بوتين يفشل في تحقيق «انتصار استعراضي» قبل «يوم النصر»

زعماء أوروبا يحيون ذكرى «الحرب الثانية»... وجيل بايدن وترودو يزوران أوكرانيا

نشر في 09-05-2022
آخر تحديث 09-05-2022 | 00:04
مقاتل أوكراني من الحرب العالمية الثانية يبلغ 97 عاماً أمام منزله المدمر بقصف روسي في زولوشيف (رويترز)
مقاتل أوكراني من الحرب العالمية الثانية يبلغ 97 عاماً أمام منزله المدمر بقصف روسي في زولوشيف (رويترز)
تتجه الأنظار اليوم إلى خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في «يوم النصر»، والذي من المتوقع أن يحدد خلاله معالم حربه في أوكرانيا والاتجاه الذي سيمضي به النزاع، في وقت احتفل زعماء أوروبا بذكرى الحرب العالمية الثانية، في حين عاد القتال إلى القارة العجوز.
واجهت روسيا انتكاسة جديدة في أوكرانيا، بعد أن فشلت مساعيها في تحقيق "انتصار استعراضي" للرئيس فلاديمير بوتين، عشية "يوم النصر" الذي يوافق اليوم، في وقت وصلت السيدة الأميركية الأولى، جيل بايدن، ورئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إلى أوكرانيا في زيارة غير معلنة، وفي أكبر دعم علني لأوكرانيا.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الأوكرانيين دفعوا الروس الغزاة نحو الحدود الشمالية الشرقية، بعيداً عن مدينة خاركيف، حيث فجّر الروس 3 جسور خلفهم.

وبعد فشلهم في السيطرة على العاصمة كييف، ركزت موسكو خلال الأسابيع الماضية على شرق أوكرانيا، وكانت تضغط بشدة مع اقتراب "يوم النصر"، لكنّ القوات الأوكرانية المسلحة بأسلحة جديدة قدّمتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، كانت تتراجع في "هجوم مضاد".

وقبل 24 ساعة من ذكرى الانتصار السوفياتي على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، فإنّ الانسحاب الروسي الواضح من المنطقة المحيطة بخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، يتناقض مع الرواية الروسية.

ويقول بعض المحللين العسكريين إن الإجراءات الروسية مماثلة لما فعله جيشها الشهر الماضي في انسحابه من مدينة تشيرنيهيف شمال كييف.

واستعادت القوات الأوكرانية مجموعة من البلدات والقرى في ضواحي خاركيف الأسبوع الماضي، مما جعلها في وضع يسمح لها بإزاحة القوات الروسية من المنطقة واستعادة السيطرة الكاملة على المدينة "في غضون أيام"، وفقا لتحليل أجراه أخيرا معهد دراسة الحرب، وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن.

وتقول "نيويورك تايمز" إن هدف القوات الروسية، في الوقت الحالي على الأقل، هو الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من المنطقة الشرقية الأوكرانية المعروفة باسم دونباس، وذلك بطرد القوات الأوكرانية التي كانت تقاتل الانفصاليين المدعومين من موسكو منذ سنوات بمقاطعتَي دونيتسك ولوغانسك.

وأعلن أوليكسي أريستوفيتش، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، أن "العدو يسعى إلى القضاء على المدافعين عن آزوفستال قبل 9 مايو، لمنح هدية لبوتين".

«آزوفستال»

إلا أن العسكريين الأوكرانيين المتحصّنين منذ أسابيع في ملاجئ بمصنع "آزوفستال" الضخم، آخر معقل للمقاومة في وجه الجيش الروسي بمدينة ماريوبول المدمّرة، أعلنوا أنهم لا ينوون الاستسلام وتعهّدوا بالقتال حتى الرصاصة الأخيرة.

وفي اليوم الـ 74 من العملية العسكرية المستمرة، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن "صعوبات في القيادة والسيطرة على جبهات القتال في أوكرانيا جعلت موسكو تدفع بقيادات بارزة إلى ساحات المعركة ليتولوا شخصياً إدارة العمليات العسكرية.

وفيما يتواصل القتال جنوب أوكرانيا وشرقها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، أنها دمرت سفينة حربية أوكرانية قرب أوديسا بالجنوب في ضربة صاروخية أثناء الليل، مضيفة أن دفاعاتها الجوية أسقطت قاذفتَي قنابل أوكرانيتين من طراز "سوخوي 24" وطائرة مروحية فوق "جزيرة الثعبان"، في البحر الأسود.

إلى ذلك، اعتبر 60 شخصا في عداد المفقودين، ويرجّح مقتلهم بعد قصف روسي استهدف، أمس ، مدرسة لجأوا إليها في منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا، وفق ما أفاد حاكم المنطقة سيرغي غايداي.

