صوّت الفلبينيون، اليوم، لاختيار رئيسهم المقبل في انتخابات شابها العنف في وقت تتوقع استطلاعات الرأي انتصاراً كاسحاً لنجل الدكتاتور السابق فرديناند ماركوس.

ودُعي نحو 67 مليون فلبيني للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات التي سيختارون خلالها أيضا نائب الرئيس والنواب ونصف أعضاء مجلس الشيوخ وحكام المقاطعات الـ81 وغيرهم من أعضاء مجالس بلدية، في وقت يتوقع المحللون نسبة مشاركة عالية.

Ad

ولقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم في هجمات على مراكز اقتراع بحسب الشرطة، بينهم ثلاثة عناصر أمن قتلوا في تبادل إطلاق نار في منطقة بولوان في جزيرة مينداناو حيث تنشط مجموعات مسلحة من المتمردين الشيوعيين والناشطين الإسلاميين، وجيوش خاصة لأمراء الحرب المحليين الذين غالباً ما يشاركون في الحياة السياسية.

وغالبا ما تكون فترات الانتخابات مضطربة في هذا البلد الذي تتسم ثقافته السياسية بالعنف ويعتمد قوانين متساهلة حيال استخدام السلاح.

ويتنافس عشرة مرشحين لخلافة الرئيس رودريغو دوتيرتي، ويبدو من بينهم فرديناند ماركوس الابن الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة مما سيعيد العائلة السياسية إلى السلطة بعدما أمضت نحو أربعين عاماً من المنفى.

وكان الناخبون ينتظرون في طابور صباح اليوم بمدرسة في باتاك، معقل عائلة ماركوس، حاملين مراوح نقالة وسط الحر الشديد.

وبعد مرور الكلاب البوليسية، وصل ماركوس الابن مع شقيقته إيرين للإدلاء بصوتيهما، تتبعهما والدتهما إيميلدا، أرملة الدكتاتور البالغة 92 عاما.

بعد حكم دوتيرتي المتسلط، يخشى الناشطون الحقوقيون وقادة الكنيسة الكاثوليكية والمحللون السياسيون أن يعتمد ماركوس الابن نهجاً أكثر تشدداً، في حال تحقيقه فوزاً واسعاً.

وقالت كريستينا بالاباي الأمينة العامة لتحالف «كاراباتان» من أجل حقوق الإنسان «نعتقد أن هذا سيضاعف أزمة حقوق الإنسان في البلد».

عادت عائلة ماركوس إلى الساحة السياسية على وقع حملة تضليل إعلامي واسعة النطاق من أجل تلميع صورة النظام الدكتاتوري السابق، وفي ظل تفشي المحسوبية وخيبة أمل الناخبين حيال الحكومات الأخيرة.

وتتوقع استطلاعات الرأي فوز ماركوس الابن البالغ 64 عاما والمعروف بلقب «بونغ بونغ» بأكثر من نصف الأصوات بكثير في نظام انتخابي يفوز فيه من يحصل على أكبر عدد من الأصوات.

غير أن أنصار منافسته الرئيسية نائبة الرئيس الحالية ليني روبريدو ما زالوا يأملون حصول مفاجأة في اللحظة الأخيرة.

ومنذ أعلنت روبريدو ترشيحها للرئاسة في أكتوبر، انتشرت مجموعات من المتطوعين في الأرخبيل سعياً لإقناع الناخبين.

وكانت المحامية والخبيرة الاقتصادية البالغة 57 عاما هزمت ماركوس الابن بفارق ضئيل في السباق لمنصب نائب الرئيس عام 2016، وتعهدت باستئصال الفساد في بلد تهيمن عليه بضع عائلات.

في المقابل، يؤكد ماركوس الابن وحليفته المرشحة لنيابة الرئاسة سارا دوتيرتي، ابنة الرئيس المنتهية ولايته، أنهما في الموقع الأفضل من أجل «توحيد» البلاد.

وإذا تحققت التوقعات، فسيصبح ماركوس الابن أول مرشح للرئاسة ينتخب بأغلبية مطلقة منذ إطاحة والده في 1986.