"حكومة تصريف العاجل من الأمور" عبارة غير مفهومة وغير محددة، فما مدتها؟ وما حدود سلطاتها؟ وماذا يقصد بالعاجل من الأمور؟! لنبحث إذن عن غير العاجل من الأمور، حتى نفهم العاجل منها، لا يوجد عاجل من الأمور يمكن فهمه غير تسيير إدارة أمور الدولة اليومية، لكن هذه بالضبط مهمة الحكومة الدائمة التي تسيّر العاجل وغير العاجل، فنعود من جديد للتفرقة بين ما هو العاجل وما هو غير العاجل... لا يوجد.

على ذلك، هي الحكومة ذاتها المستقيلة، ولكنها باقية رغم أنوفكم، وهي حكومة لها سلطة من دون مسؤولية سياسية، فكيف يمكن محاسبة أي وزير دون الرقابة البرلمانية والجلسات التي لن تُعقَد حسب رأي راجح لدى أهل السلطة؟

Ad

هل يمكن تصور أمثلة عن العاجل من الأمور، غير التوقيعات والموافقة أو عدم الموافقة على أمور محددة في إدارة جهاز الدولة، بيروقراطية هرمة متآكلة لا جدوى منها أبداً! بكلام آخر، حكومة تصريف العاجل من الأمور هي حكومة موظفين كبار، هي واجهة سياسية وترقيع دستوري معيب بخواء قانوني، أيضاً كيف تكون إدارة الدولة بحكومة تسيير العاجل من الأمور وغير "العاجل" طالما اتفقنا على أنه لا يوجد عاجل من الأمور في إدارة دولة سائرة تاريخياً على البركة؟ هل توجد سياسة بفكر حصيف للإدارة؟ لا نظن ذلك، الأمور هنا بسيطة ومسطحة، بترول يُستخرَج ويُصدَّر للخارج، ويتم توزيع معظم الدخل كرواتب ومعاشات بعد استقطاع المقسوم للحبايب من أصحاب الحظوظ.

هل هناك حياة سياسية حقيقية حية غير هذا الغث الذي يعلك يومياً في أخبارنا بالجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي؟ لا يوجد، اسحبي الغطاء يا صفية.

حسن العيسى