رئيس كوريا الجنوبية الجديد لـ «الشمال»: الاقتصاد مقابل «النووي»

اقتراح محكوم بالفشل... وقد تعتبره بيونغ يانغ «جزرة سامة»

نشر في 10-05-2022
آخر تحديث 10-05-2022 | 20:25
رئيس كوريا الجنوبية الجديد خلال حفل تنصيبه في سيول ( د ب أ)
رئيس كوريا الجنوبية الجديد خلال حفل تنصيبه في سيول ( د ب أ)
دعا الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية، يون سوك يول، جارته الشمالية إلى نزع سلاحها النووي مقابل مساعدات اقتصادية ضخمة، وذلك في خطاب القسَم الدستوري، اليوم، معتبرا أن صواريخ بيونغ يانغ تهديد للأمن الإقليمي والدولي.

تسلّم يون (61 عاما)، الذي باشر مهامه في غرفة محصنة تحت الأرض، بإحاطة أمنية حول كوريا الشمالية، سدة الرئاسة، في وقت تشهد العلاقات مع الشمال توترات شديدة مع إجراء بيونغ يانغ 15 تجربة على أسلحة منذ يناير، بينها تجربتان صاروخيتان الأسبوع الماضي.

وأعلن يون، المدعي العام السابق الذي حقق فوزا بهامش ضئيل في انتخابات مارس، في خطاب القسم أنه مستعد لإرسال مساعدات اقتصادية قادرة على إحداث تغيير، إلى الشمال في حال تخلّت بيونغ يانغ أولا عن أسلحتها النووية.

وقال: "في حال شرعت كوريا الشمالية بصدق في عملية نزع السلاح النووي، نكون على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتقديم خطة جريئة من شأنها تعزيز اقتصاد كوريا الشمالية بشكل كبير وتحسين نوعية الحياة لشعبها".

لكنّ محللين يعتبرون عرض مساعدة "جريئة" محكوم بالفشل، وأن كوريا الشمالية التي تستثمر جزءا كبيرا من ناتجها المحلي الإجمالي في برامج أسلحة تحظرها الولايات المتحدة، وأكدت منذ وقت طويل عدم استعدادها للتخلي عن السلاح النووي مقابل مساعدات.

وقال الأستاذ في جامعة إيوها، بارك ون - غون، لوكالة فرانس برس: "منذ 2009 أعلنت كوريا الشمالية أنها لن تتخلى عن أسلحتها النووية في مقابل حوافز اقتصادية". وأضاف "تصريحات يون ستستفز بيونغ يانغ التي ستعتبر ذلك هجوما".

ورأى تشاد أوكارول من موقع "إن كي نيوز" المختص ومقره سيول، أن كيم لا يريد نموا اقتصاديا كبيرا، لأن تحقيق ذلك سيتطلب فتح النظام البيئي للمعلومات في كوريا الشمالية.

وكتب على "تويتر": "التلوث الأيديولوجي سينتشر بسرعة، وهو خطر رئيسي على حاكم بيونغ يانغ... خطط يون لنزع السلاح النووي لن تفضي إلى نتيجة... لأنّ الجزرة سامة في الواقع''.

وقال يون في خطاب القسم إن كوريا الجنوبية تواجه "أزمات متعددة" ذكر منها جائحة كوفيد ومشاكل سلاسل التوريد والصعوبات الاقتصادية والنزاعات المسلحة والحروب.

وأضاف أن "مثل هذه الأزمات المعقّدة متعددة الأوجه تلقي بظلال قاتمة علينا"، معبّرا عن ثقته بأن البلاد ستتخطى صعوباتها الحالية.

لكن من غير المرجح أن تكون ولايته سهلة، إذا يتولى مهامه مع تأييد شعبي هو الأدنى لأي رئيس كوري جنوبي منتخب ديموقراطيا.

وأظهر استطلاع لمركز غالوب، أجري أخيرا، نسبة تأييد بالكاد تصل إلى 41 بالمئة، فيما بلغت شعبية الرئيس المنتهية ولايته مون في المقابل 44 بالمئة.

وأكبر أسباب عدم شعبية يون، وفق الاستطلاع، قراره نقل المقر الرئاسي من قصر بلو هاوس إلى المقر السابق لوزارة الدفاع في وسط سيول، متخليا عن تقليد استمر عقودا.

وقال يون إن قصر بلو هاوس، الواقع في المقر الذي كانت تستخدمه إدارة الاستعمار الياباني من 1910 إلى 1945، هو "رمز للقوة الاستبدادية"، معتبرا أن نقل المقر سيضمن رئاسة أكثر ديموقراطية.

وكانت مراسم التنصيب الرسمية قد نُظمت في ساحة الجمعية الوطنية في سيول، وتخللها استعراض لجنود بالزي الرسمي و21 طلقة مدفعية.

وأوفد الرئيس جو بايدن، المتوقع أن يزور سيول في وقت لاحق هذا الشهر، وفدا رفيعا من 8 أشخاص على رأسهم دوغلاس إيمهوف، زوج نائبته كامالا هاريس.

كما أوفدت اليابان والصين ممثلين رفيعي المستوى، في وقت قال يون إنه يريد إصلاح العلاقات التي شهدت توترا أحيانا مع قوى إقليمية.

وقال وزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هياشي، عقب المراسم "في وقت يتعرّض النظام الدولي القائم على القوانين للتهديد، تزداد الحاجة إلى التعاون الاستراتيجي بين اليابان وكوريا الجنوبية، أكثر من أي وقت مضى".

back to top