استبق الرئيس الأميركي جو بايدن قدومه إلى المنطقة لأول مرة منذ تولّيه منصبه، وأعلن استقباله يوم الجمعة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، (صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي المحتلة)، لمناقشة قضايا الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص العنف والتوتر في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن الزيارة تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين المملكة والولايات المتحدة كحليف وصديق استراتيجي للأردن.
وأضاف أن المباحثات خلال الزيارة ستشمل العلاقات الثنائية «وتحديداً مذكرة التفاهم التي نعمل والولايات المتحدة على توقيعها، والتي تؤطر المساعدات التي تقدّمها أميركا إلى الأردن، إضافة إلى بحث الأوضاع الإقليمية وفي مقدمها القضية الفلسطينية والأوضاع في القدس المحتلة».وقال إن المباحثات ستستهدف إيجاد أفق «سياسي حقيقي يأخذنا باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل، وينهي حال الجمود الكارثية التي بدأت تبعاتها تتبدّى بشكل واضح، توتراً أكثر وعنفا أكثر».
القدس الشرقية
ويدرس بايدن زيارة القدس الشرقية خلال زيارته المحتملة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية الشهر المقبل، حسبما نقلت شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية عن مسؤول إسرائيلي.وكشف المسؤول أن بايدن قد يزور مستشفى جمعية المقاصد الإسلامية بمدينة القدس الشرقية، الذي يقدّم خدماته الطبية للفلسطينيين، بمن فيهم سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من دون موافقة رسمية إسرائيلية، مما يعني أنه لا يعترف بسلطة إسرائيل على المنطقة.وتعهدت إدارة بايدن بإعادة فتح القنصلية الأميركية العامة في القدس الشرقية، بعد أن أغلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكن من دون تحديد موعد للخطوة التي أعلنت الحكومة الإسرائيلية مرارا معارضتها لها.وكان بايدن قد ذكر في تصريحات سابقة أنه يؤيد حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ديموقراطية ذات سيادة، لكنّه لم يتراجع عن قرار ترامب الاعتراف بالقدس بشقّيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.ومن المتوقع أن يلتقي بايدن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في القدس الغربية.مناورات وعنف
الى ذلك، وبالتزامن مع مناورات «عربات النار»، التي تقوم بها إسرائيل والتي تحاكي بها التعرّض لحريق على كل الجبهات، أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى الثانية لـ «هبّة الكرامة»، في إشارة الى الحراك بالضفة وداخل الخط الأخضر وغزة التي أسفرت عن مواجهة بين إسرائيل وقطاع غزة في مايو من العام الماضي. وقالت الفصائل الفلسطينية في غزة إنها على أتم الجاهزية، محذرة إسرائيل من تنفيذ اغتيالات تطول قيادات حركة حماس أو ارتكاب أي «حماقة بحق الأقصى». وقال القيادي في «حماس»، إسماعيل رضوان، إن معركة سيف القدس ثبتت معادلة غزة القدس، ولا تراجع عما حققته»، مهددا بأن لجوء اسرائيل الى الاغتيالات سيكون له ارتدادات خارج حدود فلسطين. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أعلن أمس الأول استنفار مقاتليه على طول الحدود مع إسرائيل، بالتزامن مع مناورة «عربات النار». يأتي ذلك غداة اندلاع مواجهات عنيفة مساء أمس الأول في الضفة الغربية، في ظل تصاعد التوتر مع سلسلة هجمات فلسطينية أدت الى مقتل 19 إسرائيلياً منذ منتصف مارس الماضي. وبحجة عدم الترخيص، هدمت الشرطة الإسرائيلية، أمس، منزل عائلة الرجبي المكون من خمس شقق موزعة على طابقين في حي عين اللوزة ببلدة سلوان، في القدس الشرقية جنوب المسجد الأقصى، وشردت أكثر من 30 فرداً.وللمرة الأولى منذ إنشاء مجلس بيت إيل في نهاية التسعينيات، وقع أمس القائد العسكري للمنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، يهودا فوكس، على قرار يقضي بتوحيد مستوطنتَي «عيتس أفرايم» و«شعاري تيكفا»، وسط الضفة الغربية المحتلة، ضمن مجلس محلي استيطاني واحد، وفق صحيفة يسرائيل هيوم.وفي حين حظي الأمر بدعم ومصادقة من وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، ووزير الجيش، بيني غانتس، قال رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات بالضفة، يوسي دغان، إن هذه خطوة من شأنها أن تعزز استراتيجياً وبشكل ملموس جميع المستوطنات في الضفة.الحرم القدسي
في سياق متصل، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، أمس، أنه لم يطرأ أي تغيير على الوضع القائم في الحرم القدسي. وقال مكتب بينيت، في بيان، إن «الأردن طلب من إسرائيل قبل شهر ونصف تقريبا زيادة قوام الأوقاف الإسلامية في الحرم القدسي الشريف بخمسين، غير أن إسرائيل لم تجد أنه من المناسب الاستجابة للطلب».وأكد البيان أن «حكومة إسرائيل هي التي تتخذ جميع القرارات حيال الحرم القدسي، بناء على اعتبارات السيادة وحرية العبادة والأمن، وليس بسبب ضغوط تمارسها هيئات أجنبية أو جهات سياسية».وأشار البيان إلى أنه جرى بالفعل «إقصاء 6 أشخاص من حرّاس الأوقاف المؤيدين لحماس، وفي المقابل تم تعيين 12 شخصا جديدا من موظفي الأوقاف في إطار الملاكات القائمة، دون زيادة عددها».