أطلق الجيش الإٍسرائيلي أكبر تدريب في تاريخه، أمس الأول، ومن المتوقع أن يستمر طوال الشهر الجاري، وذلك وسط توترات في الضفة الغربية وهجمات مميتة تشهدها إسرائيل.وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية أن عدة آلاف من الجنود النظاميين والاحتياطيين سيشاركون في التدريب الذي يطلق عليه "شاريوتس أوف فاير" مع كل قيادات الجيش، بما في ذلك سلاحا الجو والبحرية.
وسوف يكون التدريب الذي يستغرق 4 أسابيع بمنزلة محاكاة لحرب متعددة الجبهات والأبعاد ضد أعداء إسرائيل في الجو والبحر والبر، وفي الفضاء السيبراني.وهدف التدريب هو تحسين استعداد الجيش بأكمله، واختبار قدرة القوات على تنفيذ حملة قوية وطويلة الأجل ضد قوات العدو.وسيحاكي التدريب التعرض لهجمات بالصواريخ والمسيّرات من جنوب لبنان وغزة، إضافة الى الاشتباك البري والبحري. وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله اللبناني لديه ما يقدر بما بين 130 و150 ألف صاروخ، والغالبية العظمى منها مصوبة إلى الجبهة الدخلية المدنية الإسرائيلية والبنية التحتية الاستراتيجية. يشار إلى أن إسرائيل تواجه أيضا حركة حماس في غزة التي لديها قوة صاروخية.من ناحيته، أعلن الأمين العالم لحزب الله حسن نصرالله في خطاب أمس أنه "تزامنا مع المناورات الإسرائيلية طلبنا من المقاومة أن تكون في أتم الجاهزية من السابعة من مساء الاثنين".إلى ذلك أبلغت إسرائيل حلفاءها باعتزامها إرسال فرق لاغتيال قادة «حماس» في الخارج، انتقاماً للعمليات الفلسطينية التي أسفرت عن مقتل 18 بينهم 3 من الشرطة الإسرائيلية، وحارس أمن، وأوكرانيان خلال الشهرين الماضيين.ورجحت صحيفة «التايمز» البريطانية،، أن «تتم الاغتيالات في دول أخرى بالمنطقة، حيث يعيش ويعمل أعضاء كبار من الحركة مثل لبنان أو قطر»، وسمّت هدفين لإسرائيل هما: صلاح العاروري، الذي وصفته بأنه «مدير الشبكات العسكرية السرية في الضفة الغربية»، وزاهر جبارين، «المسؤول عن تمويل الشبكات والعاملين فيها».وإذ بينت أن «حماس» تلقت تحذيرات بشأن مخطط الاغتيالات الإسرائيلي من أجهزة استخبارات دول في الشرق الأوسط وأوروبا، استبعدت «التايمز» قيام إسرائيل «باغتيال قادتها بالداخل وفي مقدمتهم زعيمها في غزة يحيى السنوار، لأن ذلك قد يؤدي إلى وابل متجدد من الصواريخ، ويشعل حرباً على غرار العام الماضي».في المقابل، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن «حماس» تعتقد أن إسرائيل لا تخطط لاغتيال السنوار قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المحتملة في يونيو المقبل، لكنها تخشى في الوقت نفسه أن يخضع رئيس الحكومة نفتالي بينيت لضغوط اليمين، ويتحرك ضد الحركة وزعيمها بغزة.وفي أعقاب عملية الطعن في بلدة إلعاد، مساء الخميس الماضي، تحدث الإعلام الإسرائيلي عن اغتيال السنوار علناً، لكنه تراجعه والتأكيد على أنه لا يوجد قرار وتم إبلاغ «حماس» بذلك.وقالت «هآرتس»: «رغم التهديدات المتبادلة على مدار الأسبوع الماضي، والمصطلحات القتالية للقادة، فإن الاعتقاد السائد في غزة يشير إلى أنه لا أحد من الجانبين مهتم بصدام وجهاً لوجه في هذا الوقت».ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول كبير في «حماس» أن الوضع الأمني في غزة مستقر منذ أشهر، مستشهداً بإصدار تصاريح للفلسطينيين العاملين في المدن الإسرائيلية، وتحسن الأوضاع الإنسانية، مشيراً إلى أنه بالتزامن مع ذلك، يعمل المصريون على منع التصعيد، خصوصا إطلاق الصواريخ.وأوضح القيادي أن تأكيد السنوار أن «المعركة الكبرى ستبدأ بعد رمضان إذا لم توقف إسرائيل عدوانها في المسجد الأقصى موجه بشكل أساسي للضفة الغربية والسكان العرب في إسرائيل، للتعبير عن الدعم، وليس لتفعيل الخلايا النائمة».ووفقاً للصحيفة، قال المسؤول إن «حماس» وفصائل غزة قادرة على استخدام وسائل مثل البالونات الحارقة، وتنظيم التجمعات بالقرب من السياج الحدودي مع إسرائيل لكنها لا تفعل ذلك، موضحاً أن الصواريخ التي أطلقت من غزة خلال شهر رمضان «كانت حوادث متفرقة، وأن حماس عملت حتى على منعها». وكان كبار الحركة والفصائل الأخرى رفضوا، وفقاً للصحيفة العبرية، أي محاولة لإطلاق صواريخ دون التنسيق مع مقار القيادة المشتركة لجميع الفصائل في القطاع. في هذه الأثناء، تأججت المخاوف من الانزلاق مرة أخرى إلى صراع أوسع بالضفة الغربية المحتلة، مع إقدام الجيش الإسرائيلي على قتل فلسطيني بالرصاص قرب الجدار العازل في منطقة مدينة طولكرم، وآخر تسلل إلى مستوطنة تكواع الواقعة بين القدس وبيت لحم وبحوزته سكين إلى جانب إصابة شرطي طعناً خارج البلدة القديمة.وجاءت الحوادث الثلاثة المتتالية في يوم واحد، بعد ساعات من اعتقال المشتبه بهما في قتل 3 من اليهود المتطرفين بالفؤوس في مدينة إلعاد يوم الخميس الماضي، الذي احتفلت فيه إسرائيل بذكرى قيامها.وبعد عطلة استمرت شهرين، بدأ الكنيست أمس دورة جديدة يواجه فيها الائتلاف الحكومي تحديات بسبب فقدانه الأغلبية البرلمانية، إثر انسحاب النائبة عيديت سيلمان، والإعلان عن النائب عميحاي شيكلي منشقاً، ولاتزال القائمة العربية الموحدة، بقيادة منصور عباس، تطبق قرارها بتجميد عضويتها في الائتلاف والمجلس التشريعي، احتجاجا على توترات شهدها الحرم القدسي. وفي حين اجتمع بينيت مع رؤساء كتل ائتلافه الحكومي للتأكيد على جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويحذرهم من أن إجراء انتخابات في هذه المرحلة سيؤدي لحالة من الفوضى، كثف رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، مساعيه لإسقاط هذه الحكومة غير المتجانسة، ويعتزم تقديم مشروع قانون غد لحل الكنيست.ووسط ترقب لحسم مصير بينيت أفادت إذاعة «كان» الرسمية، بأن حزب نتنياهو يدرس إمكانية تقديم مشروع قانون غدا، ينص على حل الكنيست، فيما تحاول القائمة العربية المراوغة والتذرع بتجميد عضويتها في الائتلاف والكنيست. ويفحص الليكود إذا ما كان مشروع حل الكنيست يحظى بدعم 61 عضواً، وإلى أي مدى سيمتنع نواب عباس عن التصويت مع ائتلاف بينيت حتى لا يخاطر بإسقاط الاقتراح، لأنه في مثل هذه الحالة سيكون عليه إعادة تقديمه بعد مرور 6 أشهر.وفي تصريحات تعكس عمق الأزمة، حذر بينيت، عشية انطلاق الدورة الصيفية للكنيست، من أن الانتخابات في هذه المرحلة ستؤدي إلى نشر الفوضى،.
دوليات
إسرائيل تطلق أكبر مناورات... ونصرالله يعلن الاستنفار
10-05-2022