افتتح سفير سلوفاكيا لدى الكويت إيجور هايدوشيك معرض الفن السلوفاكي المعاصر "فنون القلب"، في قاعة بوشهري للفنون، بحضور جمع من السفراء، والدبلوماسيين، والمهتمين، وشارك في الافتتاح فرقة موسيقية سلوفاكية عزفت روائع المقطوعات الموسيقية، ليبدو المعرض فيما يشبه مساحة من الإبداع جمعت الفن التشكيلي والموسيقي تحت سقف واحد.وقال هايدوشيك، في كلمته، إن "تنظيم المعرض الفني قام به د. لوبوسلاف موزا، بالتعاون مع قاعة بوشهري، وبرعاية سفارة سلوفاكيا، وأنا على يقين بأن الجميع سيقضون وقتا ممتعا بمشاهدة الأعمال الفنية السلوفاكية، فقد عادت الحياة لطبيعتها بعد فترة طويلة من إغلاق المعارض بسبب جائحة كوفيد 19"، متوجها بالشكر إلى الفنان السلوفاكي بيتر هارجاش، الذي كان من ضمن المشاركين في المعرض، حيث قدم أعمالا رصدت مساهمته المثمرة في المجال التشكيلي.
وأضاف أن هارجاش هو فنان معروف بأوروبا والمجتمع الكويتي، حيث قام عام 2020 بإهداء إحدى لوحاته لدار الرعاية الاجتماعية لنزلاء وزارة الشؤون، والتي نالت إعجاب الجميع، والجميل أن اللوحة وضعت في المدخل الرئيسي للدار حتى يستمتع الجمهور بفنه الفريد، وشارك في الافتتاح موسيقيون موهوبون من سلوفاكيا، وهم ألبين بلاهو، سيمون ستيمل، أدريان بولاك، رادكا كوفاكوفا، حيث جاءوا من سلوفاكيا خصيصا للمشاركة في هذا الحدث الاستثنائي.
ثقافات مختلفة
وتابع السفير هايدوشيك: "لا شك في أن الفن يؤثر على المجتمع، من خلال تغيير الآراء وغرس القيم وترجمة الخبرات عبر المكان والزمان، وقد أثبتت البحوث والدراسات أن الرسم والنحت والموسيقى والأدب والفنون الأخرى تعتبر بمنزلة مستودع للذاكرة الجماعية للمجتمع، حيث يحافظ الفن على ما لا تستطيع السجلات التاريخية القيام به، فضلا عن أن أحد أهداف الفن السامية مد جسور التواصل، لأنه يسمح للناس من مختلف الثقافات بالتواصل مع بعضهم عبر الصور، والقصص، وغالبا ما يكون الفن أيضا وسيلة للتغيير الاجتماعي، وإيصال رسائل هادفة".وبين أنه لطالما اهتم الباحثون بالعلاقة بين الدماغ البشري والفن، فمثلا في عام 2013 وجد باحثون من جامعة نيوكاسل أن مشاهدة الفن المرئي المعاصر له آثار إيجابية على الحياة الشخصية لكبار المسنين أثناء فترة التمريض، وعبر عن خالص شكره لليديا هايدوشيكوفا التي وضعت اللبنات الأولى لهذا المعرض ليخرج إلى النور بهذه الطريقة الرائعة، فقد ساعدت كثيرا في جلب اللوحات والرسامين والموسيقيين من سلوفاكيا الى الكويت، وأكد أن سفارة سلوفاكيا بالكويت مع الفنانين المشاركين في المعرض يودون أن يتركوا أثرا جميلا في قلوب وحياة الناس الشخصية.هوية مميزة
من جانبه، ذكر د. لوبوسلاف موزا من جمعية أرتيم السلوفاكية أنه شارك في المعرض 19 فنانا من سلوفاكيا من مختلف الأعمار، منهم الشباب والكبار، وتنوعت الرؤى والأساليب والمدارس الواقعية والتجريدية والمواضيع التي تناولها المشاركون، مضيفا أن كل بلد لديه هوية، والفن السلوفاكي له هوية مميزة، فقد تميزت الألوان التي استخدمها الفنانون بأنها مفعمة بالحياة، وبعضها يحمل دلالات وانطباعات الفنان ذاته.وأشار د. موزا إلى أن من الفنانين المشاركين الموجودين في المعرض بيتر هارجاش، الذي اتبع الأسلوب الانطباعي، أما الفنانون الآخرون فقد اتبعوا الأسلوب الفن التصويري، والتجريدي، والبعض الآخر رصد الطبيعة. وعن الأساليب الفنية المشهورة في سلوفاكيا، ويفضلها الفنانون، أوضح أن الفن التصويري هو الأشهر في سلوفاكيا، إضافة إلى الفن التجريدي، ويتميز الفنانون السلوفاكيون بأنهم يحبون الاطلاع على أحدث الأساليب والتقنيات الفنية الجديدة وتجربتها. ولفت إلى أن الشعب السلوفاكي عموما محب للفن، مشددا على أن "الفن هو لغة التواصل بالأفكار والأحاسيس، ويجعلنا نفهم بعضنا البعض، ودعا الجمهور إلى زيارة المعرض، والتعرف على الفن التشكيلي السلوفاكي عن كثب.