أكد المشاركون في مؤتمر العمل البلدي الخليجي المشترك الحادي عشر، أمس، أهمية التخطيط العمراني للمدن والمبني على قواعد بيانات جغرافية لمواجهة التحديات، التي تواجه صناع القرار في وضع ركائز أساسية للتخطيط المكاني.واستعرض المشاركون في اليوم الثاني للمؤتمر، الذي يحمل عنوان «بلدية ذكية» وتستضيفه الكويت أفضل الاستخدامات العالمية لنظام المعلومات الجغرافية وأفضل ممارسات عقود النظافة والرقابة عليها والعمل التطوعي في مجال العمل البلدي.
وأكدت منيرة الجري من معهد الكويت للأبحاث العلمية أهمية دراسة تحليل نمط التنقل البشري الزماني والمكاني في المناطق الحضرية.وأوضحت الجري، أن حركة البشر في المناطق الحضرية أمر ضروري لمواجهة العديد من التحديات منها توقع حركة المرور وتحسين السيطرة على تفشي الأمراض والتخطيط للمدن الجديدة.من جانبه، قدم عبدالإله العتيبي من وزارة البلدية والسكان في المملكة العربية السعودية ورقة عمل بعنوان «النظام المؤسسي لإدارة الأراضي والممتلكات» تناولت آلية عمل النظام المؤسسي ومحاوره لتمكين صناع القرار من وضع ركائز أساسية للتخطيط المكاني.واستعرض التحديات التي واجهتهم بعد وضع استراتيجية لمدة خمس سنوات لإنشاء مركز نظم معلومات جغرافي مؤسسي للوزارة للاستفادة من قدرات نظم المعلومات الجغرافية في خدمة أهداف وتطلعات الوزارة على المديين القريب والمستقبلي.
«التوأم الرقمي»
من جهتها، قدمت ميثاء النعيمي من بلدية دبي ورقة عمل بعنوان «التوأم الرقمي الجيومكاني بلدية ذكية»، مشيرة إلى أهمية «التوأم الرقمي» وتقنياته في التعرف على النشاط الزلزالي وتوفير صور عالية الدقة وعنونة الوحدات والمباني ونمذجة البناء ووضع النظام الموحد لتراخيص البناء ووضع خريطة طريق 2030.بدورها، قدمت هدى العفيفي من سلطنة عمان ورقة عمل بعنوان «المنظومة الرقمية لتصاريح الحفر لمحافظة مسقط» استعرضت خلالها الإيجابيات التي تحققت بعد تطبيق تلك المنظومة ومنها القضاء على النهج العشواني لتصاريح الحفر.من ناحيته، قدم عامر الحميدي من دولة قطر ورقة عمل بعنوان «تقنيات نظم المعلومات الجغرافية - مشروع عنواني» أشار خلالها إلى العوامل التي أدت الى تميز نظم المعلومات الجغرافية في قطر كمرجع تقني ومزود لقواعد البيانات الاساسية والتراخيص والدعم الفني للوزارات. واستعرض آلية إنشاء الشبكة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية وشبكة البث المتواصل للاحداثيات الأرضية والمواصفات الكارتوجرافية لخرائط الدولة وتوافقها مع المواصفات العالمية ومركز الارشيف الوطني للصور الجوية.نظم المعلومات الجغرافية
أما منيرة المانع من إدارة المساحة في بلدية الكويت فتناولت استخدامات نظم المعلومات الجغرافية وتوظيفها في البلدية وخطوات التحول الرقمي للخرائط وأنواع البيانات في إدارة المساحة وتحويل المخططات المساحية الورقية إلى طبقات معلوماتية في برامج نظم المعلومات الجغرافية. وقالت المانع، إن تطبيق الموقعيات المساحية المستخدم يتيح لكل من يمتلك صلاحية الدخول لطباعة المخططات المساحية دون التغيير على اي من البيانات، مشيرة إلى أنه في كثير من الأحيان تكون مخططات استدلالية لأصحاب المكاتب الهندسية وأصحاب الحيازات والقسائم. ولفتت إلى أن الرقم العقاري الموحد من أهم المشاريع التي ساهمت في تنفيذها بلدية الكويت ومن شأنه تسهيل عمليات الاتصال وربط المعاملات والبيانات الخاصة بالعقار، مشيرة الى أنه تم بالفعل ربط جميع المعاملات.تطوير النفايات
بينما أكد عبدالله الغامدي من المملكة العربية السعودية أن إدارة النفايات تعاني ارتفاع قيمة التشغيل في العقود ورفع المخلفات، وبالمقابل ضعف العائد الاقتصادي لهذه النفايات لاسيما الآثار البيئية، نتيجة ضعف الرقابة التقليدية. وأوضح الغامدي أن أمانة جدة وجدت فكرة بإنشاء منصة رقمية لتطوير قطاع النفايات وتنظيم العلاقة بين المنتجين والناقلين.ولفت إلى أن الأهداف المرجوة التي تم تفعيلها في منصة أمانة جدة هي الحد من ظاهرة الرمي العشوائي وتحسين المشهد الحضري، وتحفيز عملية الفرز من المصدر وضرورة إدارة المدن الذكية والمباني الخضراء، وتخفيض الإنفاق الحكومي على المشاريع، مع إطالة العمر التشغيلي للمرادم وعمر الاستدامة وتوثيق العمل الالكترونية.تحويل العمل التطوعي من فزعة إلى عمل مؤسسي ممنهج
أدار مدير إدارة التدريب والتطوير في البلدية فالح العتيبي ورشة «استراتيجية العمل التطوعي في إدارة العمل البلدي»، وأثنى على دور البلديات الخليجية وأثرها الإيجابي والمجتمعي في المجتمعات الخليجية. وأكد مساعد رئيس المركز التطوعي الكويتي خالد المير أهمية العمل التطوعي في الكويت، مشيراً إلى أن الكثير من المواطنين يجهلون أن للكويت مركزاً للعمل التطوعي.وقال المير، «لدينا طاقات شبابية في المجتمع خاصة أن لدينا 24 في المئة من سكان الكويت هم شباب تتراوح أعمارهم مابين 20 و35 سنة، و36 في المئة تتراوح أعمارهم بين 35 و55 سنة، مشدداً على أننا مجتمع شبابي، ونحتاج لتوعية من الصغر لمعرفة وتحويل العمل التطوعي من فزعة إلى عمل مؤسسي ممنهج.