أحداث أوكرانيا تدفع آسيا إلى التفكير في الحرب
![فوراين بوليسي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586880256579969000/1586880274000/1280x960.jpg)
بالنسبة إلى تايوان، سلّطت المقاومة الأوكرانية العنيدة ضد الغزو الروسي الضوء على سيناريوهات مرتبطة باحتمال تعرّضها لغزو صيني برمائي، ونظراً إلى فاعلية الحرب غير المتكافئة التي يخوضها الأوكرانيون، يشدد المحللون التايوانيون على ضرورة أن تستعمل تايبيه التكتيك نفسه وتُركّز على البحر والجو.في غضون ذلك، تلوح تدابير أخرى في الأفق، فقد أعلن وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو، إبرام صفقات إضافية لتلقي الأسلحة الأميركية قريباً، وعلى الصعيد المحلي، تنوي تايوان زيادة إنتاجها السنوي للصواريخ بنسبة تفوق الضعف، ويُخطط البلد أيضاً لإطالة مدة التجنيد العسكري من أربعة أشهر إلى سنة كاملة.تدرك سنغافورة من جهتها طبيعة البيئة الاستراتيجية المتبدّلة، فقد اعتبر رئيس الوزراء، لي هسين لونغ، أوكرانيا قدوة يُحتذى بها فقال إن قوة إرادة الأوكرانيين للدفاع عن بلدهم تدفعهم إلى متابعة القتال، ويجب أن يتمتع سكان سنغافورة بالإرادة نفسها إذا أرادوا الحفاظ على سلامتهم في هذا العالم. أما رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي، فقد تجاوز في شهر مارس ماضيه المعادي للولايات المتحدة، مع أنه يعتبر بوتين «صديقاً شخصياً» له، فعرض على واشنطن استعمال المنشآت العسكرية في الفلبين إذا امتدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى آسيا، وفي 21 أبريل دعا دوتيرتي جيش بلده وسلك الشرطة إلى الاستعداد لجميع الاحتمالات.رفضت فيتنام من جهتها إدانة روسيا مباشرةً، نظراً إلى علاقاتها الحسنة مع موسكو، لكن قد تصبح واشنطن أكثر قرباً من هانوي، بحسب طريقة تعاملها مع الوضع، حيث تدعم الولايات المتحدة تحديث المعدات العسكرية في فيتنام للتصدي للصين، لا سيما في بحر الصين الجنوبي، وتستطيع فيتنام اقتناء الطائرات الروسية الأقل كلفة، ولهذا السبب، قد يُعفى البلد من العقوبات قريباً في حال تجديد التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وفيتنام.لا تظن الحكومات الآسيوية بالضرورة أن الحرب ستندلع في المنطقة قريباً، لكن قد تستوحي الصين تحركاتها من النهج الروسي وتستعمل تكتيكات الحرب الهجينة في بحر الصين الجنوبي مثلاً، فقد بدأت الصين تُفبرِك خطابات تاريخية هناك حول الأراضي التي تطالب بها، بما يشبه مطالب روسيا في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، يشبه انتقاد بكين لاستراتيجية واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ المزاعم الروسية القائلة إن حلف الناتو هو الذي أجبرها على مهاجمة أوكرانيا، وبما أن روسيا استعملت هذا النوع من الخطابات لتبرير هجومها الأخير، فلا مفر من أن يزداد تصميم العواصم الآسيوية على تقوية دفاعاتها في المرحلة المقبلة.لقد تذكرت أوروبا واقع القوة الصلبة بأكثر الطرق وحشية، ولا تحتاج آسيا إلى خوض تجربة مشابهة للتوصل إلى الاستنتاج نفسه لأنها شهدت صراعات كثيرة منذ الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك دفع الغزو الروسي بالحكومات إلى الاستعداد للصراعات المستقبلية بجدّية غير مسبوقة. * ويليام شونغ