من ناحية أخرى، ولمناسبة الذكرى الـ 77 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، هنأ الرئيس الروسي قادة العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة، وكذلك المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا، متجاهلاً "الحلفاء" الغربيين الذين كانوا يناهضون هتلر معا، كما تجاهل حكومتَي أوكرانيا وجورجيا.

وقال: "كما في عام 1945، سيكون النصر لنا"، طارحاً عدداً من المقارنات بين الحرب العالمية الثانية والصراع في أوكرانيا.

وتابع: "اليوم جنودنا، مثل أسلافهم، يقاتلون جنبًا إلى جنب من أجل تحرير أرضهم من الأوساخ النازية". وأضاف أن "الواجب المشترك اليوم هو منع عودة النازية التي سبّبت الكثير من المعاناة لشعوب الدول المختلفة"، متمنياً أن تكون "الأجيال الجديدة جديرة بذكرى آبائها وأجدادها".

وقال الرئيس الروسي في فقرة مخصصة للأوكرانيين "مع الأسف، النازية اليوم ترفع رأسها مرة أخرى، وواجبنا المقدس هو منع الورثة العقائديين للذين هُزموا في الحرب الوطنية الكبرى من العودة للانتقام".

وفي احتفال اكتسب أهمية خاصة في سياق الحرب الأوكرانية، وعشية العرض العسكري الروسي التقليدي في موسكو، أحيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم، الذكرى الـ 77 لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية.

ووضع ماكرون إكليلاً من الزهور أمام تمثال الجنرال ديغول في جادة الشانزليزيه، ليتوجّه بعد ذلك إلى قوس النصر بصحبة مرافقة كبيرة من الحرس الجمهوري، وسط ترحيب من بعض المارة.

فشل بناء البيت الأوروبي

وفي المناسبة نفسها، أعلن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن "الجهود الرامية إلى بناء "البيت الأوروبي المشترك باءت بالفشل في 8 مايو هذا العام، في ظل الأحداث الأخيرة بأوكرانيا وحلّ الكابوس محله"، متهماً بوتين بـ "تشويه التاريخ".

من ناحيته، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إن "8 مايو هو يوم تاريخي يصادف نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، والتي سببت الإرهاب والدمار والموت في أوروبا"، معتبراً - في اجتماع شارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو لقادة مجموعة السبع الكبرى G7 - أن الحرب في أوكرانيا تجعل "تماسك المجموعة أكثر أهمية من أي وقت مضى".

بدوره، وجّه زيلينسكي رسالة مؤثرة للعالم من ضاحية بوروديانكا القريبة من كييف.

وفي مقطع فيديو بالأبيض والأسود، قال زيلينسكي من أمام مبنيين سكنين محطّمين، "لقد تم الترتيب لإعادة بناءٍ دموية للنازية في أوكرانيا. نسخة طبق الأصل من فظائعه".

وأضاف: "لقد عاد الشر، مرة أخرى، بشكل مختلف وتحت شعارات مختلفة، ولكن للغرض نفسه".

وفي زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً، زارت السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن أوكرانيا، اليوم، آتية من سلوفاكيا، لإبداء الدعم لشعبها، والتقت بالسيدة الأولى لأوكرانيا، أولينا زيلينسكي، في مدرسة قريبة من الحدود السلوفاكية.

وبعد زيارتها لمدرسة تُستخدم كمأوى مؤقت، قالت بايدن للصحافيين "أردتُ أن آتي يوم عيد الأمّهات. أظنّ أن من المهمّ أن نظهر للشعب الأوكراني أن هذه الحرب يجب أن تتوقف، وأنها وحشية، وأن شعب الولايات المتحدة يقف إلى جانب الشعب الأوكراني".

وكانت بايدن قد توجّهت خلال زيارتها لسلوفاكيا إلى المعبر الحدودي مع أوكرانيا في بلدة فيسنه نيمكه، وزارت مركز استقبال أوّلي للاجئين في مدينة كوزيتش شرق سلوفاكيا، ثم توجهت إلى مدرسة ابتدائية تؤوي نساء وأطفالا أوكرانيين.

وبينما زارت رئيسة البرلمان الألماني (بوندستاغ)، العاصمة الأوكرانية وشاركت مع زيلينسكي في فعاليات إحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، اجتمع رئيس الوزراء الكندي مع زيلينسكي، بعد وصوله المفاجئ الى كييف وزيارته ضاحية إربين.

وأعلن رئيس بلدية المدينة أولكسندر ماركوشين أن "ترودو زار إربين ليرى بعينيه كل الفظائع التي ارتكبها المحتلون الروس في مدينتنا".

مخاوف من مقتل 60 شخصاً بقصف روسي على مدرسة في لوغانسك
back to top