط الاتهامات الموجهة لقاليباف، وهو جنرال سابق في "الحرس"، بمساعي أنصار رئيسي، والرئيس الأسبق أحمدي نجاد، لتحجيم "الحرس"، بل وصل به الأمر إلى اتهام حكومة رئيسي بتعطيل الاتفاق النووي لأنها غير متحمسة لرفع العقوبات عن "الحرس". ويعتبر صهر رئيسي من أنصار نجاد، وهو نجل حسين نيلي أحمد آبادي الذي كان يحمل حقيبة وزارة المعادن حين كان المرشد الحالي علي خامنئي رئيساً للجمهورية، ومعروف أن خامنئي هو من طلب يد ابنة رئيسي لنجل نيلي.وتفاقمت الخلافات بين المقربين من رئيسي والحرس أخيراً، وقبل أسبوعين قام نائب رئيس الجمهورية محمد مخبر باستبعاد محسن رضائي القائد السابق للحرس، الذي هو رسمياً المساعد الاقتصادي للرئيس، من اللجنة الاقتصادية للحكومة. ويقول مصدر مقرب من رضائي، إن الأخير كان يعارض السياسات الاقتصادية لفريق رئيسي، منها رفع الدعم الحكومي عن السلع الأساسية مثل القمح، معتبراً أن البلاد سوف تواجه احتجاجات دامية لن يتمكن الحرس من قمعها هذه المرة، إلا أن أنصار رئيسي يتهمون رضائي برفض رفع الدعم لأن "الحرس الثوري" مستفيد منه.وفي الشريط المسرب كشف طائب كذلك أن قوات موالية لإيران في العراق شاركت بالتصدي لتوغل القوات التركية في الشمال العراقي، وقامت باستهداف القوات التركية التي تستهدف حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار، موضحاً أن طهران طالبت المجموعات الموالية بالتوقف عن استهداف الأميركيين بسبب مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي.